المربي المتميز
نحمد الله لكم ونرحب بكم في منتديات المربي المتميز ، منتديات التربية و التعليم بشار/الجزائر
تحيات صاحب المنتدى: الزبير بلمامون
يرجى التكرم بالدخول إن كنت واحدا من أعضائنا
أو التسجيل إن لم تكونوا كذلك وترغبون في الانضمام إلي أسرة منتدانا

شكرا ، لكم ، إدارة المنتدى
المربي المتميز
نحمد الله لكم ونرحب بكم في منتديات المربي المتميز ، منتديات التربية و التعليم بشار/الجزائر
تحيات صاحب المنتدى: الزبير بلمامون
يرجى التكرم بالدخول إن كنت واحدا من أعضائنا
أو التسجيل إن لم تكونوا كذلك وترغبون في الانضمام إلي أسرة منتدانا

شكرا ، لكم ، إدارة المنتدى
المواضيع الأخيرة
» أدب الأطفال الجيّد (نثرًا وشعرًا)
من طرف د. محمود أبو فنه الثلاثاء أكتوبر 12, 2021 1:12 pm

» معلّمي، كم أنا مدينٌ لكَ!
من طرف فارس جواد الثلاثاء أكتوبر 12, 2021 9:27 am

» التوزيع السنوي ، الشهري و الأسبوعي لجميع المستويات
من طرف brka1 السبت سبتمبر 18, 2021 11:57 am

» عرض تبسيطي لبيداغوجيا المقاربة بالكفاءات فريد بودميغة
من طرف فارس جواد الخميس يوليو 08, 2021 11:16 am

» ماهي السعادة ؟
من طرف abdelouahed الأحد مايو 23, 2021 11:11 am

» مع دخول الإمتحانات.
من طرف abdelouahed الأحد مايو 23, 2021 9:44 am

» 27 نصيحة حول العروض التقديمية للطلاب والمدرسين
من طرف gourarilarbi الإثنين يناير 27, 2020 11:18 pm

» دراسة نص مع التصحيح س 5 ( جديد)
من طرف brmd السبت ديسمبر 07, 2019 8:00 am

» التقويم والمراقبة المستمرة في الظاهر الصرفية و النحوية و الإملائية سنة ثالثة
من طرف mahmoudb69 الجمعة نوفمبر 29, 2019 6:03 pm

» من أقوال الامام علي (كرم الله وجهه)
من طرف mahmoudb69 الجمعة نوفمبر 29, 2019 6:01 pm

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
بلمامون - 8780
تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_c10تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_m10تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_c10 
محمود العمري - 4586
تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_c10تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_m10تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_c10 
abdelouahed - 2056
تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_c10تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_m10تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_c10 
ilyes70 - 1477
تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_c10تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_m10تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_c10 
hamou666 - 902
تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_c10تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_m10تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_c10 
متميز - 831
تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_c10تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_m10تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_c10 
fayzi - 522
تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_c10تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_m10تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_c10 
زكراوي بشير - 449
تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_c10تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_m10تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_c10 
assem - 428
تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_c10تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_m10تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_c10 
inas - 399
تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_c10تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_m10تكريم العالم الجزائري محمد زيان Poll_c10 


تكريم العالم الجزائري محمد زيان

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

بلمامون
بلمامون
صاحب الموقع
صاحب الموقع
الجزائر
ذكر
عدد المساهمات : 8780
تاريخ التسجيل : 02/01/2010
http://belmamoune.ahlamontada.net

مُساهمةبلمامون الخميس نوفمبر 29, 2012 5:58 am

الشروق أون لاين 2012/11/29
الهادي الحسيني
تكريم العالم الجزائري محمد زيان Al_hassani_113942239
أهطع يوم السبت الماضي عشرات من العلماء والأساتذة - ذكرانا وإناثا - إلى فندق "الميركير" بالدار البيضاء، مجيبين دعوة معهد ليس كأحد من المعاهد، لتكريم عالم ليس كأحد من العلماء
بوسام ليس كأحد من الأوسمة.

فأما العلماء فهم بعض خيرة الجزائريين الذين اختلفت تخصصاتهم، وتنوعت اهتماماتهم، ولكنهم اتفقوا على خدمة العلم ونشره محصّنا بالخلق الحسن، شعارهم في ذلك قول الشاعر:
لا تحسبنّ العلم ينفع وحده ما لم يتوّج ربّه بخلاق
وأما المعهد فهو "معهد المناهج" الذي يبرّهن على أن القائمين عليه آتاهم ربهم رشدا لما علم فيهم من علم وعمل، فهو وإن لم يمض على إنشائه إلا بعض سنوات إلا أنه تفوق - بجدية القائمين عليه نشاطهم - على غيره من المعاهد والجامعات، التي تملك الأموال الطائلة، والإمكانات الهائلة، ولكن همم المسؤولين عنها فاشلة.. و"ما راءِِ كمن سمع".
وأما العالم المكرّم فهو محمّد بولنوار زيان، الذي انعكست معاني اسمه على شخصيته، فهو محمد، أي محمود الذكر، ولا يحمد إلا من امتاز في ميدان من الميادين، والميدان الذي امتاز فيه محمد هو العلم الذي بلغ فيه في تخصصه أعلى المراتب وأسمى الأماكن.. والعلم نور، ومن طبيعة النور أن يضيء ما حوله فكان بولنوار، هذه الأنوار التي زانت صاحبها فهو زيّان، إذ من مبادئه التي ينصح بها "تعلم واعمل لتسعد نفسك ومن حولك".
وأما الوسام فهو "وسام العالم الجزائري" الذي أنشأه "معهد المناهج"، شعورا من القائمين عليه بقيمة العلم، وتقديرا منهم لعلماء الجزائر الذين لم تقدرهم دولتهم. وأقرب مثال على إهمال المسؤولين للعلماء ما وقع في التاسع من هذا الشهر، حيث توفى الله - عز وجل - الدكتور محمد ابن عبد الكريم فما دلّ الجزائريين على موته إلا خبر قصير نشر في بعض الجرائد، ومن قبله توفيت مطربة، فكادت الحياة تتوقف في الجزائر، وأرسلت طائرة خاصة لنقل جثمانها، وقبرت في مهرجان.. وجندت وسائل الإعلام الثقيلة للحديث عنها، والتنويه بـ"مآثرها". والطيور على أشكالها تقع.
لقد منح هذا الوسام الصغير - في عمره ومبناه، الكبير في بعده ومعناه في طبعته الأولى للدكتور أبي القاسم سعد الله، وفي طبعته الثانية للدكتورين محمد ناصر وجمال ميموني، وفي طبعته الثالثة للدكتور عبد الرزاق ڤسوم والأستاذ محمد الهادي الحسني، وفي طبعته الرابعة للدكتور سعيد بويزري، وأحرز عليه في هذه الطبعة الخامسة الدكتور محمد بولنوار زيان، الذي قدر الله -عز وجل- أن يكون إحدى آياته يدمغ بها باطل أحد المبطلين الفرنسيين وهو بيير مورلان، الذي أتبعه شيطان الجن، وسخّره لأقبح المهمات شياطين الإنس من الفرنسيين..
لقد خان هذا الـ "بيير" شرف العلم وأمانته، وانسلخ من الضمير العلمي وباعه بثمن بخس، وذبح المنهج العلمي على مذبح الهوى المذموم والتعصب العرقي المقيت، إذ زعم - لجهله المركّب، وسو خلقه، وتبريرا لجريمة قومه الفرنسيين الذين منعوا الجزائريين من أداء واجبهم في طلب العلم - أن الجزائريين "غير قابلين للتربية"، كبرت كلمة تخرج من فم ابن أمه هذا.. الذي
جهل - أو خان - قول أحد كبار علماء قومه، وهو روني ديكارت، الذي ينسب له قول معناه "إن أعدل قسمة قسمها الله بين البشر هي العقل"، الذي هو مناط التكليف.
إن مقولة هذا السفيه تصور الله - سبحانه وتعالى - ظالما، وما هو بظلام للعبيد، وقد حرّم الظلم على نفسه، ويجعل فعله منكرا، وإنه - تعالى - لا يأمر بالمنكر ولا يأتيه...
إن هذا العالم الجزائري الذي سفه ذلك الـ"بيير" وقومه من نوابغ علم الرياضيات، الذي هم من أكثر العلوم صعوبة. وقد ولد في بلدة طيبة من وطننا، وهي بلدة عين التوتة بمنطقة الأوراس في عام 1966، وتحصل بجده وجتهاده على أعلى الشهادات، وتخرج في أرقى المعاهد والكليات، وهو يعلم في أشهر الجامعات، وينقل علمه إلى غيره من العلماء عبر الملتقيات، والمتخصص من المجلات..
لقد لمس الحاضرون في حفل تكريم هذا العالم الجزائري، الذي يجسد شموخ الأوراس وصلابته، لمسوا أربعة أمور تزيده تقديرا وتكريما هي:
❊) تديّنه، فهو ملتزم بدينه، حريص على إسلامه الذي هو دين العلم والعقل، مما يؤيد مقولة العالم الفرنسي كلود تراسمتان وهي: »لقد أصبح الكفر مستحيلا«، فإن قال مجادل بالباطل ليدحض به الحق: فما بالنا لم نسمع عن إسلام هذا العالم الفرنسي؟ قلنا: لعله ممن يكتم إيمانه، فإن كان مات (في منتصف التسعينيات من القرن الماضي) على الكفر، قلنا: فهو - إذن- ممن ينطبق عليهم قوله تعالى: "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوّا"، وقد ذكرني تكريم هذا العالم الرياضي بمقولة للإمام إبراهيم بيوض تدل على عمق فهمه للإسلام، وحسن فقهه لمقاصد القرآن، وهي: "إن الحساب من علوم القرآن"، وقد سمعت هذه المقولة في خطبة جمعة بمسجد مدينة الڤرارة.
) حبه لوطنه الجزائر، فهو لم يتنكر لفضلها عليه، ويفخر بالانتساب إليها، ويرفع ذكرها، وينشر في الآفاق إسمها، ولا يلطخه كما يفعل سفهاؤنا من زوار مزابل الغرب، حيث يذهبون عقولهم بالخمر، ويبذرون أموالهم في الفسق والميسر، ويأتون الفواحش ما ظهر منها وما بطن.. وهو لا يرجو من وطنه إلا -كما قال-: "أن أحصل على قاعة في ركن جامعة أدرس فيها أبناء وطني".
❊) برّه بوالديه، وإشادته بفضلهما، خاصة أمه الحقيقة بالإشادة، لأنها "مجاهدة" أنجبت للجزائر عشرا من الكريمات، وخمسا من الكرام، مما يذكر بقول محمد العيد آل خليفة:
إن الجزائر لم تزل في نسلها أُما ولدوا خصبة الأرحام
ولو اطلع أحدنا على جواز هذه المرأة الأصيلة - إن كان لها جواز سفر - لوجد مكتوبا فيه بأنها عاطلة، أو بطالة، أو ماكثة بالبيت استقلالا لدورها، واستعظاما للراقصات، وللكاسيات العاريات.. ومن على رؤوسهن كأسنمة البخت..
) تواضعه، فمن رأى هذا العالم أو سمعه ظنه إنسانا عاديا، وما ذلك إلا لتخلقه بخلق التواضع، فهو يتحدث بهدوء، ولا يمشي في الأرض مرحا، وغير مصاب بداعي العجب والغرور اللذين يقصمان الظهور، وإذا من حق عالمنا أن يردد مع الحكيم أبي العلاء المعري:
وإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل
فما منعه من ذلك إلا أصله النبيل، وخلقه الأصيل. فهنيئا لعالمنا بوسامه، ونرجو له مزيدا من التألق والتفوق، وشكرا لمعهد المناهج التميز بالمنهجية في العلم، والانضباط والجدية في العلم، ونبارك ما صرح به مديره الدكتور محمد بن موسى بابا عمي من العزم على إنشاء "مؤسسة" تتفرغ لهذا "الوسام"... و"لمثل هذا فليعمل العاملون"، "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون".

avatar
slimane
عضو مشارك
عضو مشارك
الجزائر
عدد المساهمات : 35
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

مُساهمةslimane الجمعة ديسمبر 07, 2012 8:24 pm


من فتاوى الشيخ أحمد حماني رحمه الله تعالى في ما يفعله الصوفية من شركيات وبدع
كنّا نزور المشايخ بنّية خالصة ونتبرك بآثار الصالحين ونتمسّح بقبورهم ونتوسّل بهم ونقيم الزردات والوعدات كلّما اشتدّت بنا المحن فنظفر بالمنن وتفرج علينا، حتّى جاء البادسيّون وقطعوا علينا هذه الاحتفالات البهيجة وغابت علينا وغضب علينا ديوان الصالحين.

أفليس من الخير أن نعود إلى الزردة والوعدة ونحيي ما اندثر، فإنّ ذلك عادات الآباء والأجداد، زيادة على الرجاء في تبديل الأحوال، وانصراف الأهوال وإرضاء الرجال وعسى أن تنفرج عنّا المحن وتكثر المنن.

هذا ما يقوله بعض الناس ويودّ أن تُسَبِّح الأمّة فتذهب الغمّة وما علينا في الزردة والوعدة وقضاء زمن كثير في الأفراح والأيّام والليالي الملاح والقَصْبَة والبَنْدِير، والتهويل والشخير والنحير، وما رأيكم دام فضلكم ؟

الجواب :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هداه. أوّلا :

سؤال محيّر لا ندري أصاحبه جادّ به أم هازل ؟

فإن كان جادّا أجبناه بعلمنا ولا عتب علينا وإن كان هازلا بنا فإنّا نعوذ بالله أن نكون من الهازلين.

فقول السائل : "كنا نزور المشايخ بنية صالحة" الصواب كنّا نزورهم بغفلة فاضحة، أعيننا مغفلة وعقولنا معطّلة. فالشيوخ كانوا عاطلين عن كلّ ما يؤهّلهم للزيارة ! فلا علم ولا زهد ولا صلاح ولكن نسب مرتاب في صحّته فكنّا – كما قيل – نعبدهم ونرزقهم.

والزيارة الشرعية تكون للشيخ إذا كان من ذوي العلم والفهم والصلاح فيكتسب منه الزائر العلم والدين والصلاح ويأخذ منه المنقول والمعقول ويرجع بفوائده جمّة، كما كان عالم المدينة بها وأبو حنيفة في العراق، هذه الزيارة هي المأذون فيها وكانت تضرب إليه آباط الإبل، فأمّا إذا كان الشيخ كالصنم فماذا يستفيد منه الزائر ؟
أعلما أم زهدا أم صلاحا أم نصيحة وعقلا ؟
إنّ المشايخ كانوا خلوا من كلّ ذلك، وفاقد الشييء لا يعطيه. والذين كان يمكن الاستفادة من علمهم لم يَرِدُوا في سؤالكم ولا يمكن أن يخطروا ببالكم مثل ابن باديس والتبسي رحمهما الله، فقد كان يزورهم الطلاب ويرجعون من عندهم بعلم وفير ونصائح جمّة أفادت الوطن والأمّة. وإنّما حكمت بأنّك لا تريد هذا الصنف المقيّد من العلماء لأنّك ذكرت مع زيارتهم، البركة والتمسّح بالقبور والزردة والوعدة ونسيت الهردة والوخدة والفجور والخمور، فقد أنقذوا الأمة من هذه الشرور وخلّصوها من قبضة مشايخ الطرق، فكان ذلك مقدمة لتحريرها ورفع رايتها، ولم يكن لغالب مشايخ الطرق إلا قضية النسب الشريف وهو مظنون، وإن صحّ ففي الحديث : "من بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه" (رواه مسلم)، وأمّ الشرفاء قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا فاطمة لا أغني عنك من الله شيئا" (رواه البخاري ومسلم) فإذا أردت أخذ البركة من المشايخ فاقصدهم للعلم والفضل والصلاح والزهد واقتد بهم واعمل عملهم تنتفع وتحصل لك أنواع من البركة الحقيقية لا المتخيّلة.
ثانيا : وأمّا قولك "نتمسّح بقبورهم" فإنّ مثل هذا التمسّح نوع من الشرك ولا يكون إلاّ للحجر الأسود بالكعبة فقط مع التوحيد الخالص لله وقد قال له عمر يخاطبه : "والله ما أنت إلا حجر لا تنفع ولا تضر ولو لا أنّي رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك" (متفق عليه). فإن كنت مع الحجر الأسود كما قال عمر فلا بأس أن تقبّله، أمّا غيره فلا يجوز لك التمسّح به فإنّ التمسّح به وتقبيله شرك يتنَزّه عنه المؤمن الموحّد. إنّ المؤمن يعلم – كما علم عمر – أنّه حجر والله يقول في مثله من الجماد الذي كان يفتن العباد : "إنْ تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشركِكُمْ وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ" [فاطر: 14]. فالبركة المستفادة من هذا التمسّح هي الرجوع إلى عهد الجاهلية والشرك بالله.
هذا هو التمسّح بالقبور، فإنّها أجداث، فإن قصدت ساكني القبور فإنّ ذلك منك أضلّ ألم تر أنّ صاحب القبر كان حيّا يرزق ثم جاءه الموت، والموت كريه لا يحبّ زيارته أحد من الأحياء، فلم يستطع دفعه عن نفسه واستسلم مكرها ولو استطاع أن يفتدي منه لبذل له الدنيا وما فيها
فمن رجا الخير من ميّت أو دفع الضرّ المتوقّع فلا أضلّ منه، فادع في كلّ ما يصيبك الحيّ الذي لا يموت فإنّه النافع الضّار وحده والله يوصي عباده فيقول : "ومِنْ آيَاتِِهِ اللَّيْلُ والنَّهَارُ والشَّمسُ والقَمَرُ لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ واسْجُدُوا لله الذي خَلَقهُنَّ إنْ كُنتُمْ إيَّاهُ تَعْبُدُون" [فصلت: 37].
ثالثا : فأمّا قولك "كنّا نتوسّل بهم" فإنّ التوسّل الشائع بين الناس وهو الدعاء – الدعاء هو مخ العبادة – شرك محض، فالتوحيد أن تدعو الله الذي خلقك – ولو عظمت ذنوبك – فإنه معك يسمع دعاءك فإن كان لا بدّ من التوسّل فتوسّل بصالح أعمالك كما فعل الثلاثة اصحاب الغار حينما نزلت عليهم الصخرة وسدّته عليهم، فاستجاب لهم من يعلم شدّتهم. هذا هو التوسّل الصحيح وغيره قد يوقع صاحبه في الشرك، فلا تحم حوله.
رابعا : وأمّا قولك "كنّا نقيم الزردات والوعدات كلما اشتدّت بنا المحن" فإنّ هذه الزردات كانت من آثار غفلتنا منافية ليقظتنا وكان علماؤنا رحمهم الله يسمونها (أعراس الشيطان)، لما يقع فيها من سفه وتبذير وعهر وخمر واختلاط وفجور، وإنّما كان يشّد إليها الرحال من تونس حتّى المغرب الغافلون منّا المستهترون بالدين والأخلاق ممن نامت ضمائرهم وكانت من أعظمها زردة (سيدي عابد) بناحيتكم، يأتيها الفسّاق من تونس والمغرب وما بينهما، وسل الشيوخ عن الأحياء ينبئونك، وكانت هذه الزردة كثيرة لأنّ لكلّ قوم لإلههم من أصحاب القبور من حدود تبسة إلى مغنية، كانت القبور تعبد من دون الله ولكلّ قوم من يقدسونه. فـ(سيدي سعيد) في تبسة،و(سيدي راشد) في قسنطينة و(سيدي الخير) بالسطيف و(سيدي بن حملاوي) بالتلاغمة، و(سيدي الزين) بسكيكدة و(سيدي منصور) بولاية تيزي وزو و(سيدي محمد الكبير) في البليدة، و(سيدي بن يوسف) بمليانة و(سيدي الهواري) بوهران و(سيدي عابد) بغليزان و(سيدي بومدين) بتلمسان و(سيدي عبد الرحمن) بالجزائر ويزاحمه (سيدي امحمد) وليعذرني الإخوة ممن لم أذكر آلهة بلدانهم وهم ألوف.
ففعل هؤلاء القوم مع هؤلاء المشايخ يشبه فعل الجاهلية مع هبل واللات والعزّى وخصوصا إقامة الزردة حولها والذبح لها والتمسح بالقبور، أفترانا نحيي آثار الشرك ونحن الموحدون ؟
لقد وقف العلماء وقفة صادقة ضدّ هذه المناكير في الزرد، لا فرق بين علماء الإصلاح وغيرهم ممن كان يناصر جمعية العلماء ومن كان خارجها حتّى قضوا على الزردة وساء ذلك الدوائر الاستعمارية فأرادت أن تحييها وتحافظ عليها، وفي علمي أنّ آخر زردة قسنطينة، أقامها سياسي فشل في سياسته الإدماجية فعادى العلماء واتّهمهم وأقام زردة بثيران المعمون وأخرافهم وأين مدينة قسنطينة عرين أسد الإصلاح لكنّه دفن نفسه ولم تقم له قائمة
فمن يريد أن يسير اليوم بإحياء الزردة والوعدة فبشره بخيبة تصيبه مثل خيبة الأمس فأحذر يا صاحب السؤال. خامسا : ثم إنّ الطعام واللحم المقدّم في الزردة لا يحلّ أكله شرعا لأنّه مما نصّ القرآن على حرمة أكله فإنه سبحانه وتعالى يقول : "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ والدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ" [المائدة: 3]. فاللحم من القسم الرابع أي مما أهل لغير الله، أي ذبح لغير الله بل للمشايخ.
فزردة (سيدي عابد) أقيمت له وهكذا (سيدي أحمد بن عودة) و(سيدي بومدبن)الخ.. أقيمت له الزردة ليرضى وينفع ويدفع الضّر، وتقول إنّ هذه الذبائح قد ذكر اسم الله عليها، فأقول : ولو ذكر اسم الله فإنَّ النّية الأولى وهي تقديمها إلى صاحب المقام، يجعلها لغير الله.
برهان ذلك، فعل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، مع والد الفرزدق وسحيم، فإنّ سحيما علم أنّ غالبا نحر ليطعم الناس فنحر، فسمح به غالب فنحر عشرات، فغالبه سحيم ونحر مثله وكثر المنحور حتىّ عدّ بالمئات، يريدان به الفخر، فلما جاء الأمر إلى علي رضي الله عنه نهى الناس على أكل لحمها واعتبرها مما أهلّ لغير الله، ولا شكّ أنّ ناحريها قد ذكروا عند نحرها اسم الله، لكنّ الناحرين قصدا بذلك التباهي والافتخار، فكانت مما أهل به لغير الله.
فلحم الزردة حرام، وطعامها حرام لأنّه صنع بذلك اللحم والحضور في الزردة حرام، لأنه تكثير لأهل الباطل ولو كان الذي حضر إماما أو رئيس أئمة أو دكتور أو عالما فإنّه عار أن نزرد بأموال الدولة ونحن غارقون في الديون، وقد شاهدنا في تلفزتنا ما يحبّ الأوروبيون أن نكون عليه من اللعب بالثعابين.
فكلّ من أحيا فينا الغفلة التي كنّا فيها بالأمس ليس بناصح لنا بل غاشّ ولن يفلح في مقاصد وسيكون كما قال الله في مثله ممن جعلوا المال للكيد بالمسلمين : "فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ" [الأنفال: 36].
وهذا وعد من الله صادق ولن يخلف وعده.
سادسا : وأمّا قولك "حتى جاء البادسيّون" فالحق أنّ ابن باديس وأصحابه إنّما دقّوا الجرس فاستيقظ الشعب ورأى الخطر المحدق به فانفضّ عنهم ولم يأت ابن باديس بدين جديد ولا بطريق جديد وإنما تلا كتاب الله وحدّث بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسار بسيرة السلف الصالح رضي الله عنه أجمعين وكفى ابن باديس أن أيقظ المسلمين.
سابعا : إذا أردنا أن تزول المحن عنّا فلنجتنبها ونخالف طريقها : نعبد الله وحده ونطيع الله ورسوله ونوحّد الكلمة فيما بيننا ونعتصم بحبل الله المتين ونجتنب الخلاف والنزاع ونؤمن بالله ونستقيم ونعمل الصالحات فلا بدّ من العمل المتواصل لأنّ الله يأمر به "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ والْمُؤْمِنُونَ" [التوبة: 105]، هذه وسائل النجاح وليست إقامة الوعدات والزردات ودعاء غير الله فهذا عمل الخاسرين. فإن طلبنا النجاح وزال المحن بغير هذه الطريقة فنحن في ضلال وخسران كما أقسم على ذلك ربّ الناس.
"وَالعَصْرِ إنْ الإنْسَانَ لفِي خُسْرٍ إلاَّ الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وتَوَاصَوْا بِالحَقِّ وتَواصَوْا بِالصَّبْرِ"
هذا جواب سؤالك، يا أخا زمورة وستعود إلى الموضوع والسلام عليكم وعلى كل من اتّبع الهدى.
أحمد حماني (رحمه الله من جريدة الشعب اليومية: الاثنين 18/11/1991 رقم 9 – رياض الإسلام)



بلمامون
بلمامون
صاحب الموقع
صاحب الموقع
الجزائر
ذكر
عدد المساهمات : 8780
تاريخ التسجيل : 02/01/2010
http://belmamoune.ahlamontada.net

مُساهمةبلمامون السبت ديسمبر 08, 2012 5:52 am

بارك الله فيك أخي سليمان على هذه المساهمة القيمة و رحم الله شيخنا الفاضل
للسف إلى حد اليوم لا تزال هناك بدعسات و شركيات و قبوريات في كثير من مدن و قرى وطننا
لا تويل إلا بثلاث
1. بأسماء الله الحسنى و صفاته العلى
2. رجل صالح يدعو لك.
3. عمل صالح قمت به
.

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

Create an account or log in to leave a reply

You need to be a member in order to leave a reply.

Create an account

Join our community by creating a new account. It's easy!


Create a new account

Log in

Already have an account? No problem, log in here.


Log in

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى