العولمة ، مفاهيم أساسية

ثورة المعلومات ، أشرف أدريس
مقدمة .. مفاهيم أساسية
في بدء تناولنا لهذا الموضوه الهام ..
ثورة المعلومات والعولمة الاقتصادية ودور مصر تجاه هذه الثورة لابد أن نعرج بالايضاح لبعض المفاهيم الأساسية .
مثل المعلومات ، والبيانات ،والمعرفة والفرق بينها ..
" كل ما يعرفه الانسان عن قضيته , من حادث "
هذا ما قدمه ( المنجد ) لتعريف لفظ ( معلومات )
كما يقدم ( لاروس ) في المعجم العربى الحديث للتعريف على التالى :-
" الاخبار والتحقيقات , او كل ما يؤدى الى كشف الحقائق وايضاح الامور" .
ويمكن القول ان المعلومات هى الحقائق عن اى موضوع , وان المعلومات هى الافكار والحقائق عن الناس والاماكن والاشياء كما يجب التفرقة بين ثلاثة مفاهيم متشابهة تبدو لو انها لمعنى واحد هذه المفاهيم وهى : - ( المعلومات information ) و ( البيانات data ) و( المعرفة knowledge )
( المعلومات ) : هى نتيجة تجهيز البيانات , مثل النقل او الاختيار او التحليل , او هى نتائج التفسيرات او التعليلات والتى عادة ما تأخد تقرير مركب من هذه البيانات ومنها على تقارير ونظريات وحقائق علمية اخرى مسلم بها .
( البيانات ) هى المادة الخام المسجلة كرموز , او هى جمل او ارقام وعبارات يمكن للانسان تفسيرها او تعليلها
( المعرفة ) هى الافكار والمفاهيم والحقائق المستنتجة من مجموعة من التقارير .
وعلى سبيل المثال فأن البيانات الناتجة عن قياس الخواص الطبيعية والكيميائية عادة ما يمكن تفسيرها وتعليلها فى تقرير يحتوى على المعلومات اللازمة بخصوص استعمال هذذه المادة فى تطبيقات معينة والربط بين محتويات تقارير متعددة من هذا النوع يؤدى الى نوع من المعرفة بعلم خواص المواد واستعمالها وعلى هذا يمكن تقسيم المعلومات الموصلة الى ثلاث فئات عريضة هى :-
1 – المعلومات الانمائية developmental ,
اى تلك التى تساعد على الانماء والتطوير .
2 – المعلومات البيراجوجية او التعليمية pedagogic ,
اى تلك التى تساعد على التعلم .
3 – المعلومات الانجازية achieve mental ,
اى تلك التى تساعد على الانجاز .
ثورة المعلومات
ان تثور الشعوب فتؤدى بثورتها الى حدوث انقلابات سياسية تتيح بأنضمة حكمها فهذا شىء وارد منذ قدم التاريخ .
منذ اقدم ( بروتس )على طعن قائدة( يوليوس قيص) ، ومرورا عبر التاريخ بمئات الثورات حتى ما نراه كل حين فى افريقيا مما تنجح فية تارة وتفشل اخرى .
هذة الثورات وان اختلفت اوطانها وازمانها عبر التاريخ لا تضاهى ابدا ما نعيشة فى عصرنا من( ثورة المعلومات ) ، منذ اخترع ( جوتنبرغ ) تاريخ طباعتة حيث كانت عملية الطباعة الازمة لنشر المعلومات مكلفة نظرا لارتفاع اسعار الاوراق والاحبار ومكينات الطباعة واصبح يومها طبع الصحف والذى يعطى الاف من الصحف يوما شىء عظيم لم تشهدة البشرية من قبل فى التاريخ واثر ذلك على سرعة تداول المعلومات البشر
ولناخذ مثلا على حجم المطبوعات فيما يتعلق بالدوريات حيث ان اكثر التقديرات تحفظا تشيد الى انه قد صدر فى العالم ما يزيد عن 900,000 دورية مطبوعة , وان ما يصدر كل عام يدور حول 500,000 دورية على المستوى العالمى , وان معدل الزيادة السنوى فى عدد الدوريات يصل الى حوالى 15,000 دورية
ثم تلى ذلك بعقود عصر ( ماركونى ) باختراعه للاذاعة والتي أعطت قوة و زخما وانتشار على انتشار المعلومة المسموعة
وكان ذلك عام 1896 وبدا ارساله لمسافة 2 كم فقط .
ثم اعقب ذلك ظهور الارسال التلفزيونى في منتصف القرن العشرين وانتشاره على مستوى العالم فهذا قد سهل وصول المعلومات وتداولها بين ملايين البشر فى لحظة واحدة ....
وامثلة ذلك فى العصر الحديث كثيرة اوضحها حرب الخليج الثانية التى واكبتها ظهور محطة ( سى ان ان ) الدولية لتظهر للعالم صور مباشرة من الحرب.
إلا انه فى العقد الاخير ( 1995 - 2005 ) ظهرت الية اخرى لتداول المعلومات اضافت واضافة واضافة الكثير والكثير على قوة المعلومات وانتشارها الى وهى ( الانترنت ) والحقيقة ان الانترنت ليست وليدة اليوم بل انها بالغة رشيدة فى الثلاثين من عمرها حيث بدات كتجربة داخل وزارة الدفاع الامريكية الا ان ظهورها الى العلماء واستعمالها من قبل البشر لم يستطع فعل الا من خلال العقد المنصرم .
لماذا وصل الانترنت الى ما هو عليه من أهمية ؟
يرجع هذا الى ان كون الانترنت خدمة تفاعلية بين المرسل والمستقبل وفى هذا فهى تختلف عن الصحيفة والاذاعة والتلفاز فهؤلاء هم مصدر ارسال واحد واستقبال واحد حيث تقرأ الصحيفة و تستمع الى الاذاعة وتشاهد التلفاز دون أي رد فعل منك فما يعرض عليك من معلومات .
أما الانترنت فيمكنك التفاعل معها بشكل مباشر وفوري.
فوائد الأنترنت
1- يمكنك تبادل الرسائل بالبريد الالكترونى التى تصل بأطراف الارض فى ثوانى معدودة .
2- تصفح اى موضوع مهما كان غريبا او نادرا فالانترنت بمثابة دائرة معارف متكاملة لشتى المواضيع
3- نقل المعلومات من حاسب الى كبير الى اخر صغير
4- (down load ) والعكس ( up load )
5- الحديث مع الاخرين بالصوت والصورة
6- القيام بالعمليات التجارية بكافة انواعها . وغيرها امثلة
واخيرا فان الانترنت لها نمو حاد فى نسبة المستعلمين بين 6% 10% شهريا . ويرجع هذا الى الاسباب التالية :
1 – الانخفاض فى النسبة لشراء الحاسبات الشخصية متوسط 400$
2 – تشجيع الحكومة والمؤسسات لاستعمال الانترنت
3 – الانترنت تقلل التكاليف من مصاريف الشركات فبدلا من دفع مصاريف فى المكالمات الهاتفية ذات المسافات البعيدة يمكن ارسال بريد الالكترونى .
هذا اذن هو مبدأ اليوم – ثورة المعلومات – ثورة لا تكلف
العولمة الاقتصادية
---------------------------------------------------
مفهوم العولمة
اصبحت العولمة globalization من ابرز الظواهر فى التطور العالمى على جميع المستويات , ويظهر الادب الاقتصادى تباينا فى الاراء حول تحديد مفهومها وذلك على النحو التالى :-
ينظر ( waters ) الى العولمة على انها العمليات الاجتماعية التى يترتب عليها تراجع القيود الجغرافية على الترتيبات الثقافية والاجتماعية , ويتزايد فى نفس الوقت إدراج الافراد لذلك التراجع.
أما ( dunning ) فيعتبر العولمة عبارة عن تضاعف الروابط والارتباطات بين المجتمعات والدول بشكل ينظم نظام الاقتصاد الحالى .
بينما يعرف ( cevny ) العولمة على انها مجموعة من الهياكل والعمليات السياسية والاقتصادية , تنبع من تغير صفات وخصائص السلع والاحوال التى تكون اساس الاقتصاد السياسى الدولى .
وينصرف مفهوم العولمة عند ( ostubo ) الى تكامل الانتاج والتوزيع واستخدام السلع والخدمات بين اقتصاديات دول العالم
فى حين يعرفها ( Alonso-gmo ) بأنها زيادة فى التجارة الدولية والروابط المالية التى دعمها التحرير الاقتصادى والتغيرات التكنولوجية .
اما على المستوى المؤسسي الدولي فقد عرف صندوق النقد الدولى فى تقرير ( أفاق الاقتصاد العالمى 1997 )
بأنها تزايد الاعتماد الاقتصادى المتبادل بين دول العالم بوسائل منها زيادة حجم وتنوع معاملات السلع والخدمات عبر الحدود , التدفقات الرأسمالية الدولية , وكذلك من خلال سرعة ومدى انتشار التكنولوجيا .
وتشير الانكتاد ( unctad ) الى ان العولمة هى المرحلة الثالثة من مراحل التدويل , حيث تتمثل هذه المراحل فى التجارة الدولية , اما المرحلة الثانية والتى بدأت فى السبعينات فقد تمثلت فى الاندماج المالى الدولى , وفى بداية الثمانينات بدأت المرحلة الثالثة وهى العولمة , والتى اصبحت السائدة فى العصر الحالى .
معان كثيرة لكلمة واحدة
تعبير العولمة يرمى دوما الى عدة اتجاهات – ليس كمثله من التعابير فكلمة مثل ( التضخم ) لا ترمى الى الاقتصاد .
وكلمة مثل ( البيانات ) لا ترمى الا الى معلومات .
أما كلمة العولمة فترمى الى الاقتصاد كما ترمى الى المعلومات
والمجتمع الدولى عموما يتجه الى مزيد من التقارب فلو نظرنا الى التاريخ لوجدنا أنه كان دوما خروجا من الواحدات الصغيرة الى الواحدات الاكبر من القبيلة للدولة مثلا لكن فى العقود الملكية الماضية بدأ يحصل تغير جوهرى فى تطبيق العلاقات الاقتصادية بين المجتمعات .
-----------------------------------------
تطور المصطلح
وقد تطور مصطلح العولمة ليختلط بكل من مفهوم الغزو العسكرى , والرغبة الجامدة من اجل تكوين امبراطورية مترامية الاطراف , وقد تمثل ذلك فى : -
- الامبراطورية الاغريقية .
- الامبراطورية الرومانية .
- الامبراطورية الاموية الاسلامية .
- الامبراطورية العباسية الاسلامية .
- الامبراطورية العباسية .
- الامبراطورية التتارية .
- الامبراطورية البرتغالية .
- الامبراطورية الاسبانية .
- الامبراطورية الفرنسية .
- الامبراطورية الانجليزية .
- الرايخ الالمانى ومحاولات السيطرة وتكوين امبراطورية اولية .
- الامبراطورية الروسية واتحاد الجمهوريات الاشتراكية .
- الامبراطورية الامريكية وانواع جديدة من السيطرة .
وعلى جانب اخر تبرز قضية العولمة ضمن قضايا انسانية اخرى , وبدات صياغة العديد من المفاهيم ومحاولة تنميطها على مستوى العالم ممثلة فى الاتى :-
- الالعاب الاوليمبية .
- الزمن العالمى .
- انشاء عصبة الامم ثم انشاء الامم المتحدة .
- البنك الدولى للانشاء والتعمير .
- صندوق النقد الدولى .
- منظمة التجارة العالمية .
---------------------------------------------
من أثار العولمة التاريخية
ان العلاقات الاقتصادية الدولية حقيقة قديمة ولا يستطيع احد ان يصنفها على انها ظاهرة حديثة ففى العصور الوسطى كانت هناك تجارة هامة تقوم بها المدن الايطالية مع الشرق الاقصى .
الاستعمار الاوروبى فى القرنين الـ 15 , الـ 16 قام على انشاء شركات كبرى .
وشركات الهند الشرقية فى هولندا او انجلترا او فرنسا خير مثال .
قطار الشرق السريع خير دليل حيث كان يقطع الحدود بين الدول شرقا وغربا وهكذا الان فالعولمة تمثل التطور الطبيعى نحو عالم بلا حدود بلا أفاق .
---------------------------------------------
الجوانب المتعلقة بالعولمة
إلا انه لابد ان نوضح بأن للعولمة جوانب متعددة منها:
الجانب السياسى الجانب الاقتصادى الجانب الاجتماعى
الجانب الثقافى الجانب التكنولوجى الجانب القانونى
الجانب الانسانى
الان تركيزنا سيتلخص على الجانب الاقتصادى فقط والتى تستند الى :-
الجانب الاقتصادي للعولمة
أ – حركة اندماج وتكتل اقتصادى غير مسبوقة , من اجل تحقيق وفورات وسعة غير مسبوقة تؤهل المشروعات على العمل على نطاق شديد الاتساع فتزداد امتدادا كل يوم .
ب – تقديم منتجات جديدة واسعة الاستخدام يتم انتاجها بأحجام اقتصادية كبيرة للدرجة التى يكاد ان يكون فيها نصيب الوحدة المنتجة منها عناصر التكلفة الثابتة صفرا , ومن ثم رغم ضخامة التكاليف الثابتة , المصاريف المنفقة على البحوث والدراسات والتطوير الا انها لا تشكل عبئا على الواحدات المنتجة , ولكونها اقرب الى الصفر .
ج – استخدام نظم تسويق فورية وعلى جميع المستويات , خاصة مع انتشار نظم التجارة الالكترونية والشراء والتعامل عن بعد .
د – استخدام نظم استثمار فى البشر فعالة , نظم قائمة على البحث عن النخب من اصحاب الملكات واصحاب المواهب والقادرين على الابتكار والتحسين .
كما نلاحظ ان هناك سبعة عوامل رئيسية تفاعلت لتأسيس مضمون ومصطلح العولمة وهى : -
العوامل المؤسسة للعولمة
ا – التجارة والتبادل القائم بين الافراد بعضهم البعض , وبين الشعوب وبعضها البعض , وبين الدول وبعضها البعض , تنتقل من خلاله فائض السلع , وينتقل معها وبها الفكر , وتجمع من خلالها البيانات والمعلومات والتى بناء عليها يتم التعامل معها
وبناء مرتكذات الدخول الى الاسواق العالمية , والتمركز فيها , ثم التوسع والانتشار والسيطرة والتحكم والتوجيه لقوى السوق
ب – الحوار والفكر وما يتيحه من وسائل للاقناع , ومن وسائل تدمير اى مقاومة لعملية العولمة , وايجاد الروابط المصلحية من اجل انتاج مزيد من قوى الدفع نحو التعولم .
ج – الرؤية والشعور المشترك نحو عالم الغد , وذلك العالم الذى تسعى العولمة نحو ايجاده وتحقيقه والقائم على تغيير طبائع البشر وتحرير الفرد من قيوده وتعديل النظام الدولة وتدوين الهوية القومية تدريجيا , والعمل على تلاشيها للانخراط فى تيار العولمة .
د – السيطرة الحضارية بقيمها ومثلها ومبادئها والتى تفرض على الاخر الابهار والانبهار ومن ثم تسلب إرادته الذاتية وتحوله من فاعل الى مفعول به , وتحوله من قادر على الفعل الى مجرد متلقى ليستجيب لما يملى عليه وتحوله من مركز وبؤرة الاهتمام الى مجرد هامش على محيط دائرة الاحداث
هـ - إملاء إدارة الاخفاع والخضوع بدون توقف , بل جعل الاخرين يستسلمون بأرادتهم ويدمنون الخضوع بشكل دائم ومستمر وبدون توقف .
و – الاعلام المسيطر الذى استطاع ان يمكننا من معايشة الحدث حال وقوعه فعليا ولحظيا in real time وان يؤثر فينا , وان يدفعنا الى القيام بعمل معين والامتناع عن عمل اخر , بل اصبح التدخل فى صياغة الخبر والاعلان عن الحدث وفق نظام واطار معين .
ز – وهذا يحدث فى حالات محددة , الغزو والاجتياح العسكرى من اجل اسلاب الاخرين والحصول على ما لديهم عنوة وبالقوة وفرض شريعة القوى على الضعيف تحت مسمى " الامبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس " وما الى ذلك من اطر.
---------------------------------------------
التطور السريع للعولمة
وهو حدث قد تبلور بعد انتهاء عمل منظمة الجات , وبدء عمل منظمة التجارة الدولية o.t.w واستطفحال ممارسة انشطتها فى ازالة كافة الحواجز و القيود الفاصلة بين الدول , وتعظيم حرية خروج ودخول رؤوس الاموال عبر الدول , مع بذل خفط الحكومات للتنازل عن اجزاء من سيادتها وذلك فى اطار معاهدة دولية تم التوقيع عليها واجازتها من قبل السلطات التشريعية فاصبحت ملزمة لها وبالتالى يصعب التنصل منها صعب ان لم يكن مستحيلا .
وترجع الارهاصات الاولى للستطفحال الى فترة الوفاق التى سادت اثناء فترة السبعينات والثمانينات من القرن العشرين , اى بعد انتهاء الحرب الباردة التى كانت مشتعلة بين الولايات المتحدة و الاتحاد السوفيتى والتى انتهت بالنتائج التالية : -
أ‌- تفكك الاتحاد السوفيتى
ب‌- انهيار الكتلة الشرقية
ج – انهيار سور برلين وتوحد الالمانيتين الشرقية والغربية تحت ضغط الادارة الشعبية
د – استفحال السيطرة الامريكية واجتياح الاعلام الامريكى وسيطرة المعلوماتيه .
وهكذا شيئا فشيئا تلاشت الحدود والفوارق حتى اصبح العالم كله بمثابة سوق واحدة ضخمة تربط بينها شبكة عصبية من موصلات المعلومات والبيانات .
وقد تزامن هذا مع المحاكاة والتنميط بين الدول فى الاتى :-
1 – الانتاج المتماثل فى السلع والخدمات .
2 – تشابه انماط التسوية والتوزيع والترويج والاعلان .
3- تطابق فى التسعير والائتمان وانظمة البيع الاجلة والحاضرة ومن ثم تزايد الاحساس وتعاظمة بالعولمة واصبح التيار مؤكدا وملموسا .
---------------------------------------------
الاراء حول العولمة
لقد اثارت العولمة بتعريفاتها الكثيرة واطروحاتها المتعددة الكثير من الجدل والاختلاف فى الرؤية وفى الطرح . وفى مدلولات الفهم والتحليل وما افرزته من نتائج , وردود الفعل ما بين التاييد و الرفض , وما بين المدح و الذم ولقد انقسم العالم كله الى ثلاث شعب متفرقة وهى : -
1 – شعبة ادركت بعقلها ووعيها أهمية العولمة , وضرورة الاسراع بالتعولم , وحتمية ممارستها وانتهاز الفرص السانحة فيها .
2 – شعبة غزت هواجسها مخاوفها وادركت بحكم الهواجس والمخاوف ان العولمة فخ ومكيدة دبرتها قوى كبرى لاصطياد بقية العالم ومن ثم عليها ان تقاومه , وان شياطين الغواية الجديدة التى هى العولمة يجب تعقبهم بالرجم واللعنة .
3 – شعبة ثالثة متناقضة تهاجم العولمة فكرا وتمارسها سلوكا فهى تركب المستورد من السيارات و المستورد من الملابس وتستخدم الدش ووسائل الاتصالات لتظهر على الشاشات ليل نهار لتسب وتلعن العولمة ومن اوجدها .
أيوجد قطار ام لا يوجد قطار
وبعيدا عن التتبع التاريخى لمظاهرة العولمة , وبعيدا عن ما يجرى فيها وما يحدث فان العولمة بخيرها وشرها اصبحت واقعا ملموسا نعيشه ونحياه ويصعب ان لا نشعر بلهيب الحريق وان كانت نيرانه تنبعت من بعيد .
أن ما حدث فى دول جنوب شرق اسيا منذ منتصف 1997 و ما شهدته هذه المنطقة من انهيارات اقتصادية شديدة القسوة كانت العولمة والاجتياح المالى سببا رئيسيا فاعلا فيها .
ان ما حدث فى تايلاند , كوريا , أندونيسيا , ماليزيا , سنغافورة , واليابان ما هو الا نموذج للتأثير المباشر للعولمة المالية من جانبها الشديد .
- ان ما حدث فى التسعينات من ترنى لاسعار النفط ( اقل من 20 دولار للبرميل ) وما تتبعه من تاثيرات متعددة للحياة فى الدول المصدرة وقتها . ثم ارتفاعه مؤخرا لتكسير حاجز الخمسين دولار للبرميل ليؤثر بتأثيرات على الدول المستوردة , ثم الحديث عن الطاقة البديلة وسعر بعض الدول لامتلاك الطاقة النووية واستعمالها كمصدر اخر للطاقة لهو خير دليل على التيارات الانعكاسية لعملية العولمة .
- الحادث الاكبر فى القرن الجديد 11 سبتمبر , وما تبعه من حروب امريكية فى افغانستان والعراق و الحروب العالمية على الارهاب على الرغم من من عدم وجود تعريف محدد للارهاب واذا ما كانت المقاومة ارهابا ام لا لهو دليل اخر على تاثير العولمة فى شتى بلدان العالم تحت عنوان عولمة الصراع وعولمة المقاومة .
- إن العولمة ليست قوالب جامدة نمطية , وليست رداء جاهز معد مسبقا نقوم بارتدائه , وانما هى عملية تجهيز واعداد متواصل لمجموعة من الاعمال والمصالح التى تتوافق مع ظروفنا وطبيعتنا او من ثم فان جلوسنا لنتحدث حديث المقاهى وانقسامنا حول مفهوم وتعريف العولمة وعن مدى تقبلها او رفضها وتشتتنا بين من يقول ان القطار قد فات ولا امل فى اللحاق به وبين من يقول ان القطار لو يفت وعلينا اللحاق به , وبين ثالث يؤكد ويقسم ان ليس ثمة قطار اصلا ولا يوجد قضبان حديدية بل لقد وصل البعض الى اننا نعيش فى فيه متعمد ولا يوجد معنا فيه ودليل ولا حادى وان الجميع مشتت فى البحث عن خروج مما نحن فيه .
- وان العولمة فى تطورها تعمل بانتظام على ايجاد وبناء حضارة جديدة بكل مقاييس الحضارة السابقة , ولكن بابعادها الجديدةالمراجع
• "العولمة " مقدمة فى فكر واقتصاد وادارة عصر الدولة
د . محسن احمد الخضيرى – مجموعة النيل العربية / 99
• عولمة الاقتصاد والادارة العربية – وثائق ندوة
" اتجاهات عولمة الاقتصاد واثرها على الشركات والمؤسسات العربية " القاهرة 28 – 30 سبتمبر 1996
• المنظمة العربية للتنمية الادارية – 1997 / القاهرة
• العولمة الاحتياجية د . محسن احمد الخضيرى مجموعة النيل العربية القاهرة / 99
• الانترنت ( الشبكة الدولية للمعلومات ) فاروق حسين
دار الراقب الجامعية 2000
• العولمة وقضايا اقتصادية معاصرة د . عمر صقر الدار الجامعية القاهرة 2001
• اهمية المنهج فى معالجة العولمة د. مهدى الحافظ , 1997 , الرباط , العدد 8 , سبتمبر .
• صندوق النقد الدولى , 1997 , تقرير افاق الاقتصاد العالمى , العولمة , الفرص والتحديات , صندوق النقد الدولى واشنطن
• مقدمة فى علم المعلومات د . محمد فتحى عبدالهادى , 1984 , القاهرة
• المنجد الابجدى طه – بيروت , بيروت , دار المشرق , 1967 – صــ 979
• المعجم العربى الحديث خليل اكبر لاروس : / تأليف خليل اكبر – باريس مكتبة لاروس 1973 – صـــ 1134 .