التأخر الدراسي و مظاهره

**abdelouaheb** · **abdelouaheb** الإثنين مايو 27, 2013 2:07 pm

التأخر
الدّراسي

يعـتبر التأخـر الدراسي مشـكلة تـربـوية يعاني
منها التلاميـذ ويتحمـلها المدرسون و الآباء و تشغـل المؤطرين و القائـمـين على
التـربية و التعلـيم في أي بلد من العالم ، خاصة إذا عرفـنا أن 20% من التـلاميذ
متأخرين دراسيا و قد تزيد هذه النسبة أو تنقص من وسط إلى آخر .

1ـ مفهوم التأخر الدراسي :

تعددت مفاهيم التأخر الدراسي لكن يمكن حصرها في قلة التحصيل للتلميذ مقارنة
بزملائه الذين هم في مثل سنه و بيئته أو يكون تحصيله دون المسـتوى العادي العام،
ويُعـرف إجـرائيا بضـعف العلامات التي يتحـصل عليها التلـميذ في التقويمات
المستمرة و الاختبارات الشهرية و الفصلية.

2ـ أسباب التأخر الدراسي:

ينتج التأخر الدراسي عن عوامل متعــددة و متـداخـلة لأسباب عقلية أو جسمية
أو اجتماعية أو نفسية و انفعالية ، فقد تجتـمع هذه العـوامل عند بعض الأطـفال أو
بعضها أو إحداها فتـؤدي إلى تـَـدَنّي مسـتوى التحصيل عـند الطـفل إلى دون المسـتوى
العادي ، وأهـمها العوامل العـقلية كنـقص الذكاء و ضـعـف الذاكرة و انخـفاض مسـتوى
التـفكير القائـم على الاستـنـتاج و الفـشل في الانتـقال المنـظم من فـكرة إلى أخـرى
، و ظل الاعـتـقاد أن هذا العامل هو المسـؤول عن التأخـر الـدراسي إلى حيـن اكتشاف
عوامل الخـلقية الأسـرية وسـمات الشـخصية و المـيول و الاتجاهات ، و ازدهــرت الـدراسات
باحــثة عـن المتـغـيرات المرتبـطة بالتأخـر و منها الخـصائـص الجـسـمـية كـتأخـر
النــمو و ضـعـف البــنـية الجـسـمية و الضــعف الصحي العام الناتـج عن سـوء التـغذية
، و اخـتلالات الحـواس كالسـمع و البـصر و اضـطرابات الكـلام ناهيـك عـن الأسـباب
النـفــسية و الانفـعالية و أثـرها العـمـيق في تأخـر التلـميذ دراسيا كالقـلق و
التوتـر وشـدة الخجل و الانكماش و الإحـباط و عـدم الثـقة بالنـفس و ضـعف الدافـعية للـتعلم و كراهية المدرس أو
المدرسة. و حتى الحـياة الاجتماعـية للطـفل يمكن أن تكون سـببا في تأخر تحصيـله
الدراسي سـوى ما تعـلق منها بالمدرسة أو البيت أو البيئة التي يعيش فيها ، فعدم
تكفل المعلم بالتلاميذ تكفلا حقيقيا و طريـقة التـدريس و المناهـج التي لا تـراعي
الفـروق الفـردية للتلاميـذ و عــدم استقرار المعلمين تنعـكس على تحصـيل التلاميذ وترفـع
نسبة المتأخـرين دراسيا في الصف، وكذا الجو الأسري المشحـون بالخلافات و واستبداد
الآباء و التفـريق بين الأبناء في المعاملة والعقاب المستمر يسـبب للطـفـل
اضطرابات تـؤثر على حياته الـدراسية، كذا المســتوى الاقتـصادي و الـثقافي للأسـرة
له ما له من أثــر في التأخــر الـدراسي، فالتـلميـذ الذي لا يتـوفـر له ما يتـوفر
لغــيره من أدوات مدرسيـة و ملـبـس و غـذاء مناسـب يكسبه طاقة وحـيـوية يتـقهـقـر
شيئا فشيئا حتى يُحـسب من المـتأخـرين دراسـيا ، كما أن الطـفل الذي يعـيـش في وســط
لا يهتـم بالتـعليـم و لا يوفـر الظــروف المناسـبة للـتـعلم و المذاكـرة لا تـواصل
فـيه مع المـدرسة يكون التأخـر هـو السائد على المتعلمين .

3ـ خصائص المتأخرين دراسيا

أ ـ الخصائص
الجسمية .

لقد توصل العديد من العلماء في دراستهم إلى أن بعض المتأخرين دراسيا تظهر
عليهم اختلالات في النمو ، أو تعطيل بعض الحواس كالضعف في السمع و البصر و النطق .

ب ـ الخصائص العقلية.

دلـت التـجارب العلمية المهتـمة بالخصائص العقـلية
لهذه الفـئة من المتعلمـين أنه توجـد خصائـص عقـلية تمـيـزهم عن العاديـين يمـكـن
حصــرها في ضـعـف القــدرة على التـفـكـير الاستـنـتاجي،و ضعف القدرة على حل
المشكلات التي تحتاج إلى المكونات و المعاني العقلية العامة، وضعف الذاكرة إذ أنهم
لا يستطيعون تذكر ما يعطى لهم في مـدة زمـنية قصيرة ، و من سماتهم ضعـف القدرة على
الحفـظ و الفـهم العمـيق الأمر الذي يـؤدي إلى عدم استـفادتهم من الخبرات التي
تعلموها .

ج ـ الخصائص الانفعالية.

تظهر على هذه الفئة خصائص انفعالية شخصية أقل من العاديين إلى حد ما فيما
يخص حب الاستطلاع و الابتكار و القيادة ، و تظهرعلى هذه الفئة خصائص أخرى مثل الأنانـية
و الاعـتـماد على الغير والشعور بالنقص أو ينتابهم الانطواء و اليأس .

د ـ الخصائص الاجتماعية .

أما في
ما يخـص الخصائص الاجتماعية فهي تـتـلخص في الميل إلى العـدوان و الانـطـواء بصـفة
بارزة، إلى جانب هذا تقـل اتصالات المتأخرين بالآخـرين وذلك في عـدم الرغـبة في
الصـداقات ، وقد تشجع هذه الصفات في هؤلاء على الانحراف بعد المدرسة بالنسـبة لأولـئك
الـذين يتمـيزون بالعدوان ، أما الفـئة الثانـية التي لها رغـبة في الانطـواء فـقد
تنتهي بالإصابة بعقد نفسية .

4 ـ بعض الحالات المختلفة للأطفال المتأخرين دراسيا .

أ ـ الطفل الخامل .

يطلق على هذا الطفل في سيكولوجية الشكل
أنه من النمط المنبسط ، يـبدو شكل وجهه خال من التجاويف ، ممـتلئ من الناحية
الصحية ، يستجيب للأشخاص و للأحـداث بتفاهة ، و لا يُظهر أي توتـر نفـسي ، يتـجه
إلى السمنة ، تـزيد قامـته بسرعة مع بعض التـرهل ، يحافـظ على نفسه محافظة شديدة
إلى درجة المبالغة ، قليل التفاعل مع الآخرين ، و إن كان يميل إلى الـوداعة معهم .
بعض أفراد هذا الصـنف يقومون بالعمل الذي يُفـرض عليهم في طاعـة ، و لكن دون حماس ،
و لا يوجد لديهم ميل حقيقي للبحث أو القراءة ، يثير اهتمامه كل ما هو سهل .

ب ـ الطفل بطيء التعلم .

يـرى ( فيدرستون ) أن الأطـفال الـذين تبـلغ نـسبة ذكائهم أقـل من 91 درجة و
أكـثر من 74 درجة يكونون ضـمن المجموعة التي تمثل بطئ التعلم . و الذين تتدنى نسبة
ذكائهم عن 74 درجة يشار إليهم عادة أنهم متخلفون عقليا .

و من أبرز صفات الطفل بطئ التعلم :

1 ـ أنه من الناحـية الجسـمية متخلف عن المـتوسط
العام لمن هم في مثل عمـره الزمـني ، و غالبا ما يكون أقـل طـولا و أكثر وزنا ، أو يعاني من بعض الأمراض الفزيولوجية أو الغددية .

2 ـ إنه ضعيف التركيز و كثير الشرود .

3 ـ علاقاته مع رفاقه و إخوته مضطربة و غير
مستقرة .

4 ـ يعاني من الشعور بالخيبة و الإحباط ، و
يميل إلى العزلة ، إذا ما كان الاجتماع يتطلب منه بذل الجهد الفكري . و من أجل ذلك
يراعي في تعليم الأطفال البطيء التعلم أمورا عدة و منها .

أ ـ يجـب أن يشـتركوا في نــشاطات المـدرسة كلها كالرحلات ، و المباريات الرياضـية
، و الحـفلات ، و مـن الخـطأ استثناء هذه الفئة ، كذا أن فصل التلاميذ
بطيئي التـعلم في أقسام مكـيفة تعرضـت إلى كثـير من النـقد و لـذلك يجب ألاّ يلجأ
إليـها إلاّ في حال تعـذر مواجـهة هـؤلاء التلاميذ في الأقسام العادية .

ب ـ أما مسألة الصـحة النـفسية ، فهي مسألة هامة و جـديرة بالبحث عند الطـفل البـطيء
التـعلم لـذا يجـب أن تـولي المـدرسة الصـحة النـفسية للـطفـل العـناية الكافـية،
وأن توفـر له الأجـواء المـناسبة خـلال تنـمية قـدراته و أن تـزوده بمعلومات عن
العلاقات الاجـتماعية قبل أن يتـرك المدرسة و يتم ذلك من خـلال المناقـشات التي يجـب
أن تحـصل بيـنه و بين المدرسين والمشرفين التربويين، و على المدرسة أن تزوده بالحد
الأدنى مما يلزمه لتحقيق عيشه الحـر الكريـم وسـط أفـراد مجتمـعه ، و أن يفـهم
الأمـور المالـية و الاقتـصادية الضـرورية لتسـيير حياته اليـومية ، و هذا ما يعـرف
بالكـفاءة الاجـتماعية. فإن حاجة هــؤلاء إلى المـدرسة أكـبر من حاجـة غـيرهم مـن
التلاميذ.

و من خلال ما تقدم نعرف أن التأخر الدراسي مشكلة تواجه الأسرة كما تواجه
المدرسة ، وقد حاول القائمون على التربية وضع بعض الحلول لهذه المشكلة بخلق حصص
للمعالجة و الاستدراك ، وفتح أقسام للتعليم المكيف ، و إلغاء الرسـوب في السـنة
الأولى ابتـدائي اعتـقادا منهم أنّ الرسـوب في هـذه المـرحلة يؤثـر في شخـصية
التلميذ تأثيرا غير مرغـوب فيه ، أما بالنسـبة للأسـرة فقـد تحـول البيـت إلى
مدرسة سـوى من خـلال مـساعـدة الوالـدين للطفل في آداء واجباته المدرسية ، أو
استقدام مدرسين خصوصيين ، لكن يجب أن لا نتجاهل الفـطرة و الفـروق الفـردية بين
البـشر، و مشكلة التأخر الدراسي مازالت قيد الدراسة .

التأخر الدراسي و مظاهره

التأخر الدراسي و مظاهره

Create an account or log in to leave a reply

Create an account

Log in