هنية يدعو إلى تدويل قضية الأسرى الفلسطينيين

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ، 2010/10/23
أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، عن تكفله بكافة مصاريف جولة عربية ودولية يقوم بها وفد من أهالي الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال بهدف إبراز قضيتهم وتوضيحها للعالم، داعيًا وزارة الأسرى لترتيب هذا الشأن.

جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر أسرى فلسطين الدولي، الذي عقدته مؤسسة إبداع للاستشارات والتدريب بالتعاون مع وزارة الأسرى الفلسطينية صباح السبت (23-10) في غزة.

ودعا إسماعيل هنيةإلى تحويل قضية الأسرى من قضية فلسطينية إلى قضية عربية إسلامية دولية، مبينًا أن هذا هو أحد أهداف المؤتمر.

تحريرهم هو الهدف
وقال: "كل ما تقوم به الفصائل الفلسطينية له هدف واحد وحيد هو تحرير الأسرى من سجون الاحتلال، وهذا المؤتمر يأتي في هذا السياق، خدمة القضية والبحث عن كل الوسائل لتحقيق هذا الهدف".

وأضافإسماعيل هنية: "صحيح أننا نبحث عن تحقيق عن حياة كريمة للأسير وذويه، ولكن هذا هدف ثانوي والهدف الكبير هو تحقيق الحرية والتحرير لهؤلاء الأبطال".

وبعث رئيس الوزراء الفلسطينيإسماعيل هنية بعدة رسائل من خلال المؤتمر، معتبرًا أنه الأول من نوعه المقام في فلسطين.

وكانت رسالته الأولى، هي ضرورة العمل من أجل أسرانا أمانة ومسؤولية مسئولية شرعية ومسؤولية وطنية.

وقال: "لا يمكن أن نشعر بتمام الحرية والكرامة ما لم يتحرر هؤلاء الأبطال، وفصائل المقاومة -وهي تصر على مطالبها- هي تلتزم بالمسؤولية الوطنية والشرعية تجاه هؤلاء الأبطال"، داعيًا كل الخيرين من هذه الأمة في موقف حمل هذه الأمانة والمسؤولية وسنستمر بها حتى نرى هؤلاء الأبطال بيننا يواصلون حياتهم".

اعتقال السياسي في الضفة
واعتبر رئيس الوزراء أنه من المعيب أن يكون هناك أسرى فلسطينيون على خلفية سياسية أو على خلفية المقاومة أو على خلفية الأسرى في سجون فلسطينية أو سجون عربية.

وجدد إسماعيل هنية تأكيده على عدم وجود أي أسير في غزة على أي خلفية سياسية أو جهادية في غزة ما لم تحدث اضطرابات أمنية تؤدي إلى سياق محدد، وقال: "نحن أمام ضيوفنا نؤكد على ذلك، ونحرص ألا يكون بالمطلق".

وطالب بالإفراج عن كل المعتقلين في سجون عباس في الضفة؛ حيث يوجد أكثر من 650 معتقلاً على خلفية سياسية والعمل تحت ظلال المقاومة، مؤكدًا أن التنسيق الأمني تحول إلى اندماج أمني في الضفة.

كما طالب بوقف سياسة الاعتقالات والإفراج عنهم، وأضاف: "من العيب أن نتحدث عن الأسرى في سجون الاحتلال بينما هناك مئات في سجون "السلطة" بما في ذلك نساء وتعريضهن للاعتقال".

كما توجه للأشقاء في مصر بضرورة الإفراج عن معتقلين محتجزين على خلفية سياسية وعلى خلفية الانتماء لفصائل المقاومة، كما ناشد الرئيس مبارك اتخاذ قرار وطني مسؤول يعبر عن مكانة مصر باعتبارها حاضنة لقضية فلسطين بإخلاء سبيل المعتقلين الفلسطينيين على خلفية سياسية من سجون مصر.

وأضاف: "لا يجب أن يبقى أي إنسان فلسطيني في أي سجن على خلفية عمله من أجل تحرير فلسطين، لا سيما أن أمننا من أمن العرب ولا يوجد لدينا أي تفكير للعبث بالساحات الأمنية العربية".

تدويل القضية

ومضى إسماعيل هنية يقول: "لا يوجد أي وفد تحديدًا من الدول الغربية يأتي إلى غزة إلا ويتحدث عن شاليط لفصائل المقاومة، في المقابل.. من يتحدث عن قضية ثمانية آلاف أسير فلسطيني؟!".

وتابع: "كيف يمكن أن يحظى جندي أسير باهتمام العالم ويتم تجاهل قضية ثمانية آلاف أسير فلسطيني"، مبينًا أنه من مسؤوليته حكومته أن تتحول هذه القضية إلى قضية دولية ضاغطة.
وأضاف رئيس الوزراء الفلسطيني: "كل يوم نسمع والد شاليط في دولة من الدول، ورؤساء الدول يستقبلونه وأهالي أسرانا يستحقون أن يقوموا بالتحرك".

وتابع: "نأمل تسهيل سبل تحرك وفد الأسرى الفلسطيني مع المسؤولين في مختلف الدول، هذا الوفد بما يعنيه من كرامة وما يحمل من هم وضمير للشعب الفلسطيني هو ممثل شرعي لهذا الشعب ولهذه القضية".

ومضى يقول: "نحن محرومون من التحرك بفعل هذا الحصار، إذًا فليخرج ممثلون شرعيون عن الشعب الفلسطيني يمثلوا الحكومة والشعب والأسرى الفلسطينيين والأسرى العرب الموجودين في السجون الصهيونية وهم من الأردن ومصر وسوريا والسعودية والسودان.. لن ننسى أسرانا العرب بنفس الدرجة التي نهتم فيها بأسرانا الفلسطينيين".

وأعلن عن إعطاء الحكومة كل التسهيلات لسفر هذا الوفد لمختلف الدول ليحمل قضية أسرانا في سجون الاحتلال سواء كانوا أسرى غزة أو الضفة أو القدس أو الداخل الفلسطيني أو العرب من أسرى الدوريات.

واختتم إسماعيل هنية حديثه بتقديم الشكر لممثل رئيس وزراء ماليزيا الأسبق مهاتير محمد وممثل البرلمان العربي البرلماني وشكرهم على حضورهم.

إفراج عن السجناء

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني قد قرر اليوم، الإفراج عن مجموعة من المعتقلين في غزة إكرامًا لقافلة "شريان الحياة 5"، التي جاءت من أجل كسر الحصار عن قطاع غزة والمشاركة في المؤتمر الدولي للأسرى.
وفي اتصال خاص بـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أكد المهندس إيهاب الغصين الناطق باسم وزارة الداخلية الفلسطينية، أن الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية قررت الإفراج عن 20 موقوفًا في سجونها بغزة، وذلك إكراماً لقافلة "شريان الحياة 5".

وأوضح الغصين أن الحكومة ستعقد مؤتمرًا صحفيًّا الساعة الثالثة من عصر اليوم لتنفيذ قرار رئيس الوزراء بإطلاق سراح الموقوفين العشرين الذين قضوا ثلثي مدة حكمهم.

وقال الناطق باسم الداخلية: "ليس هدف الحكومة هو اعتقال الناس بقدر توجيههم وإصلاحهم وإرشادهم"، معربًا عن أمله في أن يكون المعتقلون قد استفادوا من المدة التي قضوها.

وجدد تأكيده أنه لا يوجد أي معتقل سياسي في السجون بغزة، وأن المفرج عنهم قاموا بمخالفات قانونية وغيرها.