خصائص النمو لمرحلة الطفولة المتأخرة

يختلف السلوك الإنساني باختلاف مرحلة النمو الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي فسلوك الطفل يختلف عن سلوك المراهق. ولكل مرحلة من مراحل النمو ظروفها ومطالبها بالنسبة للفرد ، وتختلف قدرة كل فرد على السلوك والتصرف والتعبير عن انفعالاته من مرحلة نمو إلى أخرى .
وبإيجاز فإن علم نفس النمو يدرس ظاهرة النمو بكل جوانبها ، فهو يصف التغيرات التي تحدث للإنسان في نموه وبيان العوامل المؤثرة في هذه التغيرات سلباً أو إيجابياً والمشكلات التي تواجه الإنسان في نموه .
وتتضح أهمية علم نفس النمو فيما يلي :
يزودنا علم نفس النمو بمعلومات وافية عن مظاهر النمو المختلفة في جميع المراحل .
يزودنا بالمعايير النمائية لمختلف مظاهر النمو ، وهذا يمكننا من معرفة جوانب السواء والانحراف عند أطفالنا .
مساعدة المعلمين على فهم خصائص النمو ومطالبه في كل مرحلة وعلى فهم مشكلات التلاميذ وقدراتهم العقلية وبالتالي تقديم الخدمات التربوية والإرشادية المناسبة لهم .
تزويد العاملين في التوجيه والإرشاد بأهم مشكلات النمو واضطراباته في كل مرحلة مما يساعدهم على تقديم الخدمات الوقائية والعلاجية المناسبة .
يعين الآباء على فهم خصائص النمو ومشكلاته وحاجاته وهذه المعرفة تمكن الآباء من معرفة سلوك الأبناء وتصرفاتهم ، وبالتالي تجعلهم أكثر حكمة في تنشئة أطفالهم
هذه بعض النقاط التي تبين لنا أهمية دراسة علم نفس النمو والاهتمام به وعدم الاستغناء عنه للتعرف على مراحل النمو المختلفة والتعامل معها والعمل على إشباع حاجاتهم .
مرحلة الطفولة المتأخرة من 6 إلى 12 سنة :
خصائصها :
مرحلة إتقان للمهارات الحركية واللغوية التي اكتسبها في السنوات السابقة .
تمتاز هذه المرحلة بنمو جسمي بطيء ( مرحلة الطفولة الهادئة) .
يتم تعلم المهارات اللازمة للقراءة والكتابة والحساب .
تمتاز هذه المرحلة بنمو الشعور بالكفاءة في مقابل الدونية .
أولاً : النمو الجسمي :
ينمو الطفل في هذه المرحلة بشكل متسارع ويبدو ذلك واضحا في الطول والوزن , وتزداد الفروق بين أبناء العمر الواحد.ومن مظاهره :
تساقط الأسنان اللبنية .
حاسة البصر في بدايتها لم تصل العين إلى حجمها الطبيعي ويعاني معظم الأطفال من طول النظر .
حاسة السمع تنمو بشكل تدريجي وتكتمل في نهايتها ويلاحظ فيها عدم نطق بعض الحروف بشكل صحيح .
حاسة اللمس تصل أعلى درجة لها في سن الثامنة ثم تبدأ في الانحدار .
ثانياً : النمو الحركي :
تزداد قوة الطفل العضلية ويزداد استخدامه للعضلات الكبيرة التي تتيح له الكثير من الحركة والتنقل والجري والتسلق وطلوع السلالم وقذف الكرة وتلقيها ,
ويكتسب الطفل مهارة تدريجية في الاحتفاظ باتزانه الحركي وتناسق حركته فيتمكن من ركوب دراجة ذات ثلاث عجلات أو القفز على قدم واحد . وعلى الأسرة والمربين توفير الأدوات و الألعاب المناسبة لتقوي من مهاراته الفردية.
المناخ المدرسي : يتمثل في الأنظمة المدرسية ، التزام الهدوء داخل الفصل ، توجيهات المعلمين .
الخبرة والتعلم : من خلال اكتسابه أن بعض السلوك مرفوض وأن هناك استجابات تلقى القبول
رابعاً : النمو العقلي :
تحدث التغيرات واضحة في العمليات العقلية المعرفية .
العمليات المحسوسة . قدرة الطفل على تصنيف الأشياء لأكثر من فئة.
العمليات المجردة ( الإدراك ، الانتباه ، التذكر) .
الإدراك : ينمو الإدراك عند الطفل فيستطيع إدراك الأشياء المتباينة أكثر من المتشابهة مثل حروف الهجاء ( ر-ح ) ويخلط بين المتشابهة (ج ، ح ، خ) ... إلخ .
الانتباه : هو القدرة على تركيز الحواس والنشاط الذهني حول موضوع معين لمدة من الزمن .
في بداية المرحلة يكون الانتباه بسيطا ولا يستطيع التركيز لفترة طويلة بينما في النصف الثاني منها يكون الانتباه أكثر ومداه أكبر حيث يستطيع التركيز على أكثر من موضوع .
التذكر : في المرحلة يكون التذكر آلي لا يقوم على الفهم مثل تذكر ( الأعداد ) أما في النصف الثاني فيكون التذكر قائم على الفهم أكثر مثل حفظ أبيات من الشعر .
التفكير : يكون التفكير في بداية المرحلة حسي مادي ثم يتحول إلى التفكير المجرد .
التخيل : كان التخيل في مرحلة الطفولة المبكرة إيهامياً وفي هذه المرحلة يتجه إلى الواقعية والإبداع .
خامسا : النمو اللغوي:
ـ تبدأ لغة الطفل بالتطور نحو الكمال, حيث يمكنه استعمال جمل مفيدة تامة ويستطيع التعبير عن نفسه ويتصل بغيره من الأفراد بمرونة .
ـ لديه حب الاستطلاع والفضول بطرح الأسئلة: لماذا ؟ كيف ؟ أين ؟ من ؟ ... الخ.
ـ يقبل الأطفال في هذا العمر على الاستماع إلى القصص بشغف.
سادسا : النمو الاجتماعي : ( مع دخول الطفل للمدرسة) .
اتساع دائرة العلاقات الاجتماعية .
استمرار عملية التنشئة في المدرسة .
تنظيم عملية اللعب .



التطبيقات التربوية المناسبة لهذه المرحلة :
1. تدريب الطفل وتعويده على الطريقة الصحيحة في الجلوس على مقعد الدراسة .
2. تعريف الأطفال ببعض العادات السلوكية كالنظافة والنظام والتعامل مع الآخرين.
3. تبصير الطفل بالطريقة الصحيحة لحمل حقيبته المدرسية .
4. الاهتمام بالتغذية من خلال توفير الأطعمة الجيدة والمشروبات المفيدة .
5ـ تفعيل دور التوجيه والإرشاد الوقائي من خلال الحصص التحسيسية ، والمعلقات .
6 ـ تعويد الدارس على مسك القلم والورقة بشكل صحيح .
7 ـ تدريب الطفل في بادئ الأمر على رسم أي خطوط ثم تعليمه الرسم والكتابة .
8 ـعدم توقع قيام الطفل في هذه المرحلة بالعمل الدقيق الذي يحتاج إلى مهارة الأنامل .
9 ـ عدم إجبار الطفل الأيسر على الكتابة باليد اليمنى حتى لا يؤدي ذلك إلى اضطراب نفسي عصبي .
10 مراعاة تنظيم وترتيب مقاعد الدراسة داخل الصف بحيث تتيح لهم حرية الحركة الجسمية .
11 ألا يتضايق المعلم من كثرة حركة بعض الأطفال داخل الفصل وذلك بحكم مرحلة النمو .
12 الاهتمام بمادتي التربية البدنية والفنية ( مهارات اللعب ) بما لها من دور في تعزيز النشاط الحركي لدى الأطفال، وفي تنمية شخصياتهم .
13 استغلال رسوم الأطفال ( باعتبارها لغة غير لفظية ) في التشخيص لبعض الاضطرابات النفسية .
14 ينبغي أن يعتمد التدريس في بداية هذه المرحلة على استخدام الوسائل السمعية والبصرية في التدريس ، وعدم اللجوء إلى الأحاديث القوية المجردة.
15 تدريب الطفل على إدراك أوجه الشبه والاختلاف بين الأشياء وعلى دقة إدراك الزمن والمسافات والأوزان والألوان وذلك عن طريق المعلم داخل الفصل .
16 تدريب الطفل على الكتابة بصورة تدريجية وفق قواعد معينة ومساعدته على بناء عادات سليمة في القراءة والكتابة .
17 أن تكون الكتابة على السبورة للأطفال بخط واضح وكبير لأن معظم الأطفال يعانون من طول النظر .
18 تنمية حب الاستطلاع عند الأطفال في بداية هذه المرحلة .
19 معاملة جميع الأطفال في المدرسة بسواسية دون تفريق مع مراعاة الفروق الفردية بينهم .
20 اكتشاف وتنمية المواهب الخاصة والقدرات الابتكارية من خلال التحصيل الدراسي واللعب والرسم والأشغال اليدوية ... إلخ .
21 تكوين بعض العادات الدراسية الجيدة كالاستذكار الجيد وتنظيم الوقت ، والنوم والاستيقاظ .
22 عدم إقحام عقل الطفل بالكثير من المفاهيم المجردة التي لا يدرك الطفل معانيها .
23 تشجيع الأطفال على الكلام والتحدث والتعبير الحر الطليق .
24عدم الإسراف في تصحيح أخطاء الأطفال اللغوية .
25الاكتشاف المبكر لأمراض الكلام مثل اللجلجة و الفأفأة ... إلخ حتى يمكن علاجها .
26علاج مخاوف الأطفال عن طريق ربطها بأشياء متعددة سارة.
27عدم التركيز أكثر من اللازمعلى أي موقف سلوكي طارئ ما لم يستدم .
29 ـ عدم الضجر والتذمر من كثرة أسئلته .
30سرد القصص البسيطة التي تتناول ما حوله من موضوعات وأحداث وهذا الشئ يكسبهم الكثير من الخبرات
31اجتناب الأساليب العقابية غير التربوية (كالعقاب البدني) أو السخرية أو الاستهزاء بالطفل عندما تصدر منه بعض السلوكيات الخاطئة.
32تنفيذ برنامج الأسبوع التمهيدي بالأسلوب التربوي المرسوم وإدراك أهدافه التربوية البعيدة .
33إتاحة فرصة التنفيس الانفعالي عن طريق اللعب والرسم والتمثيل .
34تنمية قدرة الطفل على الحوار وإبداء الرأي والمناقشة من خلال المواقف التعليمية والبرامج التربوية .
35تحميل الطفل مسؤولية نظافته الشخصية وتعويده على مبادئ النظام واحترام الآخرين وحقوقهم .
36تعويد الطفل على احترام والديه ومعلميه والكبار دون رهبة أو خوف .
37إيجاد روح التنافس بين الطلاب داخل الفصل مع مراعاة الفروق الفردية بينهم .
38الاكتشاف المبكر لحالات القلق الاجتماعي(الانطواء ، الانسحاب ، الانعزال) لدى الأطفال ومحاولة البحث عن أسبابها وعلاجها ابتداءً من الأسبوع التمهيدي .
39تنمية التفاعل الاجتماعي بين الطفل ورفاقه وتنظيم مواقف القيادة والتبعية التي تتطلبها البيئة المدرسية .
40 إحاطة الطفل بجو تسوده الأخلاق ( لان أخلاق الطفل تتحدد منذ السنوات الأولى ) بالإضافة
إلى الصدق والأمانة واحترام الآخرين . ينبغي تعويده على النظافة والاستقلالية والحرية في
التصرف وذلك بأساليب عملية وليس بأوامر وقسوة وينبغي إتاحة الفرصة للطفل لكي يقوم
بالأعمال بنفسه ليتعود على الاستقلال .

إن المهمة الأساسة المناطة بالمربين عند تعاملهم مع الأطفال هي خلق أجواء الثقة والأمانة والمحبة بحيث يتمكن الطفل من بناءشخصيته بناء سويا متكاملا.

سلمتم و سلمت يداك اخانا سالم على الموضوع القيم و الهام .
كل مرب و معلم في حاجة لمعرفة و ممارسة تلك التوديهات و التطبيقات التربوية التي تجعل من عمله عملا تربويا بامتياز.
جزاكم الله خيرا.

الأستاذ الفاضل : بلمامون شرفني النزول بهذا المنتدى المتميز و الذي زدته بجهودهكم الجبارة تميزا على تميز ... بورك فيكم ووفقكم الله لكل الخير .