المواضيع الأخيرة
» أدب الأطفال الجيّد (نثرًا وشعرًا)
من طرف د. محمود أبو فنه الثلاثاء أكتوبر 12, 2021 1:12 pm
» معلّمي، كم أنا مدينٌ لكَ!
من طرف فارس جواد الثلاثاء أكتوبر 12, 2021 9:27 am
» التوزيع السنوي ، الشهري و الأسبوعي لجميع المستويات
من طرف brka1 السبت سبتمبر 18, 2021 11:57 am
» عرض تبسيطي لبيداغوجيا المقاربة بالكفاءات فريد بودميغة
من طرف فارس جواد الخميس يوليو 08, 2021 11:16 am
» ماهي السعادة ؟
من طرف abdelouahed الأحد مايو 23, 2021 11:11 am
» مع دخول الإمتحانات.
من طرف abdelouahed الأحد مايو 23, 2021 9:44 am
» 27 نصيحة حول العروض التقديمية للطلاب والمدرسين
من طرف gourarilarbi الإثنين يناير 27, 2020 11:18 pm
» دراسة نص مع التصحيح س 5 ( جديد)
من طرف brmd السبت ديسمبر 07, 2019 8:00 am
» التقويم والمراقبة المستمرة في الظاهر الصرفية و النحوية و الإملائية سنة ثالثة
من طرف mahmoudb69 الجمعة نوفمبر 29, 2019 6:03 pm
» من أقوال الامام علي (كرم الله وجهه)
من طرف mahmoudb69 الجمعة نوفمبر 29, 2019 6:01 pm
من طرف د. محمود أبو فنه الثلاثاء أكتوبر 12, 2021 1:12 pm
» معلّمي، كم أنا مدينٌ لكَ!
من طرف فارس جواد الثلاثاء أكتوبر 12, 2021 9:27 am
» التوزيع السنوي ، الشهري و الأسبوعي لجميع المستويات
من طرف brka1 السبت سبتمبر 18, 2021 11:57 am
» عرض تبسيطي لبيداغوجيا المقاربة بالكفاءات فريد بودميغة
من طرف فارس جواد الخميس يوليو 08, 2021 11:16 am
» ماهي السعادة ؟
من طرف abdelouahed الأحد مايو 23, 2021 11:11 am
» مع دخول الإمتحانات.
من طرف abdelouahed الأحد مايو 23, 2021 9:44 am
» 27 نصيحة حول العروض التقديمية للطلاب والمدرسين
من طرف gourarilarbi الإثنين يناير 27, 2020 11:18 pm
» دراسة نص مع التصحيح س 5 ( جديد)
من طرف brmd السبت ديسمبر 07, 2019 8:00 am
» التقويم والمراقبة المستمرة في الظاهر الصرفية و النحوية و الإملائية سنة ثالثة
من طرف mahmoudb69 الجمعة نوفمبر 29, 2019 6:03 pm
» من أقوال الامام علي (كرم الله وجهه)
من طرف mahmoudb69 الجمعة نوفمبر 29, 2019 6:01 pm
المواضيع الأكثر شعبية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
بلمامون - 8780 | ||||
محمود العمري - 4586 | ||||
abdelouahed - 2056 | ||||
ilyes70 - 1477 | ||||
hamou666 - 902 | ||||
متميز - 831 | ||||
fayzi - 522 | ||||
زكراوي بشير - 449 | ||||
assem - 428 | ||||
inas - 399 |
المقامة البغدادية
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
- abdelouahedكبارالشخصيات
-
عدد المساهمات : 2056
تاريخ التسجيل : 06/06/2013
حدّثنا عيسى ابنُ هشام قال : اشتهيْتُ الأزاذَ وأنا ببغداذَ ، وليس معي عَقدٌ على نقدٍ ، فخرجتُ أنتحِلُ محالـَّهُ حتّى أحلـًَّني الكرْخَ ، فإذا أنا بسَوادِيٍّ يسوق بالجَهد حمارَهُ و يُطرفُ بالعَقد إزارَهُ ، فقلتُ ظفِرْنا – واللهِ – بصيْدٍ ، وحيّاكَ اللهُ أبا زيْدٍ . مِنْ أين أقبلتَ ؟ وأين نزلتَ ؟ ومتى وافيْتَ ؟ وهلـُّم إلى البيْت .
فقال السَّواديّ : لستُ بأبي زيْد ، و لكنّي أبو عُبيْد . فقلتُ : نعمْ ، لعنَ الله الشيطانَ و أبعدَ النسيانَ . أنسانيكَ طولُ العَهد واتّصالُ البُعد . فكيْف حالُ أبيكَ : أشابٌّ كعهدي أم شابَ بَعدي ؟ فقال : قدْ نبتَ الربيعُ على دِمنتِهِ ، وأرجو أنْ يُصيِّرَه الله إلى جنّتِهِ . فقلتُ إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليِّ العظيم . ومددْتُ يدَ البِدارِ إلى الصّدارِ أريدُ تمزيقه . فقبضَ السّواديُّ على خصْري بجُمعه ، وقال : ناشدْتُك الله لا مزّقتَه . فقلتُ : هلمّ إلى البْيتِ نُصِبْ غداءً ، أو إلى السّوق نشتَرِ شِواءً . والسّوقُ أقربُ ، و طعامُه أطيبُ .
فاسْتفزّتْـهُ حُمَةُ القرَم ، و عَطفَتُـهُ عاطفة اللـَّقَم . وطمِعَ ولم يعلمْ أنّه وقعَ . ثمّ أتيْنا شَوّاءً يتقاطرُ شِواؤه عرَقا ، و تتسايَلُ جوذاباتُهُ مرَقا ، فقلتُ : افرِزْ لأبي زيْدٍ من هذا الشّواء ، ثمّ زِنْ له من تلك الحَلواء ، واختَرْ له من تلك الأطباق ، وانضِدْ عليها أوراق الرُّقاق ، و رُشَّ عليها شيئا من ماء السُّماق لِيأكله أبوزيْدٍ هنيئا .
فانحَنى الشّوّاءُ بساطوره على زُبدة تـنّوره ، فجعَلها كالكُحل سَحْقا وكالصّحن دقا . ثمّ جلسَ أبو زيْدٍ و جلستُ ، وما يئِسَ ولا يئسْتُ حتّى اسْتَوفَيْناه . وقلتُ لصاحبِ الحَلوى : زِنْ لأبي زيْدٍ من اللَّوْزينَج رطليْن ، فهو أجْرى في الحُلوق وأمضى في العُروق ، وليَكُنْ ليْليَّ العُمْر ، يومِيَّ النّشْر ، رقيقَ القُشْر ، كثيرَ الحشو ، كوكبيَّ اللوْن ، يذوبُ كالصّمغ قبل المَضغ ، ليأكله أبو زيْد هنِـيّا . وزنَه . ثمّ قعدَ أبو زيْد و قعدتُ ، وجرَّدَ وجرّدتُ ، حتّى اسْتوْفيْناه .
ثمّ قلتُ : أبا زيْدٍ ، ما أحوَجَنا إلى ماءٍ يُشعشعُ بالثلج ليَقمعَ هذه الصارّةَ ، ويفثأ هذه اللقم الحارّة . أجلِسْ أبا زيْدٍ حتّى نأتيك بسَقـّاءٍ يأتيك بشَربةِ ماءٍ . ثمّ خرجتُ و جلسْتُ حيث أراهُ ولا يَراني ، أنظُرُ ما يصنع . فلمّا أبْطأتُ عليه قامَ السّواديُّ إلى حِماره ، فاعْتلقَ الشَّـوّاءُ بإزاره ، وقال : أين ثمنُ ما أكلتَ ؟ فقال أبوزيدٍ : أكلتُهُ ضيْفا . فلكمَه لكْمة ، وثنّى عليه بلطْمة . ثمّ قال الشـَّـوّاءُ : هاكَ ، ومتى دَعوْناكَ ؟ زِنْ يا أخا القِحَة عشرين . فجعلَ السّواديُّ يبكي و يحُلُّ عُقدَه بأسْنانه ، ويقول : كمْ قلتُ لذلك القـُرَيْد : أنا أبو عُبيْد ، وهو يقول : أنتَ أبوزيْد . فأنشَدتُ :
أعمِلْ لِرزقِــكَ كلَّ آلـهْ *** لا تقـعُــدَنَّ بكـــلِّ حالهْ
وانهَضْ بكــلِّ عظيمةٍ *** فالمَرءُ يَعجِزُ لا محالهْ
جريدة البصائر.
