لحظة تدريبية لاستغلال الوقت

لحظة تدريبية لاستغلال الوقت :

إن للزمن أبعاد ثلاثة : الماضي ، الحاضر ، و المستقبل ، و ليس للإنسان من هذه الأزمنة إلا الحاضر فلا يملك غيره ، فالماضي لحظاته انقضت ، و المستقبل لم يأت بعد .
لكن مادام أن الحاضر يمثل اللحظة الفعلية والحقيقية التي يعيشها الإنسان هل سألت نفسك يوما ـ أيها الأخ المربي ـ عن المدة الزمنية للحاضر ، هل هو أسبوع ؟ يوم ؟ دقيقة ؟ ثانية ؟ أقل من ثانية ؟
إن الجواب عن هذا السؤال : يجعلني أتأمل آخر كلمة كتبتها في هذا السياق : ( هي السياق )
( س ، ي ، ا ، ق ) أنا قلت هذه الكلمة الأخيرة لكنني لم أشعر و أنا أتلفظ بالكلمة أن حرف ( س) فيها يمثل
الزمن الماضي بالنسبة لحرف (ي) ، و أن ( ا ، ق) كانا يجسّدان المستقبل بالنسبة بالنسبة إلى حرف ( الياء) .
إن أبعاد الزمن الثلاثة تتشكل في أقوالنا و أفعالنا و حركاتنا وسكناتنا بشكل مستمر ، دون وعي منا و أن اللحظة التي نتلذذ بها في الحاضر سرعان ما تتوارى في غياهب الماضي و يصبح القبض عليها مستحيلا إلا من قبيل التذكر النسبي .
لكن مهلا ، لا ينبغي أن نكون متشائمين إزاء هذا الانفلات الزمني فلولا حرف (س) الذي تلفظنا به في الماضي لما تمكنا من الوصول إلى المعنى الذي تؤلفه كلمة (سياق) .
إذن الدرس الذي نستفيده من هذا التمرين هو أنك الآن تعيش لحظة تسمى الحاضر ، لا تدعها
( الآن الآن الآن تتلاشى إلى الماضى ) ضع بصمتك فورا عليها ، تعلم منها فكرة ، خذ منها آية ، ضف إلى رصيدك خلالها كلمة بالإنجليزية ، أو الفرنسية ، لا تسوّف ، لا تنتظر غيرها من اللحظات استعن الآن بالإرادة ، وتسلح بالعقل و الإيمان ، واندفع نحو امتلاك الزمن لأن الوقت إما عدو ، وإما صديق .

بوشويحة ، يوم 31 مارس 2010 على الساعة 17:38و 50 ثانية و...و...و...