المربي المتميز
نحمد الله لكم ونرحب بكم في منتديات المربي المتميز ، منتديات التربية و التعليم بشار/الجزائر
تحيات صاحب المنتدى: الزبير بلمامون
يرجى التكرم بالدخول إن كنت واحدا من أعضائنا
أو التسجيل إن لم تكونوا كذلك وترغبون في الانضمام إلي أسرة منتدانا

شكرا ، لكم ، إدارة المنتدى
المربي المتميز
نحمد الله لكم ونرحب بكم في منتديات المربي المتميز ، منتديات التربية و التعليم بشار/الجزائر
تحيات صاحب المنتدى: الزبير بلمامون
يرجى التكرم بالدخول إن كنت واحدا من أعضائنا
أو التسجيل إن لم تكونوا كذلك وترغبون في الانضمام إلي أسرة منتدانا

شكرا ، لكم ، إدارة المنتدى
المواضيع الأخيرة
» أدب الأطفال الجيّد (نثرًا وشعرًا)
من طرف د. محمود أبو فنه الثلاثاء أكتوبر 12, 2021 1:12 pm

» معلّمي، كم أنا مدينٌ لكَ!
من طرف فارس جواد الثلاثاء أكتوبر 12, 2021 9:27 am

» التوزيع السنوي ، الشهري و الأسبوعي لجميع المستويات
من طرف brka1 السبت سبتمبر 18, 2021 11:57 am

» عرض تبسيطي لبيداغوجيا المقاربة بالكفاءات فريد بودميغة
من طرف فارس جواد الخميس يوليو 08, 2021 11:16 am

» ماهي السعادة ؟
من طرف abdelouahed الأحد مايو 23, 2021 11:11 am

» مع دخول الإمتحانات.
من طرف abdelouahed الأحد مايو 23, 2021 9:44 am

» 27 نصيحة حول العروض التقديمية للطلاب والمدرسين
من طرف gourarilarbi الإثنين يناير 27, 2020 11:18 pm

» دراسة نص مع التصحيح س 5 ( جديد)
من طرف brmd السبت ديسمبر 07, 2019 8:00 am

» التقويم والمراقبة المستمرة في الظاهر الصرفية و النحوية و الإملائية سنة ثالثة
من طرف mahmoudb69 الجمعة نوفمبر 29, 2019 6:03 pm

» من أقوال الامام علي (كرم الله وجهه)
من طرف mahmoudb69 الجمعة نوفمبر 29, 2019 6:01 pm

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
بلمامون - 8780
الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_c10الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_m10الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_c10 
محمود العمري - 4586
الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_c10الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_m10الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_c10 
abdelouahed - 2056
الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_c10الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_m10الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_c10 
ilyes70 - 1477
الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_c10الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_m10الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_c10 
hamou666 - 902
الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_c10الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_m10الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_c10 
متميز - 831
الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_c10الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_m10الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_c10 
fayzi - 522
الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_c10الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_m10الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_c10 
زكراوي بشير - 449
الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_c10الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_m10الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_c10 
assem - 428
الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_c10الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_m10الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_c10 
inas - 399
الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_c10الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_m10الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ Poll_c10 


الأنشطة اللاصفية و أهميتها في تنمية شخصية التلميذ

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

بلمامون
بلمامون
صاحب الموقع
صاحب الموقع
الجزائر
ذكر
عدد المساهمات : 8780
تاريخ التسجيل : 02/01/2010
http://belmamoune.ahlamontada.net

مُساهمةبلمامون الأربعاء يوليو 14, 2010 12:51 pm

المقدمة :

إن المؤسسات التعليمية - بحسب النظرية التربوية المتكاملة - تسعى إلى إنتاج طلاب يشكلون ركيزة أساسية للمجتمع الذي ينتمون إليه ، في إطار قدرة علمية وقيادية وفي حدود الضوابط العليا التي إستقرت في هذه المجتمعات صوناً للأهداف النهائية المشتقة من فلسفة التعليم في مجتمعاتنا العربية الإسلامية.

