الفروق الفردية

**abdelouaheb** · **abdelouaheb** الأربعاء مايو 22, 2013 6:35 pm

الفروق الفردية

إن الفروق الفردية بين الناس أمر طبيعي ،
فكما لا نستغرب اختلاف الأفراد فيما بينهم من ناحية الطول و الوزن ، يجب ألاّ
نستغرب كذلك وجود فروق بينهم في الذكاء أو في سمات الشخصية كالانطواء و الانبساط
أو في قدرتهم على التعلم .

1 ـ تعريف الفروق الفردية :

هي الانحرافات الفردية عن
المتوسط الجماعي في الصفات المختلفة كالقدرات و الكفاءات و الاهتمامات و الصفات
الجسدية أو أي سمة أخرى ... و قد يضيق مدى هذه الفروق أو يتسع وفقا لتوزع مستويات
كل صفة .

2 ـ مظاهر الفروق الفردية :

·
المظاهر الجسمية : و تشمل بنية الجسم و أجهزته و حواسه و أعصابه
و غدده .

·
المظاهر العقلية : و تتمثل في القدرة العقلية العامة كالذكاء و
القدرة على التذكر .

·
المظاهر الوجدانية : و هي فروق تتعلق بالقيم و الاتجاهات و
العواطف و الميول و الانبساط و الانطواء و غيرها .

3 ـ أهمية الفروق الفردية :

يواجه كل معلم قسما يتألف تلاميذه من أفراد يختلفون
في مستوى ذكائهم و قدراتهم و انفعالاتهم و شخصياتهم بالإضافة إلى ما بينهم من فروق
جسدية و حركية و حسية ، و لا يمكن للمعلم أن يؤدي دوره التربوي و التعليمي ما لم
يعرف ما يتميز به كل تلميذ من صفات ، و عليه أن يدرس الفروق العقلية و الانفعالية
و الشخصية للتلاميذ و كيفية مواجهة المشكلات التي تطرحها هذه الفروق لتحسين
العملية التربوية و زيادة جدواها .

فرعاية الفروق الفردية من أسس الصحة النفسية
و التربية السليمة التي تقوم على الاعتراف بالفردية و أهمية كشفها و حسن استغلالها
و توجيهها إلى أقصى الحدود لتكامل الحياة و نجاحها ، فالتربية السليمة تعتبر كل
فرد غاية ووسيلة في حد ذاته و يجب أن تستغل مواهبه لتحقيق مبدأ التكامل و التضامن
، فالفروق الفردية هي إمكانيات هائلة للإعداد المهني و التطور .

أن وجود الفروق الفردية يُساعِد على تحسين الحياة، وسيرها السيرَ الطبيعي؛
فالحياة لا يمكن أن تقومَ إذا كان الناس جميعًا على درجة واحدة من الذكاء إذا ما
اعتبرنا أن الذكاء أهم سمة للفروق الفردية ، كما أن الذكاء وحده ليس هو الشرطَ
الوحيد للنجاح في الحياة، فقد لا يكون الشخص على درجة عالية من الذكاء أو العلم،
ومع ذلك فهو عامل ناجح، والحياةُ تحتاج إلى هذا وذاك

4 ـ العوامل المؤثرة في الفروق
الفردية :

العوامل المؤثرة في الفروق الفردية كثيرة و
متشعبة و نجد من أهمها العوامل الوراثية و العوامل البيئية .

أ ـ العوامل الوراثية :

يؤكد
علماء الوراثة أن الفروق الفردية إنما هي حقائق بيولوجية أساسية لانتقال الصفات من
الأصل إلى النسل و من الآباء إلى الأبناء حسب قوانين علم الوراثة فلا يمكن نكرانها
، و هم يدعون إلى الانتفاع منها عوض محاولة التأثير عليها خارجيا دون جدوى .

ب ـ العوامل البيئية :

كان بعض المختصين في هذا المجال يرون أن
الأفراد يملكون نفس القدرات و الاستعدادات و إن الفروق الفردية التي نراها بينهم
إنما هي ناتجة عن عدم تكافؤ الفرص بينهم و أنه يمكن مواجهتها بتوفير الفرص
المتكافئة للجميع ، لكن هذا المعتقد يقع في منزلق عدم تكافؤ الأداءات عند إتاحة نفس الفرص .

لكن وجهة النظر المتفق عليها الآن هي إن الفروق الفردية تعد نتاج التفاعل
بين العوامل البيئية و العوامل الوراثية ، فمثلا الاستعداد للكلام هو وراثي فطري
ولكن لابد من تكلم الإنسان من بيئة الإنسانية للتكلم، فلو نشأ طفل بين حيوانات لشب
عاجزا عن الكلام الإنساني بل يصدر أصواتا حيوانية، وإذا عاش الإنسان في
بيئة إنسانية يتكلم نوعية اللغة الخاصة. ويمكن تحديد أوجه هذا التفاعل في :

·
استعدادات الفرد و قدراته ، و تمثل
الجانب الوراثي .

·
الخبرات أو الممارسات التي يمر بها
الفرد ، و تمثل الجانب البيئي .

·
درجة الدافعية لدى الفرد حيث تعمل على
التقاء و تفاعل استعداداته و قدراته مع ظروف البيئة المحيطة به .

ج ـ
العمر الزمني :

يعد العمر الزمني للفرد بذاته خبرة متراكمة ،
والفروق الزمنية بين الأفراد من حيث أعمارهم تشكل فروقا في الخبرة و المعرفة كما
يقول المثل الشعبي : ( اللّي فايْتكْ بليلة فايْتكْ بحيلة ) . و قد شكلت فكرة
العمر الزمني إضافة إلى العمر العقلي أساسا لبناء الاختبارات الأولى للذكاء على يد
" بينيه Binet " و التي كان
الهدف منها تحديد المستويات العقلية للأفراد بالمقارنة مع أعمارهم الزمنية .

5 ـ قياس
الفروق الفردية :

يمكن قياس الجوانب الخاصة بالتحصيل الدراسي من
خلال التقويم التربوي بالملاحظة المباشرة
و الاختبارات الشفوي و الكتابية لمهارات التحصيل و باستخدام بطاقات ملاحظة مقننة
خاصة بكل جانب ،و من خلال التفاعل و الاندماج معهم في العمل المدرسي اليومي . و
ليس المطلوب من المعلم أن يكون أخصائيا في القياس النفسي و العقلي ( وإن كان
مرغوبا لمهمته ) ، إنما هناك عدد من الأساليب العملية التي تمكن من التعامل بنجاح
مع الفروق الفردية و القدرات العقلية اعتمادا على مؤشراتها السلوكية التي تظهر عبر
كفاءة التلميذ في مجال دراسي معين من خلال مؤشر التفوق أو من خلال مؤشر الضعف.
باعتبار المؤشرات سلوكات فردية قابلة للملاحظة و القياس .

الفروق الفردية

الفروق الفردية

Create an account or log in to leave a reply

Create an account

Log in