مدارس تتحوّل إلى قاعات حفلات

**محمود العمري** · 23/10/2012

الأعراس انطلقت مبكراً
مدارس تتحوّل إلى قاعات حفلات

إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.

انطلقت حفلات الزفاف هذا الموسم مبكرا نظرا لتزامن شهر رمضان الكريم مع الفترة الصيفية، وبما أن مصاريف الأعراس لا تنتهي فإن بعض المواطنين تخلّوا عن كراء قاعات الحفلات ووجدوا في بعض المدارس بديلا لها، حيث قرر الكثير منهم إقامة مأدبة العشاء في الأقسام الدراسية بغية اقتصاد المال والتقليل من المصاريف التي تثقل كاهل العائلات الجزائرية كلما اقترب موسم الأعراس.

كما هو معروف فإن بعض العائلات الجزائرية ممن تملك سكنات ضيقة لا يمكنها استقبال أعداد كبيرة من المدعوين فإنها تكون مضطرة لكراء قاعة الحفلات، هذه الأخيرة بلغت أجرة كرائها مبالغ خيالية، الأمر الذي جعل الكثير من العائلات الجزائرية تفضل الاستغناء عن هذه المصاريف الإضافية لتبحث عن بديل يمكنها من إقامة مأدبة العشاء دون الاضطرار إلى دفع المال، فوجد البعض منهم مستودعات السيارات أفضل حل لاستقبال المدعوين، فيما تمكَّن آخرون من حجز أقسام المدارس الابتدائية لإقامة مأدبة العشاء حيث لا يكلفهم الأمر سوى معرفة المدير، هذا الأخير الذي يطلب من صاحب العرس ضرورة التكتم على الأمر، لأنه ممنوع قانونا، مع وجوب تنظيف الأقسام بعد الانتهاء من عشاء كل المدعوين.

وانتشرت الظاهرة بين المواطنين بسرعة البرق فقرر كل من هو مقبل على إقامة حفل زفاف البحث مسبقا ليس عن قاعة الحفلات بل عن مدرسة ابتدائية يمكن أن تستغل أقسامها كقاعات لاستقبال المدعوين وإقامة مأدبة عشاء على طاولات الدراسة، ومن بين المواطنين الذين أقام عشاء حفل زفافه في إحدى الإبتدائيات بالجلفة والذي رفض ذكر اسمه، قال إن والده يعرف مدير المدرسة معرفة جيدة وهو ما جعله يطلب منه السماح له باستقبال المدعوين في المدرسة مساءً بعد انتهاء الدراسة بما أن بيته لا يتسع لاستقبال الأعداد الهائلة من أفراد العائلة والعشيرة والأصدقاء والجيران، فوافق المدير لكنه طلب من الوالد عدم تشغيل الموسيقى وعدم السماح للنسوة بالزغاريد حتى لا ينكشف أمرُه، لأن هذا ممنوع قانونا ويمكن أن يسبب له الكثير من المشاكل، مؤكدا أن المدير بتصرفه هذا قام بـ"فعل خير" بما أنه فقير وسيكسب فيه "أجرا كبيرا" على حد اعتقاده.

السيدة"فريدة" هي الأخرى استفادت من هذه الخدمة التي قدمتها لها مديرة مدرسة ابتدائية بالعاصمة، فضلت التحفظ عن ذكر اسم المدرسة وعن المكان الواقعة فيه حتى لا ينكشف أمرُها وتدخِلها في متاهات وهي التي قدمت لها "يد العون" على حد تعبيرها، حيث قالت إنها احتفلت بزفاف ابنها في الشهر المنصرم وبما أنها لا تملك المال الكافي لكراء قاعة حفلات، فقد اقترحت عليها جارتها مديرة المدرسة إقامة مأدبة العشاء داخل قسمين شاغرين مع تنظيفهما وإعادة الطاولات إلى أماكنها، وتضيف السيدة "فريدة" إنها لن تنسى المعروف الذي قدمته لها جارتها المديرة مادامت حية ترزق لأنها أزاحت حملا كبيرا عن كاهلها، على حد قولها.

وعلى الرغم من أن القانون يمنع تحويل الأقسام الدراسية إلى أماكن للاحتفالات العائلية، إلا أن الكثير من المواطنين يرون أنه "لا ضرر" في أن يستغل بعض الفقراء قاعات الدراسة ليلا للقيام بواجب عشاء ضيوفهم وتنظيف المكان قبل أن يلتحق التلاميذُ بالمدرسة، لأن ذلك يوفر عليهم مصروفا إضافيا ويجعلهم يحتفلون بفرحة زواج أبنائهم مثل بقية العائلات الميسورة.

**محمود العمري** · 23/10/2012

مدارس تتحوّل إلى قاعات حفلات

مدارس تتحوّل إلى قاعات حفلات

رد: مدارس تتحوّل إلى قاعات حفلات

Create an account or log in to leave a reply

Create an account

Log in