ولقد إتجهت هذه المجتمعات في إطار تعاقدها مع المؤسسات التعليمية بإداراتها المختلفة ، مركزية أو غير مركزية ، لإنتاج إنسان متكامل ذهنياً وبدنياً ونفسياً وإجتماعياً ، قادر على أن يكون في موقع من المجتمع مستقبلاً بناءً متفاعلاً ، منتظماً في السلسلة التي يكون إحدى حلقاتها ، مقدراً موضعه فيها ، ومسؤوليته عنها.

ولقد إتجهت المجتمعات العربية إلى تحقيق هذه الأهداف بوسائل مختلفة ، ومتفاوتة ، وذلك نظراً للخصوصية التي ينتظم داخلها مجتمع ما .. لكن هناك ثوابت تكاد تكون مشتركة بين المجتمعات ، مع تفاوت أولويات إنجازاتها في إ طار فلسفتها التربوية ، مهما تفاوتت أولويات أهدافها في إطار هذه الفلسفة. ولقد كانت أبرز تلك الثوابت المشتركة هي الإعتقاد بالدور البناء للتعليم والنشاط اللامنهجي أو اللاصفي أو الحر بحسب التسميات المختلفة .. ولا أظن هناك مؤسسة تعليمية أو جامعية أو تربوية لا تولي هذا الجانب من الحراك اللاصفي قصارى الإهتمام .. ولابد بادئ ذي بدء من التعرف على مفاهيم الأنشطة اللاصفية من جهة وتحديد المقصود منها .. ومدى إرتباطها بالأنشطة الصفية إن جاز القياس ..

الأنشطة اللاصفية : درجت العادة في المؤسسات التعليمية العربية أن تكون العلاقة بين الطلاب ومصادر معرفتهم هي العلاقة القائمة بينهم وبين أساتذتهم في أماكن محددة هي الصفوف .. ومن هنا كان التحصيل الصفي هو خلاصة ما يصل إلى الطالب من خلال تواجده في مكان ما (صف) في زمان ما مع الأستاذ ويكون ذلك هو عماد التحصيل وأساسه .. لكن هذا المفهوم بهذا التحديد أصابه خلل كبير ، نتيجة لطبيعة التطور التقني في الحياة العامة ، وتطور الإتصالات ، بحيث صارت المعرفة متاحة من غير الصف ، وعن طريق غير الأستاذ ، وفي أوقات حرة غير مرتبطة بأوقات الجامعة أو المدرسة ، وصار التعليم إجمالاً صفياً ولا صفياً .. ومن هنا كان تعريف الأنشطة اللاصفية بحاجة إلى تحديث في المفهوم ، وفي آليات الممارسة وروحها وأجوائها..
ومن هنا يمكن إ ستبدال التسمية بحيث لا تجعل الصف / المكان محوراً لها ومميزاً ، ولكن يجعل إرتباطها العضوي بمسئولية الطالب العلمية هو الحد الفاصل بين تسميتها نشاطاً أو تسميتها تحصيلاً.
فكل ما يفعله الطالب مرتبطاً بوجوده في المؤسسة العلمية وغير مرتبط بمسئوليته عنه كمنهاج يدرسه ويؤدي فيه تقييماً أو إمتحاناً هو من الأنشطة دون أن نذكر تحديداً لها ، كأن تكون أنشطة لا صفية.
وأول شروط عدم الإرتباط ، وهو تعريف بالنفي ، أن يكون النشاط حراً ، باختيار فردي أو جماعي يرتبط بممارسات حرة لا يضع أحد الحواجز حول ضفاف الطالب والطلاب ، بل تترك لهم حرية الإختيار والإنتقاء والآليات والتنظيم ، ولكن في حدود القوانين العليا للمجتمع وللمؤسسة العلمية .. ويترك للطالب تحديد الكم الذي يربط بين نشاطه وبين تحصيله .. وهو حر حتى لو لم يكن هناك أدنى إرتباط ...
بهذا المفهوم يكون النشاط .. وتكون ممارسته ، وتكون الفرصة لكي يتحقق به الأهداف التي لا تقننها الجامعة أو المؤسسة تفصيلاً وإنما تكون على أساس من القيم الإنسانية السائدة .. في إطار إعداد المواطن الصحيح ، الصالح..
أعتقد أننا هكذا إتجهنا إلى تسمية الأنشطة اللامنهجية بديلاً للأنشطة اللاصفية ، وحددنا مفهومها بأنها : أنشطة تشمل العديد من الفعاليات المتنوعة التي تغطي جوانب رياضية وثقافية و إجتماعية وأكاديمية كثيرة.
وينبغي أن نضع حداً فاصلاً لمفهوم الأنشطة اللامنهجية ، ومفهوم التعليم الحر "Liberal Education" ، فالتعليم الحر هو إمتداد بشكل أو بآخر للموضوعات التي تسعى الجامعة في كلياتها المتعددة لإيصال المهارات المعرفية بها عن طريق المحاضرات أو عن طريق التكليف بالبحث ، أو عن طريق التواصل مع مصادر التعليم الحر التي غيرتها التقنيات الحديثة كالإنترنت ، والتعليم عن بعد ، والمحاضرات المغلقة وما إلى ذلك ، فالتعليم الحر يساعد وقد يشارك في تخريج جيل طلابي متمكن من تخصصه العلمي وقادر في ذات الوقت على التواصل مع مصادر هذا التعليم ، والإطلاع على آخر مستجداته عن طريق الإتصالات الحديثة ، وهناك من يرى أن هذا النوع من العلم هو نشاط .. لكن بحسب المفاهيم الحديثة هو إتساع في وسائل تحصيل المعرفة ، ولا يقع في إطار الأنشطة اللامنهجية.
-1-أهمية الأنشطة اللامنهجية في تنمية شخصية الطالب الجامعي

تتنوع الأنشطة اللا منهجية في الجامعات والمؤسسات التعليمية والتربوية وذلك بحسب خصوصية البيئة والمجتمع والعلاقات التي تربط الأفراد ببعضهم ، والعلاقات التي تربطهم ككل بالمجتمع..
ولنبحث أولاً في ماهية الأساسيات التي تسعى الجامعات إلى تأسيسها وتنميتها وتغذيتها لدى الطلاب من خلال الأنشطة اللامنهجية ، وهذه الأساسيات هي :
أولاً : تنمية قدرات الطالب على الحياة متحرراً من قيود المنهج المطلوب في الدراسة، والإنطلاق إلى الحياة بلا ضفاف وبلاقيود غير القيود العامة التي تضبط المجتمع ككل .. وهنا يكون الطالب حراً في إختيار النشاط الذي يجد نفسه فيه ، والذي يجد أنه بحاجة إليه نفسياً أو إجتماعياً أو علمياً أو بدنياً ، وهو بهذا الإختيار يمارس حريته ممارسة واقعية ، ويجد نفسه وقد إنطلق في الإتجاهات التي هو معد لها أو يؤسس لها عن ميل ذاتي أو عن تفكير علمي . المهم أنه يجد ذاته ويقف في مواجهة نفسه دون قيود بحيث يكرس الفائض من وقته وذهنه وميوله إلى هذا الجانب الذي يجد نفسه فيه .. والذي ربما يعوض فيه رغبات لم تتحقق من خلال قاعات الدراسة . أو يحس أنه بحاجة إلى ممارسة هذا النوع من النشاط تحقيقاً لرغباته وميوله وطموحاته الواسعة في الحياة بعيداً عن قيود الفصل الدراسي والتعاليم الأكاديمية .. وهو بذلك يستكشف لذاته الآفاق التي يود أن يتجه إليها ويكمل بها جوانب شخصيته وجوانب حاجاته وميوله.
ثانياً : تأسيس روح المسؤولية لدى الطلاب ، فهم إذ يختارون بحرية يختارون المسئولية تلقائياً ، ولا حرية بلا مسئولية ، وهنا يتمرس الطالب على الربط بين ما يفعل وبين ما يؤمن .. ويربط بين قدرته على الإبداع من الحرية إلى المسئولية. وهنا تتأسس لدى الطلاب قدرات على الربط بين ما يفعلون وبين ما يتحملون من نتائج ما يفعلون في مواجهتهم ذاتهم ومجتمعهم ومواجهة الحياة..
ويتعلم تلقائياً أن لا شيء عبث ، وأن أي جهد يبذل هو في نطاق الحرية المسؤولة ، وهو لبنة تتراكم لتؤسس البنيان النهائي للإنسان في آخر المطاف .
ثالثاً : تؤسس الأنشطة لدى الطلاب قناعات ، هي في أصلها مهزوزة ، وربما لم يمكنها المجتمع من أن تتشكل تشكيلاً صحيحاً ، فيكتشف الطالب أن هناك تشكيلاً صحياً ، ، ويكتشف الطالب ، أن هناك آخرين .. وأنهم مختلفون .. وأنه هو أيضاً يملك حق الإختلاف كما هم يملكون ذلك الحق، وهنا تبدأ لدى الطالب اللبنات الأولى من مبدأ التسامح مع وجود الإختلاف. و أن الآخرين ضرورة ومطلوبون لاستكمال منظر الحياة ، وأن الجزء يتفاعل مع بقية الأجزاء لتكتمل الصورة وليصبح المشهد بهيجاً ورائقاً.
إن الأنشطة اللامنهجية بما يعتورها من حرية في الإختيار ، وحرية في الممارسة ، وحرية في التعامل مع الآخرين من خلال الأنشطة التي تتطلب وجود فريق عمل ، فتذوي لدى الطالب رواسب التعصب ، والتعالي على الآخرين أو التظامن عنهم ، وكلا الموقفين موقف مرضي ، والأنشطة اللامنهجية تتيح للطلبة موقفاً صحياً ، لأن التعامل مع الآخرين في إطار من حرية الإختيار وفي إطار حرية التعامل ينم عن الروح الجماعية لدى الطلاب بشكل تلقائي ويؤسس لديهم قدرات الحياة في المجتمع بشكل صحيح.
رابعاً: الأنشطة اللامنهجية تتيح للطلاب فرصة ذهبية لإدارة الإختلاف ، وتعمق مهارات التفاعل مع ما يختلف تماماً كالتفاعل مع ما يأتلف .. ومن الظواهر السلبية في حياة مجتمعات عربية كثيرة أنهم لا يجيدون فن الإختلاف، وإنما يتمسكون بإلغاء الآخر ، وتهميشه والنظر إليه نظرة عدائية ، تنفيه ، وتقيم الحواجز حوله .. وإن التربية اللامنهجية من خلال الأنشطة في المؤسسات والجامعات ، تكرس روح المجتمع ، وتؤسس لأخلاقيات التعاون ولأدبيات الخلاف .. وتعلم الطلاب والطالبات أننا حين نختلف ينبغي أن نكون في خلافناتنا مصرين على البحث عن الجوانب التي نحن نتفق فيها ، أي أننا بالإختلاف ينبغي أن نؤسس للإتفاق وأن نوسع هامش ما نحن متفقون فيه من خلال مناقشة ما نحن مختلفون عليه ، ونؤكد دائماً أن الآخرين لهم حقوق تساوي حقوقنا وأن آراءهم جديرة بالإحترام.. وأن تكون فلسفتنا : رأيك خطأ يحتمل الصواب ورأيي صواب يحتمل الخطأ..
أن الأنشطة اللامنهجية تؤسس علاقات تعاونية من خلال الأمور المشتركة وتتجاوز بقاع الخلاف وتؤجلها لأنها تحقق العمل الجماعي .. ثم يصبح الإحساس بالجماعة عادة .. والعادة طبيعة ثانية..
خامساً : الأنشطة الطلابية تتكرس حول موضوعات يحس الطالب بأنها ضرورية له وأنها مرتبطة بحياته واهتماماته الشخصية ، ولذا فإن الأنشطة تحرر الطالب من سطوة الموروث ، وتحرره من قسوة السائد في المجتمع ، وتضعه في مواجهة إمكانياته وتطلعاته وميوله ، وهو بذلك يتعلم فن الإختيار وتحمل مسؤولية الإختيار، ويتحمل أمام نفسه ، وليس أمام سواه تبعة ما اختار وما أنتقى ، ولهذا تعلو أحاسيس الطلاب بالكرامة الشخصية وتتعزز لديهم مشاعر الكرامة النابعة من الحرية والمسؤولية ، والإستجابة للحاجات ، والإبتعاد مؤقتاً عن ضواغط الحياة الإجتماعية بما يسودها من مظاهر التفكير المنحرف أو القاصر أو المعوج أو التفكير المبرمج الذي لا يقف صادقاً أمام حقائق الحياة وحقائق الرغبات والميول والإمكانيات.
سادساً : إذا تكرست لدى الطلاب أساسيات مهارة الحوار ، وتبادل الرأي ، والنقاش وطرح الأسئلة ، والإجابة عنها ، والوقوف في مواجهة الآخرين ، والإتفاق والإختلاف وبتأكيد روح الحوار ، تتفجر ، لدى الطلاب أساسيات في السلوك الإجتماعي كانت نائمة ، وتنشط لدى الحوار مع الآخرين. يتعلم الطالب من الحوار الرأي والرأي المخالف أو المضاد أو المعارض أو المكمل ويجدل من الآراء المختلفة حول الموضوع الواحد ما يجعل الموضوع واضحاً ويجعله مبلوراً وهذا يوفر الوقت ويقلل من فرص الخطأ ، ويعلم الطلاب المنطق في الجدل ، ووضع المقترحات أولاً ثم النتائج ثانياً ، وربط النتائج بالمقدمات بحيث يكون المنطق منتجاً ويكون قادراً على تسوير الحقائق وتكثيفها وتجريدها من الوهم ، ولا شيء ينفى الوهم كالحوار ، إن الطلاب أحوج ما يكونون إلى الحوار لكي تختفى البثور اللاصقة على جدران أفكارهم ، وتتساقط الدمامل والنتوءات من طرائق التفكير لديهم ، ويقربهم من الموضوعية ومن الجدل ، وتقديم الحجج والبراهين . هذه المهارات يكتسبها الطالب من خلال إنخراطه بالأنشطة بمختلف أنواعها.
سابعاً: الأنشطة الجماعية في الجامعات والمؤسسات العلمية تعلم الطالب أن النجاح فعل مشترك وإن التعاون والتلاحم ظواهر إجتماعية تجعل العمل الجماعي سبيلاً من سبل الإنجاز ، وتحرر الروح من الأنانية ، وكذلك تحررها من الشوفينيه ، وتؤسس لفكر واقعي موضوعي ، يؤمن بأن النجاح الجماعي لا يقلل من نجاح الفرد، ويؤكد ظاهرة في الحياة هي أن الحياة تحتمل كل الناجحين ، ولا تضيق بهم ذرعاً أبداً وأن كل فرد هو جزء مجموعة وأن هناك فرصة للشمعة حتى لو كانت الشمس طالعة..
إن الإيمان بإمكانية النجاح الجماعي ، والتوسل فيه إلى ذلك يخلق مجتمعاً مترابطاً ، تتسرب فيه الأحاسيس الطيبة كتساوي السوائل في الأواني المستطرقة . . وهذا السلوك يمكن التأسيس له من خلال النشاط الجامعي اللامنهجي، شريطة أن يكون التخطيط سليماً وآلية العمل صحيحة والأهداف واضحة .
ثامناً : إن كثيرين من الشباب يجهلون أنفسهم بالقدر الذي يجهلهم فيه ذووهم واساتذتهم ، وجهل الإنسان لنفسه يضيعه على طرق الإحتمالات الكثيرة غير المدروسة ، ويسبب ضياع الوقت وضياع الجهد ، ويبقى الإنسان ضالاً عن نفسه، أو يبقى لاهياً عنها ... وليس هناك فرصة أكثر سنوحاً للطالب ليكتشف نفسه وإمكانياته وميوله وأهواءه من فرصة الحياة الجامعية ، وممارسة الأنشطة ، بحيث يكتشف أي التوجهات أكثر ملاءمة له ، وأي الأنشطة في الحياة يحقق ذاته من خلالها ، ويمكن أن يؤسس بالنشاط لعمله بعد التخرج ، وهذا يجعل الحياة العامة إمتداداً للحياة الجامعية ، ويستطيع الطالب أن يخطط للحياة العملية من خلال تواجده في قاعات الأنشطة ، وهذا التواجد هو الذي يجعل الطلاب يكتشفون أنفسهم ويضعون ذواتهم على الطريق السوي في إنتقاء أنشطة الحياة. وكم هو جميل حين تكون مهنة الإنسان على إتصال وثيق بميوله النشاطية وتطلعاته ، وقد يجد الطالب أنه عند التخرج قد حدد لنفسه المسيرة وصارت الدروب التي يمشي فوقها مضاءة وواضحة ، ويعرف ماذا يفعل وكيف يحقق ذاته.
تاسعاً : تحقق الأنشطة الحرة اللامنهجية والمفتوحة في الجامعة تكاملاً في الشخصية الطلابية ، هذا التكامل يؤكد أن الإنسان السوي إنسان متوازن نفسياً وذهنياً وبدنياً وإجتماعياً ، ويستطيع في ذات الوقت أن يحقق هذه الفعاليات في آن واحد ، وقد يشتغل على النشاط مدفوعاً بعوامل نفسية ، تحرك العوامل الذهنية ، ثم تحرك العوامل البدنية ، كل هذا في آن واحد ، ويبدأ الإنسان يشتغل كآلة معقدة يؤدي كل جزء منها دوره في سياق الفاعلية الكلية ، وعندما يستشعر تلكؤاً في أحد المواقع فإنه سرعان ما يلتفت إلى تفعيله ، وتحريكه وإعادته إلى الإنسجام الكلّي في الحركة.
وحتى الذهن فإنه يكون مفتوحاً على إتجاهات كثيرة ، إتجاه للعمل وإنجازه ، واتجاه إلى العلاقة الآنية مع الآخرين ، والتعامل معهم في الأعمال المشتركة ، وإتجاه إلى تعزيز النفس بعد كل نجاح مهما بدا بسيطاً وغير مدوٍ. من هنا نجد أن النشاط اللامنهجي هو الحقل الذي تنطلق فيه القدرات والمواهب والميول وتبدأ تتحقق في إطار من رابطة خفية ، هي ذات الطالب ومحمولاته الإجتماعية.
عاشراً : إن التجارب البشرية الفردية أو الجماعية هي ذخيرة عامة ، إذا تراكمت وجاءت مسلسلة في سياق من التتابع ، وعدم تكرار التجريب ، وهذا إختصار شديد للوقت وللجهد وللتكاليف أيضاً .. فالإنسان السوي هو الذي يتراكم مع خبراته إلى الحد الذي يشكل منها بنياناً متلاحماً محدد الترابط ومحدد التعالق ، ويبدأ الإنسان دائماً من حيث إنتهى هو أو سواه ، وهذا يتحقق في الأنشطة اللامنهجية خلال سنوات الدراسة الجامعية ، بل لعل كثيرين من الطلاب تتكون لديهم ذخيرة من الأعمال والإبداعات والإنتاجات تشكل بالنسبة له ذخيرة العمر الدراسي ويثقف نفسه بشكل دائم بالمشاعر والإعتزاز والتعزيز وهذا يشكل مفصلاً هاماً من مفاصل الفكر التربوي من خلال اللامنهج فيما يفعل الطلاب، وتنصقل بذلك نفوسهم وتتآخى تطلعاتهم ، ويحقق الطالب الصلح مع نفسه ، وهذا أساس للصلح الإجتماعي وللسلام البشري فيما بعد.
حادي عشر : إن إختيارات الطلاب للأنشطة ستكون بالضرورة مشتقة من الحياة الإجتماعية التي تحيط بهم ، وهو إشتقاق يقوم على الرفض والقبول ، والطلب والنفي والتفاعل مع أوضد، وهذه الحرية التلقائية في المختارات تسهم في الدور الذي يلعبه الطلاب في الحياة الإجتماعية ويشكل لديهم الربط الجوهري بالمجتمع والتفاعل معه، والحرية في القبول أو الرفض لمعطياته ، وبذلك ينشد الطالب إلى الوطن وعاء المجتمع ، ويربط بقضاياه الكبرى، وتفاصيل تطوره وعقده الإجتماعية ، ويتحقق بذلك مشروع المواطنية المتفاعلة والصالحة ، التي تسعى إلى تحقيقها كل تطلعات الفلسفات التربوية التي تحدد أولويات القيم في المجتمع من خلال المناهج التعليمية ، ومن ثم من خلال الفعاليات اللامنهجية. وبهذا تتراكم التجربة المواطنية الصحيحة ، وتتحقق العلاقات السوية بين المواطن والمجتمع المحيط به ...
-2-الأنشطة اللامنهجية أشكالها وتطبيقاتها

تسلك المجتمعات في كل حقولها المعرفية والإجتماعية والحضارية مسالك تتفق مع الأهداف الأولى للمجتمع ، وينعكس ذلك على الأنشطة اللامنهجية في المجتمعات التربوية ، ويخضع ذلك لتنظيمات مقننة من خلال إدارات في الجامعة والمؤسسات تسند إليها تنظيمات هذه الأنشطة بحسب الإمكانيات البشرية والمادية المتاحة ، وبحسب الحاجات الماسة للطلبة ولمجتمعاتهم الضيقة المحدودة ..
ومن المناسب أن نتخذ من جامعة البحرين ، مادمنا نتحدث في رحابها ونجتمع تحت مظلتها نموذجاً نطرحه .. ونبين مدى الجوانب الإيجابية فيه ... في جامعة البحرين تنهض عمادة شئون الطلبة بالجوانب الكبيرة في الإهتمامات اللامنهجية في الجامعة ، ولقد وضعت لذلك اللوائح والضوابط والآليات .. من خلال الموضعة النشاطية ، فإن الجامعة تسمح وبدون تحفظ للكليات في تأسيس الجمعيات العلمية المنتخبة وتمنحها الإمكانيات المطلوبة في حدود الممكن ، وهذه الجمعيات تستقطب الطلاب الناشطين من ذوي الطاقات الفائضة عن الجهد الأكاديمي لاستغلالها في الجوانب اللامنهجية وتتولى هذه الجمعيات إدارة أنشطتها والتخطيط لها وتنفيذها في إطار إمكانيات متاحة لها ويتم تنفيذ الأنشطة بشكل فردي وجماعي ، ويشكل تعاوني بين جمعيتين أو أكثر ، بإتفاقيات آنية بين هذه الفاعليات تجعلها أكثر تعمقاً.

ولكل جمعية هيئاتها الإدراية ، ولها قوانينها المستقلة ولها حرية الصرف وتعزيز الموازنة بالطرق الصحيحة والتي تقرها التقاليد الجامعية. وهذه الجمعيات الطلابية، تنحصر عضوية كل منها في طلاب الكلية ذاتها . ونشاطاتها اللامنهجية مسموح بها على مدار العام الجامعي ، وفقاً للمناسبات الوطنية والمحافل الإجتماعية الهامة ، وتلتحم كل الجمعيات والفاعليات الأخرى لكي تكرس نشاطاً لامنهجياً ، بترابط حميم مع المجتمع وفاعليات أخرى لكي تكرس نشاطاً لا منهجياً يتعلق بالوضع الوطني والإهتمامات الإجتماعية ، بترابط حميم مع المجتمع وفاعلياته وحراكه .. ولأن في الجامعة سبعاً من الكليات فبها سبع جمعيات طلابية تمارس الأنشطة اللامنهجية بشكل فردي أو جماعي ، وتحرص دائماً على الإنبثاق من روح الكليات الأكاديمية ، وتطبيقات مستقلة عما يتعلم الطلاب في قاعات الدرس ، وهم يجعلون من تلك القواعد منطلقات لانتاجهم ونشطاهم ..
الأندية الطلابية : حين تشكل إمتدادات للتحصيل الأكاديمي روابط بين الطلاب في كلياتهم المختلفة وتجمع بينهم على أصعدة الجمعيات الطلابية ، فإن هناك مناشط لا علاقة لها مباشرة بالكليات وفاعلياتها التعليمية ، وهي المناشط التي تتشكل بفعل الهوايات الحرة تماماً والمستقلة تماماً عن الكليات ، وفاعلياتها التعليمية ، والتي يشترك فيها طلاب جميع الكليات مهما يكن تخصصهم ومدى تحصيلهم ، وهذه هي المواهب المحددة لهوايات حرة .. والجامعة تلتفت إلى هذه الهوايات وتشكل لها الأندية بموجب اللوائح والضوابط ، وتزود الطلاب في الأندية بالإمكانات المكانية والموازنات المناسبة والإحتياجات الضرورية وتيسر لهم وسائل هذه الهوايات ، ومن أبرز الأندية في الجامعة:-
نادي الإعلام ، نادي المسرح ، نادي التصوير ، نادي الموسيقى ، نادي أصدقاء البيئة ، نادي الشطرنج ، نادي الفنون ، وعضويتها مفتوحة لكل طلاب الجامعة ، وحرية الممارسة قائمة في إطار نظام وتعاليم الجامعة.

وزيادة في تكريس أهمية الأنشطة اللامنهجية ، فإن الجامعة تستقطب عدداً من الأساتذة في الأنشطة ليكونوا بمثابة الموجهين والمنسقين في بلورة هذه الأنشطة وتنميتها وتوجيهها الوجهة المثمرة حتى لا تتبعثر ، بل لتكون أنشطة تراكمية.

وهناك أخصائيون للفنون التشكيلية وأخصائيون لفنون المسرح ولفن الموسيقى ، ولفن التصوير ولنشاط الإعلام وهناك موجهون لبقية الجمعيات والأندية من أساتذة الجامعة ، وذلك لضمان الإستمرارية الجيدة في العمل اللامنهجي في الجامعة.

وتقام معارض سنوية ومشاركات موسمية لكل الفاعليات النشاطية والجامعية، وهناك تعاون بناء بين الجامعة والفاعليات المماثلة في المجتمع.

وتحظى الأنشطة الرياضية الجامعية باهتمام كبير ، وهناك نية لتحويل هذه الأنشطة إلى إدارة مستقلة لأهميتها ولاتساع المشاركين فيها ، وللجامعة فرق مختلفة في كثير من الألعاب الفردية والجماعية ، ومن الجامعة خرج لاعبون بارزون حققوا بطولات إقليمية ودولية لافتة ، ومنهم على سبيل المثال الطالبة رقية الغسرة البطلة الإقليمية والدولية في سباق الجري.

ولتحقيق العمل التطوعي والنظامي والترابط مع المجتمع فإن هناك فرقة للجوالة والجوالات ستنهض بمهام إنسانية واجتماعية كبيرة وواسعة. ويضيق المجال عن الحديث من كل هذه الجوانب ولكن لا بد من الإشارة إلى أن مجلس الطلبة المنتخب على مستوى الجامعة ينهض بأنشطة لامنهجية كثيرة يعدلها وينظمها وينفذها في المناسبات المختلفة.

ويمكن تصنيف الأنشطة اللامنهجية في المدرسة كالتالي :-
- النشاط الرياضي.
- النشاط الثقافي.
- النشاط الإجتماعي والرحلات.
- نشاط الجوالة والجوالات.
- النشاط الفني.
- الأنشطة العلمية.

المصدر : www.arab-acrao.org/motamarat/25/6-1.doc

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

Create an account or log in to leave a reply

You need to be a member in order to leave a reply.

Create an account

Join our community by creating a new account. It's easy!


Create a new account

Log in

Already have an account? No problem, log in here.


Log in

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى