محمد الأسوة الحسنة

**abdelouahed** · **abdelouahed** الأحد ديسمبر 11, 2016 2:51 pm

[size=31]محمد الأسوة الحسنة[/size]

اصطفى الله تعالى الأمة المسلمة لوراثة الكتاب: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} وجعلها خير أمة أخرجت للناس بما تحمل من رسالة وما تقوم به من وظيفة وما تؤديه من أمانة وما تقيمه من موازين العدل والرحمة في حياة الناس وتقوم سلوكهم بشرع الله عز وجل لأنها الأمة الوسط بما تمتلك من قيم الوحي السماوي السليم.
والصلاة والسلام على الرسول النبي الأسوة الحسنة الذي جاء للعالمين {هاديا ومبشرا ونذيرا} {وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا} سيدنا محمد بن عبدالله وآله وصحبه ومن اتبعه ووالاه.
لقد كرم القرآن الكريم سيدنا محمدا صلوات الله وتسليماته وبركاته عليه تكريما متفردا لم يسبق ولن يلحق فمن ذلك أن الله عز وجل خاطبه بالنبوة والرسالة فقط ورد ذلك خمس مرات هي:
1- في وصفه ووصف أصحابه: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم} الآية 29 من سورة الفتح.
2- في بعض ما يسري عليه ما يسري على البشر: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} الآية 144 من سورة آل عمران.
3- مهمة إبلاغ الرسالة للعاملين: {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبين} الآية 40 من سورة الأحزاب.
4- التبشيرية من قبل من سبقوه من الأنبياء: {وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} الآية 6 من سورة الصف.
5- وصف المؤمنين به: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم} الآية 2 من سورة محمد.
لقد اجتمعت في سيرة النبي (ص) أبرز الصفات التي وجدت في الأنبياء والرسل عليهم السلام من قبله: فيه صبر نوح عليه السلام وطول نفسه ومنع ذلك لما تمادت قريش في إيذائه وذهب إلى الطائف يدعو أهلها إلى الإسلام استقبلوه بالشتائم والسخائم فلم يدع عليهم بشر بل توجه بضراعة وشكاية إلى من لا تخفي عليه خافية ودعا دعاءه المشهور (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي) وقال لملك الجبال بعدها (اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون عسى أن يخرج من أصلابهم من يوحد الله).
وهو (ص) أشبه إبراهيم عليه السلام في وضوح رؤيته ورفض المساومة وأنصاف الحلول (والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر أو أهلك دونه ما تركته) وكذلك فيه عزيمة موسى عليه السلام في شدته على أعداء الحق أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا قالوها فقد عصموا دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله وأيضا فيه رقة عيسى المسيح عليه السلام: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
وتفرد سيدنا محمد (ص) بعالمية الرسالة: {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا} الآية 28 من سورة سبأ {وأرسلناك للناس رسولا} الآية 79 من سورة النساء.
{وتميز عليه الصلاة والسلام أنه في أمور الدين الحق لا يتحدث من ذات نفسه {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي} الآيتان 3. 4 من سورة النجم.
واتسم (ص) بحمله وإبلاغه بالإسلام الدين الحق الذي ينظم الحياة كلها فالإسلام عقيدة وشريعة وأخلاق: {فالعقيدة هي الجانب الاعتقادي العقلي {أمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا} الآية من سورة البقرة.
والشريعة هي الجانب العملي الذي يشتمل على العبادات والمعاملات كلها بمختلف صورها وأشكالها {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها} الآية 18 من سورة الجاثية.
{والأخلاق هي الجانب الوجداني من السلوك والتكاليف {إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق}.
وتعد السيرة العطرية لحبيب الحق سيد الخلق (ص)المثل الأكمل في فهم وتطبيق مكونات الدين الحق (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا).
منقول

محمد الأسوة الحسنة

محمد الأسوة الحسنة

[size=31]محمد الأسوة الحسنة[/size]

Create an account or log in to leave a reply

Create an account

Log in