التربية بالعادة

من الامور المقررة في شريعة الاسلام ان الولد مفطور منذ خلقته على التوحيد الخالص والدين القيم والايمان بالله
مصداقا لقوله تعالى (فطرة الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله )
ومصداقا لقوله -عليه السلام-فيما رواه البخاري:
(كل مولود يولد على الفطرة ***)
ون هنا ياتي دور التعويد و التلقين والتاديب في نشاة الولد وترعرعه على المكارم الخلقية والفضائل النفسية
ومما لا يختلف فيه اثنان ان الولد اذا تيسر له عاملان:
عامل التربية الاسلا مية الفاضلة و عامل البيئة الصالحة  فان الولد -لاشك-ينشا على الايمان الحق ويتخلق باخلاق الاسلام ويصل الى قمة الفضائل النفسية والمكارم الذاتية
اما عامل التربية الاسلامية الفاضلة فالرسول -صلى الله عليه وسلم-اكده في اكثر من حديث:
(لان يؤدب الرجل ولده خير من ان يتصدق بصاع) رواه الترمذي
(ادبوا اولادكم على ثلاث خصال:حب نبيكم و حب ال بيته و تلاوة القران ) رواه الطبراني
واما عامل البيئة الصالحة فالرسول -صلى الله عليه وسلم-فقد وجه اليه في اكثر من مناسبة :
(كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه ) رواه البخاري
نفهم من هذا الحديث ان الولد اذا توفر له ابوان مسلمان صالحان لقناه مبادىءالايمان والاسلام وهذا معناه عامل البيئة المنزلية
(المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل) رواه الترمذي
ونفهم من هذا الحديث ان الصديق للصديق ان كان صالحا تقيا يكتسب منه صفة الصلاح و التقوى وهذا عامل البيئة الاجتماعية سواء كانت مدرسية ام محلية
ومن وصية ابن سيناء في تربية الولد ( ان يكون مع الصبي صبية حسنة ادابهم  مرضية عاداتهم لان الصبي معالصبي التقن وهو عنه اخذ وبه انس)
                       *************************
ومن الخطا الفادح ان يتوهم البعض ان الناس يولدون اخيارا او اشرارا كما يولد الحمل (الخروف) وديعا والنمر مفترسا  وانه لايمكن تغيير الشر الكامن في الانسان  كما انه لايمكن تغيير الخير المتاصل فيه **
وعلى المربي ان يميز في اصلاح الفرد وتقويم اعوجاجه بين عمرين و ان يفرق في تعويده وتاديبه بين سنين:
فمنهج الاسلام وطريقته في اصلاح الكبار-هم سن مابعد البلوغ-يعتمد على ثلاثة امور اساسية :
-الربط بالعقيدة -تعرية الشر-تغيير البيئة
اما منهج الاسلام في اصلاح الصغار فيعتمد على شيئين اساسيين:
-التلقين
-العويد
ونقصد بالتلقيين الجانبالنظري في الاصلاح والتربية
ونقصد بالتعويد الجانب العملي في التكوين والاعداد
والجانب العملي الاساس كان يجمع المربي اولاده ويقرا عليهم مغازي رسول الله(صلى الله عليه وسلم) وسيرة ال بيته وعظماء التاريخ ويعلمهم تلاوة القران
حتى يتاسى الاولاد يسير الاولين بطولة وجهادا***
وحتى يرتبطوا بالتاريخ الاسلامي شعورا ووجدانا***
وحت يرتبطوا بالقران الكريم دستورا و منهاجا***
ومن الامور الهامة في تاديب الولد على خصال الخير هو اتباع اسلوب التشجيع بالكلمة الطيبة وبمنح الهدايا احيانا وانتهاج اسلوب الترغيب تارة والترهيب تارة اخرى وقد يلجا المربي في احيان نادرة الى العقوبة الزاجرة اذا راى فيها مصلحة الولد في تقويم الاعوجاج
                  والله اعلم *رمضان كريم*