هل جنيف 2 مصيرها مصير حنيف1؟

**abdelouahed** · **abdelouahed** الأحد فبراير 09, 2014 8:40 pm

من العجيب أن يسكت هؤلاء الذين يكونون المجتمع الدولي، ويمثلونه عن القتل والمجازر، ويستمرون في الخطب والاجتماعات.
كان من المنطقي والضروري أن يوقف القصف بالطائرات، والبراميل المتفجرة، الملتهبة بأجساد البشر، ويحظر استعمال الطائرات للتدمير، تدمير الأنفس وعمارة الأرض من المساكن والمؤسسات.
فهذه هي الأولى لإنقاذ المدنيين، وما حظرت الأسلحة الفتاكة الكيماوية والجرثومية والنووية إلا لمنع أرواح البشر من شرها المستطير، وبلائها في تدمير البشر والحيوان والنبات.
وأما إمداد المعارضة بمجرد أسلحة غير ذات مفعول، فإنما هو لإطالة الحرب، وما ينشأ عنها من كوارث وإفناء لبني آدم.
إلى متى تترك الأولويات الضرورية، والحديث عن غيرها، ولعل روسيا تتلذذ بقتل الشعب السوري، وتمدُّ النظام في سوريا بالأسلحة التي يقتل بها المدنيون وتصف المقاومة بالإرهاب، وتدعو إلى بقاء نظام يقتل شعبه، ويعذب، ويغتصب، إنه تعذيب أليم، مهين لكرامة الإنسان من أطفال ونساء ورجال.
وما نراه أقل القليل مما لا نرى من الجثث التي تقطّع وترمى في البحر، أو تدفن في غيابة الأرض.
إن المفاوضات عبث في عبث إن لم تبدأ بوقف هذه الجهنميات والجحيم الذي يصب على الرؤوس صبا، وهذا الحصار، والتجويع العام والحرمان من لقمة يقيم بها الإنسان أوده، وحياته، أو شربة ماء تحفظ وجوده، أو جرعة حليب تقيم حياة رضيع.
إن الجنون قد عمّ أراضي العرب، جنون القتل، والفرعنة، والتسلط على الشعوب، وضرب بعضها ببعض، وإيقاد الفتن الطائفية والمذهبية، والعرقية، في العراق، وسوريا، ولبنان، ومصر، وليبيا، ولم تنج إلا تونس، ثم شيئا ما اليمن التي غابت عنها الحكمة دهرا، وجاء بصيص منها هذه الأيام.
هل هذا العصر عصر الفتن والملاحم والهرج والمرج؟
إن القيم الإنسانية تكاد تغيب عن المجتمع الدولي، والحرص على كرامة الإنسان وحياته أصبح أمرا ثانويا، إنه لعهد مغبر، كثر فيه الشر، وقل الخير، ومسخت فيه إنسانية الإنسان، وإن سمي عصر اقتصاد المعرفة، وحرية الإنسان والشعوب، ولا يسود في الدول الكبرى إلا النفع والفوائد، والمادة.
رغم أننا ندعي نظاما من القيم، وشبكة من الروحانية، وكل طائفة من المسلمين تدعي أنها تمثل الإسلام، وغيرها من المسلمين يجب قتلهم، وتفجيرهم، إنه الظلال المبين، والبعد عن فهم الدين، والتديّن الغبي، والعمى في الضمائر، والطمس على البصائر.
إن المسلم اليوم تنقصه المعرفة بدينه وقيمه، وقيم الإنسانية، فأصبح ذا عدوان على أهله، ومصيبة على أمته، يضرها من حيث يقصد –ربما –نفعها.
نحن لسنا من الذين ينتظرون إلى ما هو أسود ومظلم، ولا يرى الخير والنور، ولكن نقول إن الواقع لا يسرّ، ولا يبشر بخير كثير إذا دام الحال على هذا المنوال.
إنه إذا تسلط الجهلة الظلمة الطغمة على مقاليد الأمور، وادعوا العلم بالدين والعمل به عن ضلال، فإنهم الذين ضلوا وأضلوا، وفسدت عقولهم وأفسدوا، وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا.
أيها الذين يُقدمون على القتل وإزهاق الأرواح فكروا في أنفسكم، وراجعوا أعمالكم، وما تعتقدون، وزنوا ذلك بالشرع والعقل، فإن هذا الضلال والفساد في الأرض وإهلاك الزرع والضرع، لابد أن ينتهي أو ينتهي من يقوم به.
إذا عم الفساد عم البلاء، والفقر، والتخلف، هذا تخلف أسود لا بياض فيه، وظلم أظلم لا نور فيه، فلنتأمل شؤوننا الفكرية، والعقدية والأخلاقية، ونزنها بميزان العقل فإنه النور الذي حبا الله به الإنسان، وكرمه، فلا يجوز أن نطفئ هذا النور، ونقلّد من يدفعنا دفعا إلى التقاتل والانتحار مستنجدين بالاستعمار!
جريدة البصائر.

هل جنيف 2 مصيرها مصير حنيف1؟

هل جنيف 2 مصيرها مصير حنيف1؟

Create an account or log in to leave a reply

Create an account

Log in