فقال السَّواديّ : لستُ بأبي زيْد ، و لكنّي أبو عُبيْد . فقلتُ : نعمْ ، لعنَ الله الشيطانَ و أبعدَ النسيانَ . أنسانيكَ طولُ العَهد واتّصالُ البُعد . فكيْف حالُ أبيكَ : أشابٌّ كعهدي أم شابَ بَعدي ؟ فقال : قدْ نبتَ الربيعُ على دِمنتِهِ ، وأرجو أنْ يُصيِّرَه الله إلى جنّتِهِ . فقلتُ إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليِّ العظيم . ومددْتُ يدَ البِدارِ إلى الصّدارِ أريدُ تمزيقه . فقبضَ السّواديُّ على خصْري بجُمعه ، وقال : ناشدْتُك الله لا مزّقتَه . فقلتُ : هلمّ إلى البْيتِ نُصِبْ غداءً ، أو إلى السّوق نشتَرِ شِواءً . والسّوقُ أقربُ ، و طعامُه أطيبُ .
فاسْتفزّتْـهُ حُمَةُ القرَم ، و عَطفَتُـهُ عاطفة اللـَّقَم . وطمِعَ ولم يعلمْ أنّه وقعَ . ثمّ أتيْنا شَوّاءً يتقاطرُ شِواؤه عرَقا ، و تتسايَلُ جوذاباتُهُ مرَقا ، فقلتُ : افرِزْ لأبي زيْدٍ من هذا الشّواء ، ثمّ زِنْ له من تلك الحَلواء ، واختَرْ له من تلك الأطباق ، وانضِدْ عليها أوراق الرُّقاق ، و رُشَّ عليها شيئا من ماء السُّماق لِيأكله أبوزيْدٍ هنيئا .
فانحَنى الشّوّاءُ بساطوره على زُبدة تـنّوره ، فجعَلها كالكُحل سَحْقا وكالصّحن دقا . ثمّ جلسَ أبو زيْدٍ و جلستُ ، وما يئِسَ ولا يئسْتُ حتّى اسْتَوفَيْناه . وقلتُ لصاحبِ الحَلوى : زِنْ لأبي زيْدٍ من اللَّوْزينَج رطليْن ، فهو أجْرى في الحُلوق وأمضى في العُروق ، وليَكُنْ ليْليَّ العُمْر ، يومِيَّ النّشْر ، رقيقَ القُشْر ، كثيرَ الحشو ، كوكبيَّ اللوْن ، يذوبُ كالصّمغ قبل المَضغ ، ليأكله أبو زيْد هنِـيّا . وزنَه . ثمّ قعدَ أبو زيْد و قعدتُ ، وجرَّدَ وجرّدتُ ، حتّى اسْتوْفيْناه .
ثمّ قلتُ : أبا زيْدٍ ، ما أحوَجَنا إلى ماءٍ يُشعشعُ بالثلج ليَقمعَ هذه الصارّةَ ، ويفثأ هذه اللقم الحارّة . أجلِسْ أبا زيْدٍ حتّى نأتيك بسَقـّاءٍ يأتيك بشَربةِ ماءٍ . ثمّ خرجتُ و جلسْتُ حيث أراهُ ولا يَراني ، أنظُرُ ما يصنع . فلمّا أبْطأتُ عليه قامَ السّواديُّ إلى حِماره ، فاعْتلقَ الشَّـوّاءُ بإزاره ، وقال : أين ثمنُ ما أكلتَ ؟ فقال أبوزيدٍ : أكلتُهُ ضيْفا . فلكمَه لكْمة ، وثنّى عليه بلطْمة . ثمّ قال الشـَّـوّاءُ : هاكَ ، ومتى دَعوْناكَ ؟ زِنْ يا أخا القِحَة عشرين . فجعلَ السّواديُّ يبكي و يحُلُّ عُقدَه بأسْنانه ، ويقول : كمْ قلتُ لذلك القـُرَيْد : أنا أبو عُبيْد ، وهو يقول : أنتَ أبوزيْد . فأنشَدتُ :
أعمِلْ لِرزقِــكَ كلَّ آلـهْ *** لا تقـعُــدَنَّ بكـــلِّ حالهْ
وانهَضْ بكــلِّ عظيمةٍ *** فالمَرءُ يَعجِزُ لا محالهْ
جريدة البصائر.
Create an account or log in to leave a reply
You need to be a member in order to leave a reply.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى