ابتســـــــــــم

يقول الشاعر إيليا أبو ماضي:
قال: السماء كئيبة وتهجمـــا قلت: ابتسم يكفي التهجم في السما
قال: الصبا ولّى،فقلت له ابتسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما
قال: التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جهنما
خانت عهودي بعدما ملّكتها قلبي، فكيف أطيق أن أتبسما
قلت: ابتسم واطرب فلو قارنتها قضّيت عمرك كلّه متألّما
الضحك المعتدل بلسم للهموم ومرهم للأحزان، وله قوّة عجيبة في فرح الروح وجذل القلب. حتّى قال أبو الدرداء-رضي الله عنه-: إنّي لأضحك حتّى يكون إجماما لقلبي. وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضحك احيانا حتى تبدو نواجذه، وهذا ضحك العقلاء البصراء بداء النفس ودوائها.
والضحك ذروة الإنشراح وقمة الراحة ونهاية الإنبساط. ولكنه ضحك بلا إسراف:"لا تكثر الضحك،فإنّ كثرة الضحك تميت القلب". ولكنه التوسط. وهو من نعيم أهل الجنة قال تعال:" فاليوم الذيم آمنوا من الكفار يضحكون".وكانت العرب تمدح الضحك وتعتبره دليلا على سعة النفس وجودة الكف، وسخاء الطبع وكرم الأخلاق والسجايا.
ويقول أحمد أمين في كتابه "فيض الخاطر": ليس المبتسمون للحياة أسعد حالا لأنفسهم فقط، بل هم كذلك أقدر على العمل، وأكثر إحتمالا للمسؤولية، وأصلح لمواجهة الشدائد ومعالجة الصعاب، والإتيان بعظائم الأمور التي تنفعهم وتنفع الناس"
والنفس الباسمة ترى الصعاب فيلذها التغلب عليها، والنفس العابسة لا ترى صعابا فتخلفها، وإذا رأتها أكبرتها واستسغرت همتها وتعللت بلو وإذا وإن.
فما احوجنا إلى البسمة وطلاقة الوجه واشراح الصدر واريحية الخلق ولطف الروح ولين الجانب