المواضيع الأخيرة
» أدب الأطفال الجيّد (نثرًا وشعرًا)
من طرف د. محمود أبو فنه الثلاثاء أكتوبر 12, 2021 1:12 pm
» معلّمي، كم أنا مدينٌ لكَ!
من طرف فارس جواد الثلاثاء أكتوبر 12, 2021 9:27 am
» التوزيع السنوي ، الشهري و الأسبوعي لجميع المستويات
من طرف brka1 السبت سبتمبر 18, 2021 11:57 am
» عرض تبسيطي لبيداغوجيا المقاربة بالكفاءات فريد بودميغة
من طرف فارس جواد الخميس يوليو 08, 2021 11:16 am
» ماهي السعادة ؟
من طرف abdelouahed الأحد مايو 23, 2021 11:11 am
» مع دخول الإمتحانات.
من طرف abdelouahed الأحد مايو 23, 2021 9:44 am
» 27 نصيحة حول العروض التقديمية للطلاب والمدرسين
من طرف gourarilarbi الإثنين يناير 27, 2020 11:18 pm
» دراسة نص مع التصحيح س 5 ( جديد)
من طرف brmd السبت ديسمبر 07, 2019 8:00 am
» التقويم والمراقبة المستمرة في الظاهر الصرفية و النحوية و الإملائية سنة ثالثة
من طرف mahmoudb69 الجمعة نوفمبر 29, 2019 6:03 pm
» من أقوال الامام علي (كرم الله وجهه)
من طرف mahmoudb69 الجمعة نوفمبر 29, 2019 6:01 pm
من طرف د. محمود أبو فنه الثلاثاء أكتوبر 12, 2021 1:12 pm
» معلّمي، كم أنا مدينٌ لكَ!
من طرف فارس جواد الثلاثاء أكتوبر 12, 2021 9:27 am
» التوزيع السنوي ، الشهري و الأسبوعي لجميع المستويات
من طرف brka1 السبت سبتمبر 18, 2021 11:57 am
» عرض تبسيطي لبيداغوجيا المقاربة بالكفاءات فريد بودميغة
من طرف فارس جواد الخميس يوليو 08, 2021 11:16 am
» ماهي السعادة ؟
من طرف abdelouahed الأحد مايو 23, 2021 11:11 am
» مع دخول الإمتحانات.
من طرف abdelouahed الأحد مايو 23, 2021 9:44 am
» 27 نصيحة حول العروض التقديمية للطلاب والمدرسين
من طرف gourarilarbi الإثنين يناير 27, 2020 11:18 pm
» دراسة نص مع التصحيح س 5 ( جديد)
من طرف brmd السبت ديسمبر 07, 2019 8:00 am
» التقويم والمراقبة المستمرة في الظاهر الصرفية و النحوية و الإملائية سنة ثالثة
من طرف mahmoudb69 الجمعة نوفمبر 29, 2019 6:03 pm
» من أقوال الامام علي (كرم الله وجهه)
من طرف mahmoudb69 الجمعة نوفمبر 29, 2019 6:01 pm
المواضيع الأكثر شعبية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
بلمامون - 8780 | ||||
محمود العمري - 4586 | ||||
abdelouahed - 2056 | ||||
ilyes70 - 1477 | ||||
hamou666 - 902 | ||||
متميز - 831 | ||||
fayzi - 522 | ||||
زكراوي بشير - 449 | ||||
assem - 428 | ||||
inas - 399 |
كلمة للشيخ محمد البشيرالإبراهيمي في الدعوة إلى الله
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
كلمة للشيخ محمد البشيرالإبراهيمي في الدعوة إلى الله
فقال رحمه الله :
الدعوة إلى الله وظيفة أهل الحق من أتباع محمد ، وهي أثمن ميراث ورثوه عنه، وهي أدقُّ ميزان يوزنُ به هؤلاء الورثة ليتبيَّن الأصيل من الدَّخيل، فإذا قصَّر أهل الحقِّ في الدعوة إليه ضاع الدِّين، وإذا لم يحموا سننَه غمرتها البدع، وإذا لم يُجلوا محاسنه علتها الشوائب فغطَّتها، وإذا لم يتعاهدوا عقائده بالتصحيح داخلها الشكُّ ثم دخلها الشرك، وإذا لم يصونوا أخلاقهم بالمحافظة والتربية أصابها الوهن والتحلل، وكلُّ ذلك لا يقوم ولا يستقيم إلاَّ بقيام الدعوة واستمرارها واستقامتها على الطريقة التي كان عليها محمد وأصحابه الهُداة من العلم والبصيرة في العلم، والبيِّنة من العلم والحكمة في الدعوة، والإخلاص في العمل، وتحكيم القرآن في ذلك كلِّه.
