عد يا ابن باديس فقد رجع إبليس...

**abdelouahed** · **abdelouahed** السبت فبراير 08, 2014 8:01 pm

من المألوف المعتاد أن يتعرض المسلمون في غير بلادهم إلى التضييق عليهم في ممارستهم لشعائرهم الدينية من صلاة أو صيام، أو يمنعون من بناء مؤسّساتهم الدينية من مساجد ومراكز ثقافية، ومن الطبيعي كذلك أن يسعى البعض إلى منعهم من رفع رموزهم الدينية التي تعبر عن انتمائهم الديني والحضاري كالمآذن والحجاب، كما حدث لهم في سويسرا وفرنسا وبريطانيا.

بل ولا غرابة كذلك في تعرضهم للأذى في بلدانهم التي يشاركهم فيها من يدينون بغير دينهم كما هو عليه الحال في مصر ولبنان وسوريا والعراق، بسبب الاختلاف العقائدي والتوظيف السياسي له، لكن ذلك لا يعقل ولا يقبل أن يحدث في الجزائر، لأن الإسلام هو الدين الذي دان الشعب به اختيارا لا اضطرارا منذ ما ينيف عن أربعة عشر قرنا، فيتعرض معتنقوه إلى التضييق عليهم كأن يشترط على المرأة صورة بدون خمار لاستخراج بطاقة التعريف أو جواز السفر، أو يشترط على الرجل حلق لحيته لنفس الغرض، كما حدث في بعض الولايات الداخلية، بحجة أن ذلك مطلوب في الوثائق البيومترية ، في حين أننا نعلم أن بعض الدول العربية والإسلامية، أصدرت نفس الوثائق دون أن تخالف في ذلك أحكام الشريعة الإسلامية ولم يعترض عليها معترض كائنا من كان، ندرك أن مثل هذا التصرف هو تصرف فردي يقوم به بعض من لا يدين بالإسلام، إما لكفره وإلحاده، أو لأنه يدين بدين آخر فهو يريد أن ينصر دينه ويمكّن له على حساب الإسلام.
وليس من المعقول والمقبول أيضا أن يحتج أفراده عن الحانات التي غزت أحياءهم تروج للخمور وتشجع على تعاطيها فأفسدت بناتهم وأبناءهم، فلا يستمع لهم ولا يلتفت إليهم.
ولا هو من المقبول والمعقول أن يدعو مسؤول حكومي الشباب لقبول القروض البنكية الربوية وهو يعلم علم اليقين أن ذلك مخالف للشريعة الإسلاميةّ وأحكامها.
والذي لا يقبل ولا يعقل البتة أن يتجرأ أحدهم على المطالبة بمنع الجزائريين من رفع الأذان في مساجدهم، أو إغلاق المسجد الذي رفع منه، لأنه قيل له أن والده كان في قسم الاستعجالات فرفع الأذان فانزعج لذلك وارتعب فوقع في غيبوبة، فما ذنب الإسلام والمسلمين إذا كان أبوه غير معتاد على الأذان، وما الذي يثبت أصلا أن الأذان هو الذي تسبب في غيبوبته ، ألا يحتمل أن هناك سبب أو أكثر من سبب آخر أوقعه في الغيبوبة؟
إن مثل هذه التصرفات تجعلنا نحس وكأن الإسلام عاد غريبا في هذه البلاد، مع أنه هو الذي كان من وراء تحريرها من براثن الاحتلال الفرنسي، ولولا الرجال الذين أعدهم وكونهم ليتصدوا للاحتلال ويقاوموه لما تحررت البلاد والعباد، ولما كان لذلكم الاختلال البغيض نهاية ولما ارتفعت للحرية في هذي البلاد راية.
وهذا ما يجعلنا نصرخ بملء فينا عد يا ابن باديس فقد رجع إبليس ...
جريدة البصائر

عد يا ابن باديس فقد رجع إبليس...

عد يا ابن باديس فقد رجع إبليس...

Create an account or log in to leave a reply

Create an account

Log in