ماذا يراد بإفريقيا؟

**abdelouahed** · **abdelouahed** الأحد مارس 09, 2014 12:32 pm

يبدو أن ما يحدث في جنوب السودان، أثر من آثار ما قامت به الولايات المتحدة التي عملت جهدها لفصله عن السودان، وحرضتها على ذلك الكنائس الانجليكانية التي كانت تضغط على السياسيين الأمريكيين، وخاصة الرئيس بوش الابن، الذي خرب العراق وأفغانستان وعمل لفصل جنوب السودان، وحقق جزءا من الإستراتيجية، الأمريكية في إفريقيا، لجعل جنوب السودان الذي كان أغلب سكانه وثنيين، وأصبح أغلبهم اليوم نصارى، واستغلوا غفلة السياسيين في الخرطوم، وعدم قيامهم بتنمية الجنوب، وخدمة سكانه، واستعملوا فكرة الجهاد وما هو بجهاد.
وما يحدث اليوم في مصر جعل الولايات المتحدة لا تهتم كثيرا بجنوب السودان، وتريد أن تجعل من السودان الشمالي حاجزا حتى لا يتطرق تأثير الإخوان المسلمين في مصر إليه، بعد أن جعلت جنوب السودان حاجزا بين شماله وتأثيره الإسلامي العربي في إفريقيا.
ويبدو أن الصين أيضا لها إستراتيجية أخرى في إفريقيا وجنوب السودان خاصة. أما فرنسا فقد بقيت تتطلع إلى عودة قوية إلى إفريقيا، وما حدث ويحدث في مالي، وإفريقيا الوسطى أكبر دليل على ذلك، ولعلها تتطلع إلى الجزائر جنوبا، ولها قاعدة كبرى في مالي، ومصالح متعددة في النيجر، وما في تلك الأوطان من ثروات كثيرة.
أما الجزائر فإنها في منظورها، ومرصد تطلعها، ولا تتوقف عن مطامعها فيها، وتفتخر باستعمارها لها، وتشريد سكانها، وتخلفها، وتتغنى بذلك إلى اليوم، على أنها جاءت لتحضيرنا.
وليس ما حدث في غرداية هذه الأيام ببعيد عن عوامل خارجية لتخريب الجزائر، وإيقاع الفتن، وإيقاذ نيرانها، وربما كان لهم في الوطن من ينفذ ما سطر في هذه الإستراتيجية الوحشية، فلابد من الحذر والاحتياط مما يراد بوطننا، من حراسة الحدود، وما عساه يتسرب إلى البلاد من عملاء يخدمون العدو، باسم العربية، وغيرها من الوسائل التي تستعمل لتمزيق أواصر الأمة كما يقع في العراق أو لبنان أو سوريا.
أو باسم المسيحية أو بأي عنوان آخر، ومجتمعنا والحمد لله منسجم وسليم من الطائفية المذهبية أو العرقية أو اللغوية، وهي الثغرات التي يدخل منها أصحاب الإستراتيجية الاستعمارية الجديدة التي تعمل على مدى بعيد، وبطول نفس، وعن طريق بعض الدول العربية، وفي الأخوة الطوارق رجال يحبون وطنهم ولا يستجيبون للخداع والتدمير، وعلينا نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة، من الوسطية، ونبذ التطرف والتعصب بأي عنوان كان، من عناوين الذين يريدون أن يؤسسوا فرقا دينية جديدة، ويقسمون الناس إلى فرق يعادي بعضها بعضا، ويكفر بعضها بعضا، والإدعاء أن هذه الجماعة أو تلك على الحق، وما عداها على الباطل، تعصبا أعمى، وضيق أفق، وقلة البصيرة، والفهم في الدين فهما معوجا عن جهل، مع الدعوى العريضة أنهم على حق، وغيرهم في ظلال مبين نسأل الله أن ينجي وطننا من كل مؤامرة وفتنة.
جريدة البصائر.

ماذا يراد بإفريقيا؟

ماذا يراد بإفريقيا؟

Create an account or log in to leave a reply

Create an account

Log in