ولا يظنُّ ظانٌّ أنَّ الدعوةَ إلى الله خُتمت بالقرآن، وأنَّه أغنى عنها فقطَع أسبابَها، وسدَّ أبوابها، بل الحقيقة عكس ذلك، فالقرآن هو الذي وصل الأسباب وفتح الأبواب، وجعل الدعوةَ سنَّةً متوارثة في الأعقاب، وما دامت عوارض الاجتماع البشري وأطوار العقل الإنساني تُدني الناس من القرآن إلى حدِّ تحكيمه في الخواطر والهواجس، وتُبعدهم عنه إلى درجة الكفر به، فالقرآن ذاته محتاج إلى دعوة الناس إليه، بل الدعوة إليه هي أصل دعوات الحق، ولم يمرَّ على المسلمين زمن كانوا أبعدَ فيه عن القرآن كهذا الزمن، فلذلك وجب على كلِّ من امتحنَ اللهُ قلبَه للتقوى، وآتاه هداه أن يصرفَ قوَّتَه كلَّها في دعوة المسلمين إلى القرآن ليُقيموه ويُحقِّقوا حكمة الله في تنزيله، ويُحكِّموه في أهواء النفوس ومنازع العقول، ويسيروا بهديه وعلى نوره، فإنَّه لا يهديهم إلاَّ إلى الخير، ولا يقودهم إلا إلى السعادة.
الحقُّ والباطل في صراع منذ ركَّب الله الطباع، وإنَّما يظهر الحقُّ على الباطل حين يُحسن أهلُه الدعوةَ إليه على بصيرة، والدفاع عنه بقوة، وقد قام الإسلام على الدعوة، فقوته ـ يوم كان قويًّا ـ آتية من قوة الدعوة، وضعفه ـ يوم أصبح ضعيفاً ـ آتٍ من ضعف الدعوة..........
إلى أن قال رحمه الله: إنَّ شيوع ضلالات العقائد وبدع العبادات والخلاف في الدين هو الذي جرَّ على المسلمين هذا التحلل من الدين، وهذا البُعد من أصْلَيه الأصليين وهو الذي جرَّدهم من مزاياه وأخلاقه حتى وصلوا إلى ما نراه.
وتلك الخلال من إقرار البدع والضلالات هي التي مهَّدت السبيل لدخول الإلحاد على النفوس، وهيَّأت النفوس لقبول الإلحاد، ومُحال أن ينفذ الإلحاد إلى النفوس المؤمنة، فإنَّ الإيمانَ حصنٌ حصينٌ للنفوس التي تحمله، ولكن الضلالات والبدع ترمي الجد بالهوينا، وترمي الحصانة بالوهن، وترمي الحقيقة بالوهم، فإذا هذه النفوس كالثغور المفتوحة لكلِّ مهاجم.
الدعوة إلى الله وظيفة أهل الحق من أتباع محمد ، وهي أثمن ميراث ورثوه عنه، وهي أدقُّ ميزان يوزنُ به هؤلاء الورثة ليتبيَّن الأصيل من الدَّخيل، فإذا قصَّر أهل الحقِّ في الدعوة إليه ضاع الدِّين، وإذا لم يحموا سننَه غمرتها البدع، وإذا لم يُجلوا محاسنه علتها الشوائب فغطَّتها، وإذا لم يتعاهدوا عقائده بالتصحيح داخلها الشكُّ ثم دخلها الشرك، وإذا لم يصونوا أخلاقهم بالمحافظة والتربية أصابها الوهن والتحلل، وكلُّ ذلك لا يقوم ولا يستقيم إلاَّ بقيام الدعوة واستمرارها واستقامتها على الطريقة التي كان عليها محمد وأصحابه الهُداة من العلم والبصيرة في العلم، والبيِّنة من العلم والحكمة في الدعوة، والإخلاص في العمل، وتحكيم القرآن في ذلك كلِّه.
ولا يظنُّ ظانٌّ أنَّ الدعوةَ إلى الله خُتمت بالقرآن، وأنَّه أغنى عنها فقطَع أسبابَها، وسدَّ أبوابها، بل الحقيقة عكس ذلك، فالقرآن هو الذي وصل الأسباب وفتح الأبواب، وجعل الدعوةَ سنَّةً متوارثة في الأعقاب، وما دامت عوارض الاجتماع البشري وأطوار العقل الإنساني تُدني الناس من القرآن إلى حدِّ تحكيمه في الخواطر والهواجس، وتُبعدهم عنه إلى درجة الكفر به، فالقرآن ذاته محتاج إلى دعوة الناس إليه، بل الدعوة إليه هي أصل دعوات الحق، ولم يمرَّ على المسلمين زمن كانوا أبعدَ فيه عن القرآن كهذا الزمن، فلذلك وجب على كلِّ من امتحنَ اللهُ قلبَه للتقوى، وآتاه هداه أن يصرفَ قوَّتَه كلَّها في دعوة المسلمين إلى القرآن ليُقيموه ويُحقِّقوا حكمة الله في تنزيله، ويُحكِّموه في أهواء النفوس ومنازع العقول، ويسيروا بهديه وعلى نوره، فإنَّه لا يهديهم إلاَّ إلى الخير، ولا يقودهم إلا إلى السعادة.
الحقُّ والباطل في صراع منذ ركَّب الله الطباع، وإنَّما يظهر الحقُّ على الباطل حين يُحسن أهلُه الدعوةَ إليه على بصيرة، والدفاع عنه بقوة، وقد قام الإسلام على الدعوة، فقوته ـ يوم كان قويًّا ـ آتية من قوة الدعوة، وضعفه ـ يوم أصبح ضعيفاً ـ آتٍ من ضعف الدعوة..........
إلى أن قال رحمه الله: إنَّ شيوع ضلالات العقائد وبدع العبادات والخلاف في الدين هو الذي جرَّ على المسلمين هذا التحلل من الدين، وهذا البُعد من أصْلَيه الأصليين وهو الذي جرَّدهم من مزاياه وأخلاقه حتى وصلوا إلى ما نراه.
وتلك الخلال من إقرار البدع والضلالات هي التي مهَّدت السبيل لدخول الإلحاد على النفوس، وهيَّأت النفوس لقبول الإلحاد، ومُحال أن ينفذ الإلحاد إلى النفوس المؤمنة، فإنَّ الإيمانَ حصنٌ حصينٌ للنفوس التي تحمله، ولكن الضلالات والبدع ترمي الجد بالهوينا، وترمي الحصانة بالوهن، وترمي الحقيقة بالوهم، فإذا هذه النفوس كالثغور المفتوحة لكلِّ مهاجم.
العلامة: الطيب العقبي- رحمه الله-
" الأمة في حاجة إلى الإصلاح، ولا يقدر على إصلاحها إلا العلماء"
"... حقا إن الأمة الجزائرية لفي حاجة شديدة، وضرورة ماسة إلى الإصلاح، وحقيقة لا يقدر على إصلاحها إلا العلماء، ونعني بهم العاملين بعلمهم الصالحين في إصلاحهم، لا العلماء الانتفاعيين..ولا الذين يقولون ما لا يفعلون، لأن العلماء هم ورثة الأنبياء، ولم يرثوا عنهم دينارا ولا درهما، ولكنهم ورثوهم علما نافعا وراشدا وهداية إلى طريق الحق، وصراط المستقيم...
هلموا بنا إلى الإتحاد في التوحيد والإعتصام بحبل الله المتين، والتمسك بالعروة الوثقى، فنؤمن بالله وحده ونكفر بكل طاغوت.
هلموا إلى ما يبقى، ودعوا ما يفنى، وآثروا ما عند الله على ما عند الناس، فما عندكم ينفد وما عند الله باق، وما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل.
هلموا إلى الله ورسوله، إلى دين الحق، وكلمة الشرف، إلى النور الدائم، إلى النجاة من عذاب الله ومقته، إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين...
فإن الأمة في حاجة وضرورة إلى الإصلاح، لا من ناحية الدين فقط، بل من مناحي شتى وجهات عديدة، ولكن ناحية الدين عندنا أهم من كل ناحية لأنها إذا صلحت في دينها وصلحت في عقائدها، أمكنها أن تصلح في كل اعمالها كما تصلح في دنياها ولله الأمر من قبل ومن يعد.."
جريدة الإصلاح، العدد: 43 السنة الخامسة عشر، 4 سبتمبر 1941م
" الأمة في حاجة إلى الإصلاح، ولا يقدر على إصلاحها إلا العلماء"
"... حقا إن الأمة الجزائرية لفي حاجة شديدة، وضرورة ماسة إلى الإصلاح، وحقيقة لا يقدر على إصلاحها إلا العلماء، ونعني بهم العاملين بعلمهم الصالحين في إصلاحهم، لا العلماء الانتفاعيين..ولا الذين يقولون ما لا يفعلون، لأن العلماء هم ورثة الأنبياء، ولم يرثوا عنهم دينارا ولا درهما، ولكنهم ورثوهم علما نافعا وراشدا وهداية إلى طريق الحق، وصراط المستقيم...
هلموا بنا إلى الإتحاد في التوحيد والإعتصام بحبل الله المتين، والتمسك بالعروة الوثقى، فنؤمن بالله وحده ونكفر بكل طاغوت.
هلموا إلى ما يبقى، ودعوا ما يفنى، وآثروا ما عند الله على ما عند الناس، فما عندكم ينفد وما عند الله باق، وما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل.
هلموا إلى الله ورسوله، إلى دين الحق، وكلمة الشرف، إلى النور الدائم، إلى النجاة من عذاب الله ومقته، إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين...
فإن الأمة في حاجة وضرورة إلى الإصلاح، لا من ناحية الدين فقط، بل من مناحي شتى وجهات عديدة، ولكن ناحية الدين عندنا أهم من كل ناحية لأنها إذا صلحت في دينها وصلحت في عقائدها، أمكنها أن تصلح في كل اعمالها كما تصلح في دنياها ولله الأمر من قبل ومن يعد.."
جريدة الإصلاح، العدد: 43 السنة الخامسة عشر، 4 سبتمبر 1941م
بين عالم وشاعر
قصة هذه المقالة أن مكاتبة خاصة دارت بين الشيخ الإبراهيمي وشاعر الشباب في الجزائر آنذاك محمد العيد الخليفة الذي أصبح فيما بعد شاعر الجزائر؛ حيث كتب الشاعر محمد العيد قصيدة تحمل معاني اليأس، والبؤس؛ بسبب طائف طاف به، وقد نشرت تلك القصيدة في مجلة الشهاب الجزء الثاني المجلد الثاني عشر ماي 1936 ص 74 تحت عنوان ( زفرات ) فلما قرأها الشيخ البشير كتب رسالة إلى الشاعر، ثم رد عليه الشاعر بقصيدة؛ فإليك كتاب العالم، ثم جواب الشاعر:
كتاب العالم
الحمد لله وحده
تلمسان يوم 3 صفر 1355
إلى ولدي الروحي الأستاذ محمد العيد
ولدي:
طالما قرأت في وجهك الشاحب آيات الحزن، وتلمحت في قسماتك دلائل الهم والأسى، وكم حَرَّكْتُك بمعاريض من القول علني أستبين شيئاً من حقيقة هذا الهم الدفين الذي تنطوي عليه أحناؤك وهذا الأسى المبرح الذي أعلم أنك تقاسيه.
