" السكوليوز " يصيب التلاميذ الصغار بنسبة 90 في المائة

" السكوليوز " يصيب التلاميذ الصغار بنسبة 90 في المائة



الجنف أو " السكوليوز " هو المرض الأكثر انتشاراً بين أولادنا طلاب المدارس , ومن ظواهره التواء في العمود الفقري يميناً أو يساراً لأسباب عدة , أبرزها ثقل الحقيبة المدرسية

أشار د. مفيد الشاطر الى الدراسة التي أجراها رئيس مركز " السكوليوز " الألماني البروفيسور كلاوس سيلكي , على عدد من الدول العربية , وتبين فيها أن نسبة الإصابة تبلغ %90 والنسبة الأكبر منها محصورة بالإناث .

وأوضح د. الشاطر ان مضاعفات " السكوليوز " تقتصر على آلام الظهر , الإرهاق والتعب بسبب ضيق القفص الصدري من الجهة المقابلة للأعوجاج الذي يضغط على الرئة , إضافة الى تشوه شكل الجسد وظهور الحدبة .

وعن تأثير ثقل الحقيبة المدرسية في التواء العمود الفقري والتسبب بمرض الجنف , قال د. مفيد الشاطر : " يزن الكتاب المدرسي حوالي 1,5 كلج تقريباً ويتلقى الطالب 7 حصص تعليمية يومياً أي أن وزن ما يحمله من كتب مع الدفاتر التطبيقية يصل الى 15 كلج , فيما لا يتعدى وزن الطفل في عمر 9 سنوات الثلاثين كيلو غرام أي أنه يحمل نصف وزنه على كتفيه , فيضطر للانحناء الى الأمام لتحقيق التوازن فيصاب بالجنف " .

وتابع د. الشاطر : " تبدأ هذه المشكلة في المراحل التعليمية الابتدائية حيث تكون عظام الجسم طرية وتحمل ثقلاً كبيراً يضغطها في أي اتجاه كان . وأمام جهل الأهل والظروف المعيشية الصعبة التي تعاني منها المجتمعات الفقيرة , بالإضافة الى غياب توفير بيئة مدرسية ضمن شروط صحية سليمة ... كل هذه العوامل مجتمعة تسبب ظهور الجنف أو الحدبة .

● ما هي طرق العلاج ؟

هناك ثلاث طرق هي :

- العلاج الوقائي المعتمد في الحالة التي لم يتعد فيها المرض مراحل متقدمة ولم تتخط درجة الالتواء 20درجة , تؤخذ الصور الاشعاعية كل ثلاث أشهر وتطبق بعض التمارين الفيزيائية يستحيل على الكثيرين تنفيذها لارتفاع تكلفتها المادية لذلك اقترح تطبيقها في المنزل .

- العلاج التقويمي الذي يعتمد على ارتداء " كورسيه الشاطر " أي مشد خاص يصنع من فيزيولوجية بلاستيكية ويختلف شكله باختلاف موقع الاعوجاج في العمود الفقري ودرجته .

- الطريقة الثالثة تعتمد على الجراحة بعد فشل الطريقتين السابقتين .

● هل من اقتراحات للتخفيف من المشكلة ؟

- أول ما يتبادر الى ذهننا هو فقدان الحقيبة للمواصفات الصحية , اذ يجب ألا يتعدى وزنها %10 فقط من وزن الطالب بينما هي اليوم تقارب نصف وزن الطالب أو أكثر , كذلك يجب أن تكون الجهة المحمولة على الظهر مبطنة بالاسفنج كي يمتص ثقل الوزن على الكتفين ولا تؤذي الجلد أو تحبس الدم , الحزام على الكتفين أفضل من الحزام على كتف واحدة ويستحسن أن يكون طوله متوسطاً كي لا يضغط على أسفل العمود الفقري , اضافة الى حزام الخصر الذي يثبتها كي لا تتحرك أثناء السير فيميل ثقلها على جسد الطفل .

● هل تؤثر طريقة الجلوس في اعوجاج العمود الفقري ؟

طبعاً فالكرسي يجب أن يكون مناسباً لقامة الطفل من حيث ارتفاع الظهر , طول المقعد والمسافة التي تفصله عن الطاولة وترفعه عن الأرض بحيث يلقي الطالب بثقله على الأرض وليس على قدميه . لكن المشكلة التي نعاني منها هي في غياب هذه المواصفات الصحية , فضلاً عن أن بعض الطلاب يجلسون كل ثلاثة على مقعد لطالبين فقط , مما يؤدي الى ظهور مشكلة الجنف .

● من يتحمل المسؤولية ؟

- أطراف عدة : ظروف المدارس الصعبة , فقر وجهل الأهل يتسبب في نشوء جيل ينمو مع تشوه في جسده وهذا حرام

الدولة عامة مسؤولة عن وضع قوانين تجبر المدارس على توفير الراحة للطلاب من خلال صناعة مقاعد وطاولات تتمتع بمواصفات صحية وتربوية سليمة – واقترح تجزيء الكتب الكبيرة الى أقسام صغيرة خفيفة الوزن تحمل بحسب الفصل الدراسي , وأنصح الأهل بعدم الاستهانة بأوجاع أبنائهم مع ضرورة تغطية النفقات الطبية من قبل الوزارات المختصة لأن الفقر والجهل يدفع ثمنه الطفل وحده .