إضراب الأســــــاتذة يقلق أولياء التلاميذ

**محمود العمري** · 23/10/2012

يرفضون استعمال أبنائهم ورقة ضغط
إضراب الأســــــاتذة يقلق أولياء التلاميذ

إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.

يعيش أولياء التلاميذ هذه الأيام حالة من القلق والترقب بعد أن قرر الأساتذة الدخول في إضراب، وهو ما يرهن مستقبل فلذات أكبادهم وبالأخص المقبلين منهم على اجتياز امتحانات كشهادة التعليم الأساسي "البيام" وشهادة التعليم الثانوي "البكالوريا" في نهاية السنة الدراسية، حيث نزل خبر عودة التلاميذ إلى المنازل بحقائبهم المدرسية للبيوت كالصاعقة على الأولياء والذين لم يهضموا تحول أبنائهم إلى ورقة ضغط بين الأساتذة والوزارة على حساب تحصيلهم العلمي.

غزا التلاميذ العائدون من المدارس في ساعات متقدمة من النهار الشوارع والأحياء ليدخلوا في موجة من الفرح واللعب غير مكترثين بمخاوف أوليائهم من شبح السنة البيضاء والتي قد تعيق مسارهم الدراسي وتجعلهم ضحايا صراع لا ناقة لهم ولا جمل فيه، خاصة وأن تعويض الدروس في هذه الفترة الزمنية الضيقة يُعد أمرا صعبا جدا حسب تصريحات الأساتذة أنفسهم وهو ما زاد من قلق الأولياء وتوترهم.

تقول السيدة "سعاد" ممرضة ووالدة تلميذين في القسم الرابعة متوسط بمتوسطة "آيت حمدوش" بالمقرية، أنها كانت في المستشفى تزاول عملها عندما بلغها خبر عودة التلاميذ من المدارس لدخول الأساتذة في إضراب فصدمت واحتارت أين ستترك أبناءها؟ مضيفة "كنت أتتبع جديد الإضراب عبر الجرائد الوطنية واعتقدت أن الوزارة تدخلت لمنعه لكن لا شيء تغير، فأطفالنا الآن بدون دراسة والامتحانات على الأبواب وليس من حل أمامنا لتفادي إخفاقهم سوى اللجوء للدروس الخصوصية التي نهبت جيوبنا"، متسائلة "لو كانت هذه المدارس خاصة أو فيها أبناء مسؤولين لما استعملوهم مثل اللعبة لكنهم أبناء عامة الشعب ولا احد يبالي بمصيرهم".

وهو ما توافقها عليه جارتها "غنية" والتي عبَّرت عن أسفها لتراجع الوازع المهني عند بعض المعلمين وتلخص انشغالهم فقط في الرغبة في الحصول على المال، فأبناؤها الأربعة منهم من في الثانوي مقبل على اجتياز امتحان شهادة "البكالوريا" وآخرون في التعليم المتوسط والابتدائي بدون دراسة؟ لتكمل حديثها: كيف يمكن أن نسلم أنفسنا بعد 10 سنوات من الآن لطبيب من خريج مدرسة الإضرابات؟ وماذا بإمكان تلميذ اليوم الذي سيكون أستاذاً في المستقبل أن يقدم لتلاميذه؟ فهم لا يكملون حتى البرنامج الدراسي وعلى الأولياء الآن التحرك لإنقاذ مستقبل الجزائر وأبنائهم أيضا.

وإذا كانت أغلبية الأمهات اللواتي التقينا بهن وتحدثنا إليهن قد أبدين رفضهن القاطع للتلاعب بمستقبل أبنائهن، إلا أن "سامي" أبٌ لطفلين، أوضح بأنه يتفهَّم مطالبة الأساتذة بحقوقهم فهو أمرٌ مشروع وبالأخص لكونهم مربيي الأجيال وهم أساس هذا المجتمع والفضل يرجع إليهم، فمن يرغب في الإطلاع على حال أمة فلينظر إلى وضعية معلميها إلا أن المطالبة بالحقوق على حد قوله يجب أن لا تلحق ضررا بالآخرين، فالتلاميذ في الأخير هم ضحايا سياسة الإضرابات المتفشية في المجتمع الجزائري وكان بالإمكان إيجاد حلول أخرى لو كانوا أكثر حرصا على مستقبل النشء، غير أن تعمُّدهم شل المدارس وإعادة التلاميذ إلى البيوت أمرٌ غير مقبول وسيعرقل عملية إنهاء البرنامج الدراسي في الآجال المحددة، مردفا أن ابنيه وهما في الثانوي يعانيان صعوبة بالغة في استيعاب المواد العلمية، وبرغم الدروس الإضافية إلا أن مستواهما الدراسي لم يتحسن.

وبين مؤيد للإضراب ومعارض له، يفضل التلاميذ وأولياؤهم الاستعانة بالدروس الخصوصية حتى يتفادوا الفشل أو إعادة الأوراق فارغة يوم الامتحان.

**محمود العمري** · 23/10/2012

إضراب الأســــــاتذة يقلق أولياء التلاميذ

إضراب الأســــــاتذة يقلق أولياء التلاميذ

رد: إضراب الأســــــاتذة يقلق أولياء التلاميذ

Create an account or log in to leave a reply

Create an account

Log in