فكنت كمن يستجلي المعنى الدقيق من اللفظ المعقّد، وإن بين التعقيد ونفوس الشعراء (( الأتقياء )) نسباً وثيقاً.
ويا لله للنفوس الشاعرة التقية وما تلاقيه من عناء مُمضٍّ يتقاضاها الشعر إطلاقاً، فيتقاضاها التقى تقييداً … لها الله فماذا تفعل؟!
أتظن أننا جاهلون بهذه المنازع العجيبة التي تنزعها في شعرك وبمناشئها من نفسك؛ فاحمد الله على أن في قومك من يعرفها ويتذوقها ويطرب لها…
ما لهذه النفس الكبيرة في هذا الهيكل الصغير يهفو بها الشعر في مضطربه الواسع فلا يبلغ مداه حتى يقول:
خلا القلب من حب العباد وبغضهم * وأصـبح بـيتاً لـلذي حرم البيتا
ويقول: وتبت يارب تبت
ويقول اليوم:
ولولا رجاء الذي * إلـيه أنـا زالف
إنها والله، لنَزوة الشعر تعتلج في الفؤاد بنزعة التقى.
طالما سمعت منك كلمة (( اليأس ))، وبودي أن لا أسمعها منك مرة أخرى؛ لأنني أعدها غميزة في شاعريتك.
ولولا شذوذ نعرفه في نفوس الشعراء كأنه من معاني كمالهم لما صدّقنا باجتماع اليأس والشعر، وكيف ييأس الشاعر وهو ملك مملكة الآمال وسلطان جو الخيال؛ فإن كان تقياً رجع من (( رجاء الله )) إلى ما لا يحدّ له أمد؛ فكيف تيأس نفس الشاعر لولا ذلك الشذوذ؟
لقد قال أولكم:
حرك مناك إذا اغتم * مـت فإنهن مراوح
وما قالها لغيره إلا بعد أن جربها في نفسه؛ فلا تيأس يابني، ولا تكذب إمامك الذي يقول:
خُلِقَ الشاعرُ سمحاً طرباً
قرأت زفراتك هذه الساعة في الشهاب وأنا طريح الفراش، أعالج زكاماً مستعصياً ونزلة شعبية، وسعالاً مزمناً، وأولاداً يطلبون القوت أربع مرات في اليوم، وتلاميذ يطلبون الدرس سبع مرات في اليوم والليلة؛ فقلت: وهذه أخرى.
إن ولدنا هذا لذو حق، وكتبت لك هذه الكلمات كما يكتب الأب الشفيق إلى ولده الرفيق.
وعسى أن يكون فيها ترويح لخاطرك.
محمد البشير الإبراهيمي
جواب الشاعر
أبي (( البشير )) سلامٌ * زاكٍ وشــوقٌ كـبيرُ
لا زلـت فـينا مناراً * بـضـوئه نـسـتنير
وافـى كـتابُك يهدي * إلـى الـمنى ويـشير
تـذكو الـعبارة فـيه * مـا ليس يذكو العبير
إذا فــؤاديَ ســالٍ * بـه وطَـرْفي قـرير
قَـدِ ارتـددت بصيرا * فكيف يغوى البصير؟
قـميص يـوسف ألقى * بـه عليَّ ( البشير ) !
يـا آسيَ اليأسِ زدني * كـشفاً فـأنت خـبير
الـيأس داءٌ عـسيفٌ * والـبرء مـنه عسير
فَـرَّجت عن مستطار * بــلاؤه مـسـتطير
وكـدت تجلو ضميري * لو كان يجلى الضمير!
فـليس يـجزيك عني * إلا الإلــه الـقـدير
غـفرانه لِـمَ يَـشْقَى * في الخلق جمٌّ غفير! ؟
شـقّ الـمرائر إرْبـا * هـذا الـشقاء المرير!
كـم لـلمعافَينَ جـارٌ * مـن بـوسه يستجير
يـرى كـجذلان حـرٍّ * وهـو الأسيف الأسير
يـا لاهج الذكر باسمي * والـجاحدون كـثير!
لا بـاد فـينا لك اسم * ولا انـقضى لك خير
عـفواً فـإن يـراعي * عـيٌّ وبـاعي قصير
عـفواً فـما لي جناح * بــه إلـيـك أطـير
لا قَـفْوَ إثـرَ سَـريٍّ * فـوق الـثريا يـسير
نـفـحتني بـخـطاب * كـالزهر وهو نضير
فـهـل تـعير بـياناً * لـرده هـل تـعير؟؟
يـعيا الـفرزدق عما * تـقـولـه وجـريـر
يا واصفَ الخيرِ زدني * من وصف ما تستخير
يـدق بـين ضلوعي * قـلب كـسيف كسير
أخـشى عـليه انتكاسا * والانـتـكاس خـطير
صِفْ وصفة ليَ أخرى * فـيها الـشِّفاء الأخير
محمد العيد آل خليفة
من 1 / 277 من الآثار
قصة هذه المقالة أن مكاتبة خاصة دارت بين الشيخ الإبراهيمي وشاعر الشباب في الجزائر آنذاك محمد العيد الخليفة الذي أصبح فيما بعد شاعر الجزائر؛ حيث كتب الشاعر محمد العيد قصيدة تحمل معاني اليأس، والبؤس؛ بسبب طائف طاف به، وقد نشرت تلك القصيدة في مجلة الشهاب الجزء الثاني المجلد الثاني عشر ماي 1936 ص 74 تحت عنوان ( زفرات ) فلما قرأها الشيخ البشير كتب رسالة إلى الشاعر، ثم رد عليه الشاعر بقصيدة؛ فإليك كتاب العالم، ثم جواب الشاعر:
كتاب العالم
الحمد لله وحده
تلمسان يوم 3 صفر 1355
إلى ولدي الروحي الأستاذ محمد العيد
ولدي:
طالما قرأت في وجهك الشاحب آيات الحزن، وتلمحت في قسماتك دلائل الهم والأسى، وكم حَرَّكْتُك بمعاريض من القول علني أستبين شيئاً من حقيقة هذا الهم الدفين الذي تنطوي عليه أحناؤك وهذا الأسى المبرح الذي أعلم أنك تقاسيه.
فكنت كمن يستجلي المعنى الدقيق من اللفظ المعقّد، وإن بين التعقيد ونفوس الشعراء (( الأتقياء )) نسباً وثيقاً.
ويا لله للنفوس الشاعرة التقية وما تلاقيه من عناء مُمضٍّ يتقاضاها الشعر إطلاقاً، فيتقاضاها التقى تقييداً … لها الله فماذا تفعل؟!
أتظن أننا جاهلون بهذه المنازع العجيبة التي تنزعها في شعرك وبمناشئها من نفسك؛ فاحمد الله على أن في قومك من يعرفها ويتذوقها ويطرب لها…
ما لهذه النفس الكبيرة في هذا الهيكل الصغير يهفو بها الشعر في مضطربه الواسع فلا يبلغ مداه حتى يقول:
خلا القلب من حب العباد وبغضهم * وأصـبح بـيتاً لـلذي حرم البيتا
ويقول: وتبت يارب تبت
ويقول اليوم:
ولولا رجاء الذي * إلـيه أنـا زالف
إنها والله، لنَزوة الشعر تعتلج في الفؤاد بنزعة التقى.
طالما سمعت منك كلمة (( اليأس ))، وبودي أن لا أسمعها منك مرة أخرى؛ لأنني أعدها غميزة في شاعريتك.
ولولا شذوذ نعرفه في نفوس الشعراء كأنه من معاني كمالهم لما صدّقنا باجتماع اليأس والشعر، وكيف ييأس الشاعر وهو ملك مملكة الآمال وسلطان جو الخيال؛ فإن كان تقياً رجع من (( رجاء الله )) إلى ما لا يحدّ له أمد؛ فكيف تيأس نفس الشاعر لولا ذلك الشذوذ؟
لقد قال أولكم:
حرك مناك إذا اغتم * مـت فإنهن مراوح
وما قالها لغيره إلا بعد أن جربها في نفسه؛ فلا تيأس يابني، ولا تكذب إمامك الذي يقول:
خُلِقَ الشاعرُ سمحاً طرباً
قرأت زفراتك هذه الساعة في الشهاب وأنا طريح الفراش، أعالج زكاماً مستعصياً ونزلة شعبية، وسعالاً مزمناً، وأولاداً يطلبون القوت أربع مرات في اليوم، وتلاميذ يطلبون الدرس سبع مرات في اليوم والليلة؛ فقلت: وهذه أخرى.
إن ولدنا هذا لذو حق، وكتبت لك هذه الكلمات كما يكتب الأب الشفيق إلى ولده الرفيق.
وعسى أن يكون فيها ترويح لخاطرك.
محمد البشير الإبراهيمي
جواب الشاعر
أبي (( البشير )) سلامٌ * زاكٍ وشــوقٌ كـبيرُ
لا زلـت فـينا مناراً * بـضـوئه نـسـتنير
وافـى كـتابُك يهدي * إلـى الـمنى ويـشير
تـذكو الـعبارة فـيه * مـا ليس يذكو العبير
إذا فــؤاديَ ســالٍ * بـه وطَـرْفي قـرير
قَـدِ ارتـددت بصيرا * فكيف يغوى البصير؟
قـميص يـوسف ألقى * بـه عليَّ ( البشير ) !
يـا آسيَ اليأسِ زدني * كـشفاً فـأنت خـبير
الـيأس داءٌ عـسيفٌ * والـبرء مـنه عسير
فَـرَّجت عن مستطار * بــلاؤه مـسـتطير
وكـدت تجلو ضميري * لو كان يجلى الضمير!
فـليس يـجزيك عني * إلا الإلــه الـقـدير
غـفرانه لِـمَ يَـشْقَى * في الخلق جمٌّ غفير! ؟
شـقّ الـمرائر إرْبـا * هـذا الـشقاء المرير!
كـم لـلمعافَينَ جـارٌ * مـن بـوسه يستجير
يـرى كـجذلان حـرٍّ * وهـو الأسيف الأسير
يـا لاهج الذكر باسمي * والـجاحدون كـثير!
لا بـاد فـينا لك اسم * ولا انـقضى لك خير
عـفواً فـإن يـراعي * عـيٌّ وبـاعي قصير
عـفواً فـما لي جناح * بــه إلـيـك أطـير
لا قَـفْوَ إثـرَ سَـريٍّ * فـوق الـثريا يـسير
نـفـحتني بـخـطاب * كـالزهر وهو نضير
فـهـل تـعير بـياناً * لـرده هـل تـعير؟؟
يـعيا الـفرزدق عما * تـقـولـه وجـريـر
يا واصفَ الخيرِ زدني * من وصف ما تستخير
يـدق بـين ضلوعي * قـلب كـسيف كسير
أخـشى عـليه انتكاسا * والانـتـكاس خـطير
صِفْ وصفة ليَ أخرى * فـيها الـشِّفاء الأخير
محمد العيد آل خليفة
من 1 / 277 من الآثار
مواضيع مماثلة
Create an account or log in to leave a reply
You need to be a member in order to leave a reply.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى