المربي المتميز
نحمد الله لكم ونرحب بكم في منتديات المربي المتميز ، منتديات التربية و التعليم بشار/الجزائر
تحيات صاحب المنتدى: الزبير بلمامون
يرجى التكرم بالدخول إن كنت واحدا من أعضائنا
أو التسجيل إن لم تكونوا كذلك وترغبون في الانضمام إلي أسرة منتدانا

شكرا ، لكم ، إدارة المنتدى
المربي المتميز
نحمد الله لكم ونرحب بكم في منتديات المربي المتميز ، منتديات التربية و التعليم بشار/الجزائر
تحيات صاحب المنتدى: الزبير بلمامون
يرجى التكرم بالدخول إن كنت واحدا من أعضائنا
أو التسجيل إن لم تكونوا كذلك وترغبون في الانضمام إلي أسرة منتدانا

شكرا ، لكم ، إدارة المنتدى
المواضيع الأخيرة
» أدب الأطفال الجيّد (نثرًا وشعرًا)
من طرف د. محمود أبو فنه الثلاثاء أكتوبر 12, 2021 1:12 pm

» معلّمي، كم أنا مدينٌ لكَ!
من طرف فارس جواد الثلاثاء أكتوبر 12, 2021 9:27 am

» التوزيع السنوي ، الشهري و الأسبوعي لجميع المستويات
من طرف brka1 السبت سبتمبر 18, 2021 11:57 am

» عرض تبسيطي لبيداغوجيا المقاربة بالكفاءات فريد بودميغة
من طرف فارس جواد الخميس يوليو 08, 2021 11:16 am

» ماهي السعادة ؟
من طرف abdelouahed الأحد مايو 23, 2021 11:11 am

» مع دخول الإمتحانات.
من طرف abdelouahed الأحد مايو 23, 2021 9:44 am

» 27 نصيحة حول العروض التقديمية للطلاب والمدرسين
من طرف gourarilarbi الإثنين يناير 27, 2020 11:18 pm

» دراسة نص مع التصحيح س 5 ( جديد)
من طرف brmd السبت ديسمبر 07, 2019 8:00 am

» التقويم والمراقبة المستمرة في الظاهر الصرفية و النحوية و الإملائية سنة ثالثة
من طرف mahmoudb69 الجمعة نوفمبر 29, 2019 6:03 pm

» من أقوال الامام علي (كرم الله وجهه)
من طرف mahmoudb69 الجمعة نوفمبر 29, 2019 6:01 pm

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
بلمامون - 8780
الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_c10الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_m10الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_c10 
محمود العمري - 4586
الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_c10الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_m10الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_c10 
abdelouahed - 2056
الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_c10الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_m10الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_c10 
ilyes70 - 1477
الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_c10الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_m10الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_c10 
hamou666 - 902
الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_c10الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_m10الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_c10 
متميز - 831
الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_c10الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_m10الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_c10 
fayzi - 522
الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_c10الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_m10الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_c10 
زكراوي بشير - 449
الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_c10الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_m10الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_c10 
assem - 428
الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_c10الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_m10الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_c10 
inas - 399
الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_c10الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_m10الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Poll_c10 


الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

بلمامون
بلمامون
صاحب الموقع
صاحب الموقع
الجزائر
ذكر
عدد المساهمات : 8780
تاريخ التسجيل : 02/01/2010
http://belmamoune.ahlamontada.net

مُساهمةبلمامون الثلاثاء مارس 15, 2011 4:32 pm


الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا
(1323 – 1378 هـ = 1906 – 1959م)



• الشخصية في سطور.
• "الفضيل الورتلاني".
• النشأة والتكوين.
• الرحلة إلى باريس.
• نشاطه بالقاهرة.
• "الفضيل الورتلاني" يحرِّك الثورة في اليمن.
• العودة إلى مصر.
• وفاته.
• أهم المراجع.



• الشخصية في سطور:
ولد "الفضيل الورتلاني" في الجزائر سنة 1323هـ = 1906م.
نشأ في أسرة كريمة، وحفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة.
تلقَّى تعليمه في المدارس التي افتتحها المصلح الجزائري "عبد الحميد بن باديس" في مدينة قسنطينة.
أوفده "ابن باديس" إلى فرنسا ليكون مندوبًا عن جمعية علماء المسلمين بالجزائر.
أقام في باريس عامين نجح خلالهما في إنشاء النوادي لتعليم اللغة العربية ومبادئ الدين الإسلامي، ومحاربة التحلل الخلقي في صفوف المغتربين الجزائريين.
هاجر إلى القاهرة سنة 1939م، وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، وصار من أعضائها البارزين.
سافر إلى اليمن وكان وراء الحركة الدستورية التي أطاحت بحكم الإمام يحيى، لكن الحركة لم تنجح، وحُكِم على زعمائها بالإعدام.
هرب "الفضيل" من الحكم بالإعدام وتنقَّل بين عدة دول أوربية حتى استقر في بيروت.
رجع إلى القاهرة بعد قيام حركة الجيش المصري سنة 1952م، ولم تطل إقامته بها فغادرها سنة 1955م إلى بيروت؛ بسبب الأوضاع السيئة في البلاد.
وفي أثناء إقامته بالقاهرة قام بالتعريف بقضية بلاده التي تحتلها فرنسا وترتكب فيها أبشع الجرائم.
توفي الفضيل الورتلاني سنة 1378 هـ = 1959م.

• الفضيل الورتلاني:
(1323 – 1378 هـ = 1906 – 1959م)
ه..... نماذج قليلة من أبطال التاريخ من صنعت تاريخًا وأقامت دولاً، وأحيت نفوسًا دون أن يكون لها سند من منصب أو مال أو سلطة وأعوان، وإنما تملك مواهب نادرة من التأثير النافذ في القلوب والقدرة على التنظيم الدقيق، وحسن اختيار الأنصار، وتحمل المشاق دون تعب وكلل، ومن هؤلاء مؤسسو دول مثل "عبد الرحمن الداخل" الذي فر هاربًا من العباسيين، وانتقل من بلد إلى آخر متنكرًا؛ حتى استقر في الأندلس، ونجح أن يقيم الدولة الأموية في الأندلس، ومنهم أصحاب الدعوات ورجال الإصلاح مثل: "جمال الدين الأفغاني" الذي أحيا النفوس، وأيقظ القلوب الغافلة ونبَّه النائمين، وأوقد شعلة الحرية أينما حلَّ في العالم الإسلامي، والإمام الشهيد "حسن البنا" الذي قرن القول بالعمل، ومزج بين الدعوة والتطبيق، وجمع الناس حول الإسلام، وكشف لهم عما غاب عنهم في حياتهم، وقد جذبت شخصيته الفذة عددًا من النابغين فالتفوا حوله وتأثروا به، وكان من بينهم "الفضيل الورتلاني" وهو مصلح جزائري قدم إلى القاهرة، واتصل بجماعة الإخوان المسلمين، وصار من أعضائها، وكان قويَّ التأثير فيمن حوله، قادرًا على التغيير في أي مكان يحلّ به، لمَّاح الذكاء، سريع الحركة، كثير المعارف، يرى العالم الإسلامي كله وحدة لا تتجزأ، وأنه مطالب بتحرير كل جزءٍ منه.

• النشأة والتكوين:
ولد "إبراهيم بن مصطفى الجزائري"- المعروف بـ"الفضيل الورتلاني"- في 11 من ذي الحجة 1323 هـ = 6 من فبراير 1906م" في بلدة بني ورتلان شرقي الجزائر، وإليها انتسب، وجاءت شهرته بالورتلاني، ونشأ في أسرة كريمة لها اتصال بالعلم، فجدُّه الشيخ "حسين الورتلاني" كان من العلماء المعروفين في منطقته.
ومثل غيره من طلبة العلم حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ودرس علوم اللغة العربية على علماء بلدته، ثم انتقل إلى مدينة قسطنطينة حيث استكمل دراسته على يد العلامة الشيخ "عبد الحميد بن باديس" الذي أسس جمعية علماء المسلمين الجزائريين سنة 1350 هـ = 1931م، وأقام حركة علمية، وأنشأ سلسلة من المدارس، وأيقظ الوعي في نفوس الجزائريين.
وفي مدرسة "ابن باديس" تلقى دروسه في التفسير والحديث والتاريخ الإسلامي، والأدب العربي، وتأثر بشيخه المصلح الكبير وبطريقته في الإصلاح، وغيْرته على المسلمين.

• الرحلة إلى باريس:
ولم يكن الشيخ "ابن باديس" يقصر دعوته على إصلاح حال الجزائريين في بلادهم، بل امتد بصره إلى المغتربين في فرنسا من الجزائريين، ورأى أن من أوجب واجبات الجمعية أن تحمي إسلام هؤلاء من الضياع، وأن تتولى تربية النشء الجديد قبل أن تلتهمه الحياة الفرنسية، ونظر حوله فلم يجد أكفأ من "الفضيل الورتلاني" للقيام بهذه المهمة الشاقة التي تتطلب؛ إيمانًا بالقضية وإخلاصًا لها، ورغبة في الإصلاح والتغيير.
نزل "الفضيل" فرنسا سنة "1355 هـ = 1936م" مبعوثًا عن الجمعية، وأقام في باريس، وبدأ نشاطه المكثف بهمة عالية، واتصل بالعمال والطلبة الجزائريين بفرنسا، وأخذ في إنشاء النوادي لتعليم اللغة العربية ومبادئ الدين الإسلامي ومحاربة الرذيلة والانحلال في أوساط المسلمين المقيمين بفرنسا، واستطاع خلال عامين أن يفتح كثيرًا من النوادي الثقافية في باريس وضواحيها وبعض المدن الفرنسية الأخرى.
وانتهز فرصة وجوده في باريس فاتصل بالدارسين العرب في الجامعات الفرنسية، وتوثفت بينهم المودة والصلة، مثل العلامة "محمد عبد الله دراز" صاحب كتاب (دستور الأخلاق في القرآن الكريم)، والشيخ "عبد الرحمن تاج" الذي صار شيخًا للأزهر، والعلامة السوري "محمد عبد القادر المبارك"، والشاعر "عمر بهاء الدين الأميري".
وقد أقلق هذا النشاط السلطات الفرنسية فضيقت على "الفضيل الورتلاني" حركته، وجاءته رسائل تهدده بالقتل، فاضطُّر إلى مغادرة فرنسا إلى إيطاليا ومنها إلى القاهرة.

• نشاطه في القاهرة:
نزل "الفضيل" إلى القاهرة سنة 1358 هـ = 1939م، وكانت آنذاك تموج بحركة إسلامية نشطة يقوم عليها الإمام "حسن البنا"، فاتصل به "الفضيل الورتلاني" وكان الإمام "البنا" يقدِّر جهود الشيخ "ابن باديس"، ويتابع جهوده في الجزائر، وبلغ من إعجابه به "أنه حين أسس مجلة فكرية أطلق عليها "الشهاب" تيمُّنًا بمجلة "الشهاب"- التي أصدرها الشيخ "ابن باديس"-، وسرعان ما توثقت الصلة بينه وبين الإمام "حسن البنا"، وانتهت بانضمام "الفضيل الورتلاني" إلى جماعة الإخوان، وصار عضوًا بارزًا بها؛ نظرًا لملكاته الخطابية وقدرته على الإقناع، وكان من تقدير الإمام البنا للورتلاني أنه كان ينوب عنه حين يكون غائبًا عن القاهرة في إلقاء حديث الثلاثاء بالمركز العام لجماعة الإخوان.
ولم ينس "الفضيل" العمل من أجل بلاده التي ترسف في أغلال المحتل الفرنسي، فقام بجهود جبارة للتعريف بقضية الجزائر وبطش الاستعمار بها، وفي سبيل ذلك شارك في تأسيس عدة جمعيات خيرية وسياسية، مثل: اللجنة العليا للدفاع عن الجزائر، وجمعية الجالية الجزائرية سنة 1361 هـ = 1942م، وجبهة الدفاع عن شمال إفريقيا سنة 1363هـ = 1944م، وكان هو أمينها العام، وضمَّت في عضويتها الشيخ "محمد الخضر حسين"، والأمير "عبد الكريم الخطابي المغربي".
وقد أثمرت جهود "الورتلاني" فأصبحت قضية الجزائر من المحاور الرئيسية في الخُطَب والمحاضرات والندوات، وتبرَّع الناس بأموالهم لمساندة المجاهدين في الجزائر.

• "الفضيل الورتلاني" يحرِّك الثورة في اليمن:
وامتد نشاط "الورتلاني" إلى مساندة الأحرار في اليمن، وكانت البلاد تموج بحركة معارضة قوية، ورغبة طموحة في الإصلاح والتغيير، وكان الإمام "البنا" على علم بما يجري في اليمن، ومِن تطلُّع إلى الخروج بالبلاد من عزلتها وفقرها وجهلها، فأوفد "الفضيل الورتلاني" إلى ه......
وكانت المعارضة شديدة، وتضم بعض أبناء البيوتات الكبيرة، لكنها كانت بلا تنظيم، واتجاهات زعمائها مختلفة، والراغبون في الإصلاح لا تجمعهم رابطة، فلما نزل "الفضيل الورتلاني" اليمن سنة 1366 هـ = 1947م نجح في توحيد صفوف المعارضة، وإزالة الخلاف بينهم، وبدأ في تهيئة الناس للتغيير بخطبه الحماسية التي تلهب المشاعر وتوقد الحماسة في الصدور.
وفي ربيع الآخر 1367 هـ = فبراير 1948م نجحت المعارضة في الوصول إلى الحكم بعد إزاحة الإمام "يحيى"، وأخذت البيعة لـ"عبد الله بن الوزير" زعيم المعارضة، وتولى "جميل جمال"- وهو عراقي الجنسية- قيادة الجيش والشرطة والداخلية، وتشكل مجلس للشورى، يتكون من60 عضوًا من أبناء الأسرة الحاكمة والبيوتات الكبيرة في اليمن، كما اشترك فيه "الورتلاني"..، الأمر الذي يدل على أن اتجاه حركة المعارضة كان عربيًا إسلاميًا، وحاول القائمون على الحركة الحصول على تأييد الجامعة العربية والاعتراف بشرعيتهم في الحكم، لكن مجلس الجامعة التزم الحياد في هذا النزاع، وقرر عدم السماح لأية دولة عربية أو أجنبية بالتدخل، وأرسل وفدًا لتقصِّي الحقائق.
وأرسل "ابن الوزير" وفدًا برئاسة "الورتلاني" لإقناع "ابن سعود"- ملك السعودية- بالاعتراف بالحركة، لكن الملك رفض الاعتراف، ووقف إلى جانب "أحمد بن الإمام يحيى" ولي العهد.
واستطاع ولي العهد أن يجمع حوله جيشًا قبليًا كبيرًا العدد، وأن يهزم أنصار الحركة الثورية، ولم يحلّ 3 من جمادى الآخر 1367 هـ = 14 من مارس 1948م حتى كانت صنعاء قد استسلمت دون مقاومة كبيرة، ولم يزد عمر الحركة عن بضعة وعشرين يومًا، وقد أعدم كثير من زعماء المعارضة، ونجح "الورتلاني" في الهرب من اليمن بعد أن صدر الحكم بإعدامه، وتنقل في عدة دول أوربية، ورفضت الدول العربية استقباله حتى وافقت لبنان على استقباله، شريطةَ أن يكون الأمر سرًا.

• العودة إلى مصر:
وبعد قيام حركة الجيش بالإطاحة بالملك "فاروق" عاد "الورتلاني" إلى مصر بعد غياب عدة سنوات، واستقبله العلماء والسياسيون استقبالاً حسنًا؛ نظرًا لماضيه المشرِّف في الجهاد، وحيَّاه الشاعر الكبير "علي أحمد باكثير" بقصيدة، منها:
أَفُضيْلُ هَذِي مصرُ تَحتفِل بِلِقاكَ فانعَم أيُّها البَطَـل
أَمْسَيتَ لا أهل ولا وطن وغدوت لا سفر ولا نزل
لم تقترف جرمًا تدانُ به كلاَّ ولكنْ هكذا البـطل
وعاد "الفضيل" إلى جهاده، ومؤازرة الثورة الجزائرية التي اشتعلت على أرض بلاده في سنة 1374 هـ = 1954م، وأصدر بيانًا مع المجاهد الكبير الشيخ "محمد البشير الإبراهيمي"- رئيس جمعية علماء المسلمين- بعنوان: "نُعيذكم بالله أن تتراجعوا"، وشارك في تأسيس جبهة تحرير الجزائر سنة 1375 هـ = 1955م، وكانت تضم الشيخ "الإبراهيمي"، وممثلي جبهة التحرير مثل "أحمد بن بيلا" و"حسين آية أحمد"، وبعض ممثلي الأحزاب الجزائرية.
ولم تَطُل مدة إقامة "الفضيل الورتلاني" بالقاهرة، فقد غادرها إلى بيروت سنة 1375هـ = 1955م، وكانت الأمور في مصر تسير نحو الاستبداد بعد أن انفرد "جمال عبد الناصر" بمقاليد الأمور، وألقى بأعضاء جماعة الإخوان في غياهب السجون.

• وفاته:
كان "الورتلاني" من الرجال الذين تشغلهم القضايا الكبرى عن نفسه، وربما وصل الليل بالنهار في عمل دائم، دون أن يذوق طعامًا، شأنه في ذلك شأن أصحاب الدعوات، وقد أدى ذلك إلى اختلال في صحته، وتعرُّضه لأمراض خطيرة، لكنَّ ذلك لم يمنعه من الحركة والعمل في سبيل الدعوة، حتى لقي ربه في إحدى مستشفيات مدينة "أنقرة" في 2 من رمضان 1387 هـ = 12 من مارس 1959م، ثم نقل رفاته بعد سنوات ودفن في مسقط رأسه بالجزائر.

• أهم المراجع:
محمود عبد الحليم – الإخوان المسلمون.. أحداث صنعت التاريخ – دار الدعوة – الإسكندرية – 1979م.
فتحي يكن وآخرون – الموسوعة الحركية – مؤسسة الرسالة – بيروت – 1400 هـ = 1980م.
عبد الله العقيل – من أعلام الحركة والدعوة الإسلامية المعاصرة – مكتبة المنار الإسلامية – الكويت – 1422 هـ = 2001م.
صلاح العقاد – المشرق العربي المعاصر – مكتبة الأنجلة المصرية –القاهرة–1979م.
بلمامون
بلمامون
صاحب الموقع
صاحب الموقع
الجزائر
ذكر
عدد المساهمات : 8780
تاريخ التسجيل : 02/01/2010
http://belmamoune.ahlamontada.net

مُساهمةبلمامون الثلاثاء مارس 15, 2011 4:34 pm

الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Ortilani_494480225
مصلح جزائرى، رأى فى العالم الإسلامى وحدة واحدة، وجاهد من أجل ذلك كثيرًا، وامتلك سمات شخصية فريدة أبرزها سرعة حركته، وذكاؤه، وقدرته على التأثير فى الآخرين وولد الورتلانى فى الجزائر فى بلدية بن ورتلان بولاية سطيف عام 1900 لأسرة كريمة عريقة فى العلم والثقافة الإسلامية، وحفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة ثم انتقل إلى المدارس التى افتتحها المصالح الجزائرى عبدالحميد ابن بارديس فى مدينة قسطنطينية.

وجاء إلى القاهرة والتحق بجامعة الأزهر وحصل منها على العالمية فى كلية أصول الدين والشريعة الإسلامية، وسافر إلى دول عديدة من أجل الدفاع عن بلاده ضد الاحتلال الفرنسى، وسافر إلى باريس بتوجيه من شيخه ابن باديس وبادر فيها بإنشاء الجمعيات التى تحمى شباب الإسلام من الضياع حيث اتصل بالعمال والطلبة الجزائريين بفرنسا واستطاع أن يفتتح النوادى لتعليم اللغة العربية ومبادئ الدين الإسلامى ومحاربة الرذيلة ولكن سرعان ما أقلق هذا النشاط السلطات الفرنسية التى كانت فى محاولات تعريب الجزائر من الفرنسية جرمًا كبيرًا، فضيقت عليه وأغلقت النوادى التى قام بتأسيسها، ولم يتوقف الأمر على ذلك بل تلقى رسائل تهديد بقتله، فاضطر إلى مغادرة فرنسا إلى إيطاليا، ومنها إلى القاهرة عام 1939.

وتزامن ذلك مع أوج ازدهار حركة الإخوان فى مصر بقيادة حسن البنا، الذى اتصل به الفضيل، وقدره البنا تقديرا كبيرا، وأصبح عضوا قياديًا بارزًا فى جماعة الإخوان ووصل إلى حد أنه كان ينوب عن البنا فى غيابه، وفى القاهرة قام بالدعوة إلى قضية بلاده الجزائر تحت الاحتلال الفرنسى، وشارك فى تأسيس عدة جمعيات خيرية لهذا الغرض منها جمعية الدفاع عن شمال افريقيا وكان أمينها، ودفع حسن البنا به إلى اليمن ليباشر عملية نشاط الإخوان فيها وتجميع المعارضة، وفى عام 1948 وبعد مقتل الإمام يحيى على أيد معارضيه توسط لدى العاهل السعودى الملك سعود للاعتراف بحركة المعارضة اليمنية التى قتلت الإمام يحيى وسعت إلى حكم اليمن بدلاً منه، وفشل فى هذه المهمة، ونال حكمًا بالإعدام فى اليمن بعد فشل حركة المعارضة، لكنه استطاع الهرب عام 1948 إلى عدة دول أوروبية، بعد أن رفضت الدول العربية ومنها مصر استقباله، واستطاع فى هذه الفترة أن يقضى بعض الوقت فى لبنان، سرًا وبعلم الحكومة اللبنانية التى رفضت استقباله علانية، وبعد ثورة 23 يوليو 1952عاد إلى القاهرة، واستقبله العلماء والسياسيون استقبالاً حسنًا، وحياه الشاعر على أحمد باكثير بقصيدة قال فيها:

أفضيل هدى مصر تحتفل
بلقاك ما نعمه إليها البطل
أحسبت لا أهل ولا وطن
وعدوت لا سفر ولا نزل
لم تقترف جرما تدان به
كلا ولكن هكذا البطل

وفى عام 1959 مات فى أحد مستشفيات أنقرة بتركيا، وبعد استقلال الجزائر تم نقل رفاته إليها.


عدل سابقا من قبل بلمامون في الثلاثاء مارس 15, 2011 4:37 pm عدل 1 مرات
بلمامون
بلمامون
صاحب الموقع
صاحب الموقع
الجزائر
ذكر
عدد المساهمات : 8780
تاريخ التسجيل : 02/01/2010
http://belmamoune.ahlamontada.net

مُساهمةبلمامون الثلاثاء مارس 15, 2011 4:36 pm

الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Ortilani_494480225
العلامة‭ ‬الذي‭ ‬مجّده‭ ‬القرضاوي‭ ‬وبجله‭ ‬المشارقة‭ ‬و ‬غيّبه‭ ‬الجزائريون‮
خلال الملتقى الذي نظمته مديرية الثقافة بسطيف بالتنسيق مع بلدية بني ورثيلان من مختلف جهات الوطن، تنقل أساتذة وباحثون إلى سطيف بغية نفض الغبار عن شخصية الفضيل الوثيلاني، التي غُيّبت عن كل المجالات رغم ثقلها الفكري ومآثرها الإصلاحية والنضالية.

العلامة من أبناء بلدية بني ورثيلان، الواقعة شمال ولاية سطيف، نشأ وسط عائلة محافظة تنضح بالعلم، فكان جده حسين الورثيلاني من العلماء المعروفين بالمنطقة، وقد ساعدته هذه البيئة على حفظ القرآن ودراسة علوم اللغة، وعند تنقله إلى قسنطينة سنة 1928 درس على يد العلامة‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬بن‭ ‬باديس‭ ‬حيث‭ ‬تأثر‭ ‬بطريقته‭ ‬في‭ ‬الإصلاح‭ ‬وأصبح‭ ‬مساعدا‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬التدريس‭.‬
وبطلب من الشيخ بن باديس تنقل الفضيل إلى فرنسا سنة 1936 أين تولى مهمة نشر مبادئ الإسلام وتعليم اللغة العربية وسط المسلمين المقيمين بفرنسا، وتمكن من فتح عدة نوادي ثقافية بباريس وبعض المدن الفرنسية وهو النشاط الذي اقلق فرنسا فضغطت عليه وهددته بالقتل، مما دفعه إلى التنقل إلى القاهرة أين تحصل على شهادته العالمية وفتح مكتبا لجمعية العلماء بمصر، وفي سنة 1952 انضم إلى تنظيم الإخوان، وكانت تربطه علاقة وطيدة مع المرحوم حسن البنا، ونظرا لفكره وفصاحته فقد كان ينوب عن البنا في إلقاء "حديث الثلاثاء" بالمركز العام لجماعة الإخوان‭.‬
وفي سنة 1946 أرسله البنا إلى اليمن لمساندة حركة الأحرار فنجح الفضيل في توحيد المعارضة وقاد حركة تغييرية وإصلاحية بخطاباته المؤثرة، وعندما وصلت المعارضة إلى الحكم اتهم الورثيلاني بالمشاركة في محاولة انقلابية في اليمن فتم اعتقاله وعند الإفراج عنه غادر اليمن وتنقل إلى دول أوروبية بعدما رفضت الدول العربية استقباله. وعند قيام حركة الجيش بالإطاحة بالملك فاروق عاد الورثيلاني الى مصر أين رحب به العلماء فعاد إلى جهاده ومؤازرته للثورة الجزائرية وشارك في تأسيس جبهة تحرير الجزائر، وبعدما غادر مصر توجه إلى بيروت أين ظل يمارس‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬لقي‭ ‬ربه‭ ‬بأحد‭ ‬مستشفيات‭ ‬أنقره‭ ‬بتاريخ‭ ‬12‭ ‬مارس‭ ‬1959،‮ ‬وفي‭ ‬سنة‭ ‬1987‭ ‬نقلت‭ ‬رفاته‭ ‬من‭ ‬تركيا‭ ‬ليعاد‭ ‬دفنها‭ ‬في‭ ‬مسقط‭ ‬رأسه‭ ‬ببلدية‭ ‬بني‭ ‬ورثيلان‭ ‬بولاية‭ ‬سطيف‭.‬

عبد‭ ‬الحفيظ‭ ‬أمقران‭:‬ ‭"‬الورثيلاني‭ ‬صاحب‭ ‬فكر‭ ‬ثوري‭ ‬شديد‭ ‬على‭ ‬الاستعمار‭ ‬والاستبداد‭"‬
وعن العلامة الفضيل الورثيلاني، يقول الأستاذ عبد الحفيظ أمقران الحسني بأنه صاحب فكر ثوري شديد على الاستعمار والاستبداد، فالوثيلاني يشبه كثيرا الشيخ العربي التبسي في وطنيته وثورته ودعوته لأبناء الجزائر للقيام بثورة حقيقية ضد الظلم والعدوان، وأمثال الورثيلاني -يقول الأستاذ أمقران- يوجدون في كامل التراب الوطني، إما من رجال جمعية العلماء أو الشخصيات الوطنية السياسية في الحركة الوطنية. وإن ولاية سطيف تزخر بالعلماء والزوايا والمعاهد الدينية وهي مهد للحركة الوطنية، وقد ساهمت بقسط كبير في تحضير جيل المجاهدين في ثورة‭ ‬نوفمبر‭ ‬المجيدة‭.‬

نجل‭ ‬الفضيل‭ ‬الورثيلاني‭ ‬السيد‭ ‬مسعود‭ ‬حسنين‭: ‬‭"‬لقد‭ ‬تم‭ ‬تغييب‭ ‬والدي‭ ‬ولم‭ ‬يدرج‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬البرامج‭ ‬التعليمية‭"‬
وأما نجل الفضيل الورثيلاني، السيد مسعود حسنين الورثيلاني، الذي التقيناه على هامش الملتقى، فيقول "إن والدي كان داعية وزعيما سياسيا، وقد افتقدته وأنا ابن سنتين، فلا اعرف له شكلا إلا من خلال الصور، وما قرأت له، وليس الخبر كالعيان". وعن سؤالنا إن كان الورثيلاني قد وفي حقه، يقول السيد مسعود على الفور "أبدا لم يوف حقه وبعض الجهات لا يرضيهم بروزه، خاصة أولائك الذين يعدون من خصوم جمعية العلماء فهو بمثابة الجندي المجهول ولا زال فكره وجهاده مغيبا والكثير يجهلون مآثره لأنه لم يدرج في البرامج التعليمية، وما زال محاصرا من طرف بعض التيارات الساعية إلى طمس تاريخ وهوية هذا الشعب وتقزيم عظمائه وعلمائه، فالشيخ الورثيلاني يستحق أن تنظم بشأنه مؤتمرات دولية تدعى إليها شخصيات عالمية لدراسة فكره، لكن للأسف هذا هو واقعنا، وليس والدي فقط الذي غُيّب فه..... زعماء آخرون نالوا نفس الجزاء‭ ‬كفرحات‭ ‬عباس‭ ‬ومصالي‭ ‬الحاج‭ ‬وعبان‭ ‬رمضان‭ ‬والبشير‭ ‬الإبراهيمي‮".‬
وفي ذات السياق يقول السيد مسعود الورثيلاني، الذي كان يشغل منصب مفتش الشؤون الدينية بسطيف، إن لديه كتاب من 250 صفحة ألفه حول فكر ومآثر والده، لكن إلى يومنا هذا لم يتمكن من طبعه لغياب الدعم ولا زال ينتظر الوعود التي كثرت دون جدوى.

الشيخ‭ ‬يوسف‭ ‬القرضاوي‭:‬‭"‬الورثيلاني‭ ‬أحد‭ ‬رموز‭ ‬الجهاد‭ ‬الوطني‭ ‬والعربي‭"‬
للشيخ يوسف القرضاوي كلمة عن العلامة الفضيل الورثيلاني حيث يقول "زرت الداعية المجاهد الشيخ الفضيل الورثيلاني أحد رجالات الجزائر ومجاهدي علمائها المرموقين، وقد كنت لقيته من قبل في بيروت في رحلتي الشامية السابقة. وقد عاد من بيروت معززا مكرما من رجال ثورة يوليو باعتباره احد رموز الجهاد الوطني والعربي، وقد أرسل إلي لأزوره حيث يقيم، فاسطحبت أخي محمد الدمرداش وذهبت إلى زيارته وحدثنا عن بعض تجاربه في حياته الحافلة، وهي مثيرة وخصبة وسألته أن يحدثنا عن الشيخ عبد الحميد بن باديس مؤسس جمعية العلماء التي قامت بدور معروف‭ ‬غير‭ ‬منكور‭ ‬في‭ ‬نهضة‭ ‬الجزائر‭ ‬وإعادتها‭ ‬إلى‭ ‬هويتها‭ ‬العربية‭ ‬و‭ ‬لإسلامية‭... ‬وتحدث‭ ‬الشيخ‭ ‬الفضيل‭ ‬طويلا‭ ‬عن‭ ‬شيخه‭ ‬بإعجاب‭ ‬وحب‮".‬
ويضيف الشيخ القرضاوي قائلا "وفي هذا اللقاء حاول الشيخ الورثيلاني أن يملأني ثقة في نفسي فقال: أرى فيك متشابها من الأستاذ حسن البنا وهذا يلقي عليك تبعات، فقلت له يا أستاذ وأين يوسف القرضاوي من الأستاذ حسن البنا؟ وأين الثرى من الثريا؟ فثار علي وقال: لا تحقر نفسك، إن حسن البنا عنده قدرات ليست عندك، وأنت عندك قدرات ليست عنده، ومجموع مواهبك يؤهلك لتقوم بدور فلا تنسحب منه ولا تبخس نفسك حقها. قلت: أسأل الله أن يجعلني أهلا لثقتك وحسن ظنك. قال: ستثبت لك الأيام حسن ظني. قلت: أرجو الله. وقد قرأت في حكم ابن عطاء الله السكندري‮ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬يمدحونك‭ ‬لما‭ ‬يظنونه‭ ‬فيك،‭ ‬فكن‭ ‬أنت‭ ‬ذاما‭ ‬لنفسك‭ ‬لما‭ ‬تستيقنه‭ ‬منها‭.‬‮ ‬أجهل‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬ترك‭ ‬يقين‭ ‬نفسه‭ ‬لظن‭ ‬ما‭ ‬عند‭ ‬الناس‭.‬‮ ‬قال‮:‬‭ ‬وهذا‭ ‬يزيدني‭ ‬ثقة‭ ‬بك‭ ..."‬
رحم‭ ‬الله‭ ‬الشيخ‭ ‬الفضيل‭ ‬الورڤيلاني‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬رجلا‭ ‬عظيما‮..‬‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬تغييبه؟


خمسة‭ ‬أسئلة‭ ‬لنجل‭ ‬الورثتلاني‮ ‬
‭"‬أمتلك‭ ‬رسائل‭ ‬وصورا‭ ‬نادرة‭ ‬لوالدي‭ ‬وحلمي‭ ‬إقامة‭ ‬متحف‭ ‬الورثيلاني‭"‬‮ ‬

سأله‮:‬‭ ‬ناصر‭ ‬

في العاشر من شهر ماي القادم يبلغ الابن الوحيد، والذي ما زال على قيد الحياة، للعلامة الفضيل الورثتلاني سن السابعة والسبعين، وفي رحلة التعريف والتذكير بوالده الراحل استوقفته "الشروق اليومي" وطرحت عليه خمسة أسئلة، فكان الشيخ مسعود حسنين الورثتلاني مصغيا ومرحبا‭.‬

‬هل‭ ‬تظن‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬منحت‭ ‬العلامة‭ ‬الورثتلاني‭ ‬حقه؟
‭- ‬صراحة‭ ‬شعرت‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬ولأول‭ ‬مرة،‭ ‬بنجاح‭ ‬الملتقى‭ ‬الواحد‭ ‬والخمسين‭ ‬بسطيف‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المحاضرات‭ ‬المقدمة‭ ‬بكمها‭ ‬ونوعها‭ ‬وكفاءة‭ ‬الحضور‭.‬

‭ ‬ألا‭ ‬تظن‭ ‬أنك‭ ‬كابن‭ ‬ووريث‭ ‬للعلامة‭ ‬مطالب‭ ‬بالعمل‭ ‬لأجل‭ ‬بعث‭ ‬متحف‭ ‬يخص‭ ‬أشياء‭ ‬الراحل؟
- هذا ضروري، لكن الصعوبة تكمن في أن الشيخ عاش خارج الوطن وتوفي في العاصمة التركية أنقرة، وأنا أمتلك حاليا رسائله وصوره النادرة ومذكراته، أما عن لباسه وبقية الأشياء فأظن أنه من المستحيل استرجاعها.. تصور أن الوالد توفي عام 1959 بأنقرة ودفن في المقبرة الإسلامية ولم نسترجع رفاته إلا عام 1987 حيث دفناه في مسقط رأسه ببني ورثتلان بولاية سطيف.. أكيد أن أمر المتحف لا يمكنني لوحدي تحقيقه، بل على الدولة التكفل بذلك، لأن نشطات العلامة في معظمها كانت في مصر وفي تركيا.

نفهم‭ ‬من‭ ‬كلامك‭ ‬أنك‭ ‬لم‭ ‬تعرف‭ ‬والدك‭ ‬أبدا‭ ‬عن‭ ‬قرب؟
- للأسف لم أتعرف عليه أبدا، وعندما توفي كان سني 26 عاما، ولكن مطاردته من طرف الاستعمار والحكم عليه بالإعدام حرمني منه وحرمه مني، وقد عشت يتيما منذ عام 1952 عندما توفيت والدتي وتكفل بتربيتي جدي لأمي.. والدي تركني وسافر إلى الخارج وعمري دون العامين.. حلمي الوحيد‭ ‬أن‭ ‬ألتقي‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الدار‭ ‬الآخرة‭.‬

‬هل‭ ‬كنت‭ ‬الابن‭ ‬الوحيد‭ ‬للشيخ؟
‭- ‬كانت‭ ‬لي‭ ‬شقيقة‭ ‬كبرى‭ ‬اسمها‭ ‬كلثوم‭ ‬تكبرني‭ ‬بعشر‭ ‬سنوات‭ ‬توفاها‭ ‬الله‭ ‬عام‭ ‬2000‮.‬

‭ ‬من‭ ‬أطلق‭ ‬عليك‭ ‬اسم‭ ‬مسعود؟
- هي حكاية طريفة، فقد كان والدي الفضيل الورثتلاني في قسنطينة في ماي 1933 رفقة الشيخ عبد الحميد بن باديس عندما بلغه نبأ مولدي فسأل عن الاسم الذي اقترحته العائلة فأخبروه أن عمي أطلق علي اسم مسعود، فرفض الاسم وأصرّ على اسم الحسين تبركا بجدي الكبير الحسين الورثتلاني‭ ‬الرحالة‭ ‬الشهير،‭ ‬ولكن‭ ‬تسجيلي‭ ‬لدى‭ ‬الحالة‭ ‬المدنية‭ ‬سبق‭ ‬أمنية‭ ‬الوالد‭ ‬فصرت‭ ‬أسمى‭ ‬مسعود‭ ‬حسنين‭ ‬الورثتلاني‭. ‬

الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Ortilani_494480225
بلمامون
بلمامون
صاحب الموقع
صاحب الموقع
الجزائر
ذكر
عدد المساهمات : 8780
تاريخ التسجيل : 02/01/2010
http://belmamoune.ahlamontada.net

مُساهمةبلمامون الثلاثاء مارس 15, 2011 4:38 pm

الفضيل الورتلاني عاش ثائرًا ومات غريبًا Ortilani_494480225


الفضيل الورتلاني المصلح العالمي 1906 ـ 1959م


كان القرن العشرون من أغنى فترات تاريخ الدعوة الإسلامية، حيث اجتمع فيه عدد هائل من جهابذة العلماء والدعاة والمصلحين، وكان للجزائر حظها الوافر من هؤلاء، من أمثال شيخ المصلحين والعلماء الجزائريين الشيخ عبد الحميد ابن باديس الذي أكرمه الله بأن جمع حوله جمع غفير من العلماء والمصلحين تحت راية جمعية العلماء المسلمين التي كان لها صداها في أكثر الأقطار الإسلامية، وساهمت هي بدورها في تخريج جيل استطاع أن يحفظ للجزائر إسلامها وعروبتها وسيادتها بعد أن نجح في إذلال المستعمر وإخراجه من الوطن صاغرا يجمع أشتات أمنياته التي تلاشت تحت زئير أولئك الأسود.

وكان من بين من تخرجوا من محضن الإمام ابن باديس رجل جاء يبتغي إلى جانب التعلم والتفقه دورا رياديا في الإصلاح والدعوة ويرغب في أن يكون فاعلا في مجرى حياة بلاده، وهو الشيخ العالم الثائر الفضيل الورتلاني الذي يصف حاله الأستاذ علي مرحوم عند أول معرفة به في مدرسة بن باديس فيقول: " لاحظت منذ أول لحظة عرفته فيها، أنه يتحلى بروح قوية، ويمتاز بحيوية دافقة، ونشاط ذاتي، وحماس متزايد. وكان يسعى دوما لربط صلاته بطلاب الشيخ "بن باديس" الواردين من مختلف مناطق الجزائر..ويتمثل لنا يومئذ كأنه الأخ الأكبر لأولئك الطلاب. يريد أن يخرجهم من حالة الخمول التي جاءوا بها.. وأن يبعث فيهم الحيوية والنشاط والثقة بالنفس، قبل أن يتاح لهم ذلك عن طريق دروس شيخهم.. ولهذا كان يشرف على تنظيم ندوات خطابية للطلبة، ليلة يوم العطلة الأسبوعية.. يتبارى فيها هؤلاء بتقديم ما أعدوه نثراً أو شعراً، كتابة أو ارتجالاً".(1)
لقد كان أكبر من أن يرتهن داخل حلقات العلم وزوايا العبادة أو بين صفحات الكتب، بل كان ينشد أكبر من ذلك وكأنه يعلم أنه لم يوجد لذلك فقط بل وجد لمهام أخرى وأدوار تصل هامته إلى عظمتها، وهذا الذي لمحه الشيخ بن باديس في تلميذه الفضيل مما جعله يرشحه لتلك المهام والأدوار دون غيره رغم حداثة المعرفة والصحبة والسن الذي لم يتجاوز يومها الخامسة والعشرين، " ففي5 مايو 1931م تأسست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي ضمت كثيراًً من المصلحين وعلماء الجزائر وانتخب الشيخ عبدالحميد بن باديس رئيساً لها. ولما كثرت مشاغله عيَّن الفضيل الورتلاني مساعداً له في التدريس ورفيقاً له في رحلاته وكاتباً في مجلة الشهاب الناطقة باسم جمعية العلماء الجزائريين، وعندما أرادت الجمعية أن تمدد نشاطها الدعوي والإصلاحي إلى قلب فرنسا حيث يوجد الآلاف من العمال الجزائريين، اختار الشيخ عبدالحميد بن باديس تلميذه وصديقه الفضيل الورتلاني لأداء هذه المهمة الشاقة".

نشاط الفضيل الورتلاني في فرنسا 1936 ـ 1938
وصل الفضيل الورتلاني إلى باريس في 22 يوليو 1936 كمبعوث خاص لجمعية العلماء المسلمين في فرنسا، وقد اعتبر بعض مناصري الحركة الإصلاحية الذين كانوا في فرنسا هذا القرار خطأ في حقهم إذ كان من الصواب أن تختار جمعية العلماء واحداً له خبرة بالمجتمع الفرنسي وإحاطة بثقافته وموازين القوى فيه وقدرة على إقناع المغتربين الجزائريين بلغة يفقهونها وعقلية يعرفونها، وكل هذه المعايير لا تتوافر إلا فيمن عاش في الوسط الأوروبي واحتك به. وقد لخص مالك بن نبي هذا الشعور الأليم الذي أحس به هو ومن كان معه في هذه العبارات: "و كنت في الحقيقة على الرغم من مودتي للشيخ الورتلاني ـ رحمه الله ـ أشعر أن تعيينه عن جمعية العلماء بباريس كان انتقاصاً من موقفنا أمام السلطات الاستعمارية، التي طالما وقفنا منها بوصفنا مناضلي الفكرة الإصلاحية"(2)، والحقيقة أن جمعية العلماء لم تقصد في البداية إلا نشر الدين وتعليم العربية دون غرض سياسي في حين أن النخبة العربية المغتربة متأثرة كثيراًً بالصراع الفكري والأيديولوجي السائد بقوة في فرنسا في فترة التلاثينيات. وقد بينت الأحداث حسن اختيار ابن باديس لتلميذه الذي أدرك ـ بسرعة ـ طبيعة المجتمع الجديد والميكانيزمات التي تتحكم فيه. وفي الأخير لابد من الإشارة إلى نقطة مهمة كانت لاشك حاسمة في تفويض العالم الشاب الفضيل الورتلاني وهي أنه كان يجيد اللغة الفرنسية والعربية وخاصة القبائلية (البربرية) التي يتحدث بها أغلب المغتربين الجزائريين المنحدرين في أكثرهم من منطقة القبائل، وهذا ما لمح له الورتلاني نفسه في رسالة إلى أحد أصدقائه العاملين في الحركة الإصلاحية داخل القطر الجزائري.
أسس الفضيل الورتلاني نوادي التهذيب لتعليم اللغة العربية ونشر مبادئ الإسلام ومحاربة الرذيلة في صفوف المسلمين المقيمين في فرنسا. واستطاع في عامين أن يفتح عشرات النوادي في باريس وضواحيها وأخرى في المدن الكبرى وعين على رأس كل نادٍ عالم جزائري : سعيد صالحي، محمد صالح بن عتيق، محمد الزاهي، سعيد البيباني والهادي السنوسي في باريس، حمزة بو كوشة في ليون، فرحات الدراجي في مرسيليا، ومحمد واعلي في سان تتيان. واستطاع أن يعبئ لتنشيط هذه النوادي كبار العلماء والمفكرين من أمثال: الشيخ محمد عبدالله دراز، الشيخ عبدالرحمن تاج، ومحمد المبارك، وسامي حقي، وعمر بهاء الدين الأميري وبعض المثقفين الفرنسيين الذين أسلموا مثل محمد علي ومحمد المهدي.(3)
غادر الفضيل الورتلاني فرنسا سراً في نهاية عام 1938م عندما وصل إلى علمه عزم المنظمة العنصرية والإرهابية اليد الحمراء على اغتياله. دخل إلى إيطاليا بمساعدة الأمير شكيب أرسلان الذي وفر له جواز سفر مزور ومنها انتقل إلى مصر.

هجرته إلى مصر وانضمامه إلى حركة الإخوان المسلمين
وصل الفضيل الورتلاني إلى مصر في عام 1939م، وقبل ربع قرن زار أستاذه ابن باديس مصر عند عودته من الحج ولقي بعض علمائها كالشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية آنذاك، والشيخ أبي الفضل الجيزاوي الذي أصبح فيما بعد شيخاً للأزهر. وقد سبقت الورتلاني ـ إلى مصر ـ السمعة العالية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي اعترف بجهادها كثير من علماء الشرق ودعاة الإصلاح . يقول طالب جزائري مقيم بالقاهرة : "إني أينما ذهبت وذكرت اسم الشيخ عبد الحميد بن باديس كانت الثغور تبتسم، والوجوه تنشرح، والآذان تصغي، والأمور تقضى، وهكذا سهل عليَّ اسم الأستاذ الرئيس كل صعب"(4). ويعود الفضل في انتشار اسم جمعية العلماء في مصر إلى الطلبة الجزائريين المبعوثين للدراسة في القاهرة وأساتذة الأزهر ذوي الأصول الجزائرية.
كان حسن البنا ـ مؤسس حركة الإخوان المسلمين ـ شديد الإعجاب بالشيخ عبدالحميد بن باديس وجهاده الإصلاحي، فلما أسس مجلة فكرية في القاهرة سماها الشهاب تيمناً بمجلة الشهاب الجزائرية وتقديراً لها. وقد سهلت هذه الصلة الروحية بين الحركتين الإصلاحيتين اتصال الفضيل الورتلاني بجماعة الإخوان المسلمين والانضمام إليها. وأصبح عضواً بارزاً بها وخلف مرتين الشيخ حسن البنا في "حديث الثلاثاء" حين كان المرشد العام غائباً عن القاهرة.
وفي مصر شارك في تأسيس عدة جمعيات خيرية وسياسية كاللجنة العليا للدفاع عن الجزائر وجمعية الجالية الجزائرية في عام 1942م وجبهة الدفاع عن شمال إفريقيا في سنة 1944م، وكانت هذه المنظمة الأخيرة أكثر شهرة وتضم شخصيات مرموقة كالشيخ محمد الخضر حسين، وحفيد الأمير عبدالقادر الأمير مختار الجزائري، والأمير عبدالكريم الخطابي المغربي. وكان الفضيل الورتلاني أميناً عاماً للجبهة. واستهدفت هذه المنظمة تحقيق استقلال بلدان المغرب العربي من الاستعمار الفرنسي، والانضمام إلى جامعة الدول العربية.
في 8 مايو1945، ارتكب الاستعمار الفرنسي مجزرة رهيبة في الشرق الجزائري بلغت ضحاياها الآلاف من الجزائريين الذين خرجوا في مظاهرات طالبين الحرية التي وعد بها الحلفاء للشعوب التي وقفت في صفهم ضد ألمانيا وأتباعها خلال الحرب العالمية الثانية. انزعج الورتلاني كثيراً من هذه الجريمة الإنسانية فكتب مجموعة من الرسائل المفتوحة إلى السفير الفرنسي بالقاهرة ونشرت في الصحف العربية وأرسل أيضاً عدة برقيات إلى المنظمات الدولية ليندد بهذه المجزرة الوحشية.

دوره في ثورة اليمن 1948م
قام الفضيل الورتلاني بدور بارز في تنظيم وتنظير ثورة الأحرار في اليمن التي قامت في فبراير 1948 ضد الإمام يحيى حميد الدين، وقد أشار بعض من الباحثين إلى هذا الدور مثل مصطفى الشكعة في "مغامرات مصري في مجاهل اليمن" وحميد شمرة في "مصرع الابتسامة"، وأحمد الشامي في كتابه "رياح التغيير في اليمن" وتجاهله كثير من المؤرخين الأوروبيين المختصين في الشؤون العربية والإسلامية. يقول أحمد الشامي أحد المشاركين في هذه الثورة: "إن العالم المجاهد الجزائري السيد الفضيل الورتلاني هو الذي غير مجرى تاريخ اليمن في القرن الرابع عشر الهجري (العشرين الميلادي)، وأنه حين وضع قدمه على أرض اليمن كأنما وضعها على "زر" دولاب تاريخها، فدار بها دورة جديدة في اتجاه جديد، لأن ثورة الدستور سنة 1367هـ 1948م هي من صنع الورتلاني"(5).
سافرالفضيل الورتلاني للمرة الأولى إلى اليمن في بداية عام 1947، وفي جولاته عبر القطراليمني، التقى العلماء والوجهاء والشباب وألقى خطباً في المساجد والأماكن العامة وتمكن من إقناع اليمنيين على وحدة الصف وضرورة التغيير والخروج من الجهل والتخلف، وبعد شهرين رجع إلى مصر حيث توجد النخبة والمعارضة اليمنية لتحضير دستور جديد أو ما سمي بالميثاق المقدس. وعاد مرة ثانية لعرض الميثاق على العلماء والسياسيين لسبر آرائهم والاستماع لاقتراحاتهم. وقد تم الوصول إلى الصيغة النهائية للميثاق المقدس في نوفمبر 1947م، وكان الاتفاق بين كل هذه الأطراف ينص على تغيير الأوضاع السياسية في اليمن بطريقة سلمية وتنصيب عبدالله الوزير حاكماً دستورياً على البلاد خلفاً للإمام يحيى حميد الدين.
عارض الإمام أحمد يحيى حميد الدين الحكومة الدستورية في صنعاء، واتهمها باغتيال والده وإهانة إخوته. وجمع القبائل الموالية له وحاربها. وسقط النظام الدستوري في 13 مارس 1948م وتولى الإمام أحمد عرش اليمن(6).
بعد فشل ثورة الدستور حكم بالإعدام على الورتلاني الذي اتهم بالمشاركة في قتل الإمام يحيى والمساهمة في الانقلاب. فأصبح مطلوباً للإعدام فقضى خمس سنوات متشرداً في العالم ومتستراً، وكان عليه أن يغير ملامح وجهه وطريقة لباسه في كل مرة حتى لا يكشف أمره وقد استطعنا أن نتحقق من هذا بفضل الصور التي تظهره في زي عالم أزهري وهيئة شيخ قبيلة خليجية وشكل ممثل أمريكي.. زار سراً خلال هذه الفترة جل الدول الأوروبية الغربية، والتقى رئيس جمعية العلماء الشيخ محمد البشير الإبراهيمي ونائبه الشيخ محمد العربي التبسي في سويسرا. وفي الأخير قبل رئيس وزراء لبنان رياض الصلح استقرار الفضيل الورتلاني في بيروت شرط أن يكون ذلك سراً.

مساندته لثورة 23 يوليو 1952 المصرية
عاد الفضيل الورتلاني إلى مصر بعد خمس سنوات من الغربة. وقد شجعته على هذه العودة الظروف السياسية الجديدة القائمة في مصر بعد نجاح الضباط الأحرار وعلى رأسهم اللواء محمد نجيب في الإطاحة بنظام الملك فاروق. رحب به العلماء والسياسيون وخصصت له مجلة الدعوة الإخوانية حواراً شاملاً نشرته في عددها السابع والثمانين. واتصل مباشرة بقادة النظام الجديد ووضع نفسه في خدمة الثورة المصرية مقترحاً الاتصال بمعارفه في العالم الإسلامي لتحرير مصر من العزلة الدولية التي كانت تعاني منها في البداية وجمع الأموال من الأثرياء العرب لتحسين الأوضاع الاقتصادية في مصر وتحقيق المشاريع الاجتماعية التي من أجلها قامت ثورة 23 يوليو(7).
بعد حملة الاعتقالات التي شملت رموز حركة الإخوان المسلمين في عام 1954، وإعدام ستة من قادتهم غادر الورتلاني القاهرة في عام 1955 متوجهاً من جديد إلى بيروت بعد أن تأكد من تآمر المخابرات المصرية عليه وعلى أستاذه الشيخ محمد البشير الإبراهيمي. وقد أكد فيما بعد فتحي الديب أحد ضباط المخابرات في كتابه "جمال عبد الناصر والثورة الجزائرية" مدى تبرم النظام المصري من نشاطات الورتلاني وتمسكه بحركة الإخوان المسلمين.

الفضيل الورتلاني والثورة التحريرية الجزائرية 1954 ـ 1959
سافر الفضيل الورتلاني كثيراً في سبيل شرح القضية الجزائرية فزار معظم الدول الإسلامية، والتقى كثيراً من زعماء المسلمين مثل عبد الرحمن عزام أمين عام الجامعة العربية، الشيخ محمد الخضر حسين، الشيخ محمد عبد اللـه دراز، الشيخ مصطفى عبد الرازق، الأمير عبد الكريم الخطابي، المفتي محمد أمين الحسيني، وأحمد سوكارنو رئيس إندونيسيا الذي استقبله رسمياً في قصر الرئاسة في جاكارتا، وفي كل بلد نزل فيه خطب وحاضر في المشكلة الجزائرية مدافعاً عن الشخصية الجزائرية ومطالباً بحق الشعب الجزائري في تسيير شؤون بلاده بنفسه.
في 1 نوفمبر 1954م، انطلقت الثورة الجزائرية لتحرير البلاد من الاستعمار الفرنسي، وقد رحب الفضيل الورتلاني بهذه الثورة التي طالما انتظرها وسعى لقيامها. ونشر مقالاً في 3 نوفمبر أي بعد ثلاثة أيام فقط من اندلاع الثورة التحريرية تحت عنوان: "إلى الثائرين من أبناء الجزائر: اليوم حياة أو موت"، وفي 15 نوفمبر من العام نفسه أصدر مع الشيخ محمد البشير الإبراهيمي بياناً: "نعيذكم بالله أن تتراجعوا"(Cool. وفي 17 فبراير1955م شارك في تأسيس جبهة تحرير الجزائر والتي تضم الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، وممثلي جبهة التحرير الوطني: أحمد بن بيلا، وحسين آيت أحمد، ومحمد خيضر وبعض ممثلي الأحزاب السياسية الجزائرية كالشاذلي مكي، حسين لحول، عبدالرحمن كيوان وأحمد بيوض. وكان الهدف الأساسي لهذه الجبهة مناصرة ومساندة الثورة الجزائرية.
أصبح ممثلاً لجبهة التحرير الوطني في تركيا في 1956 بعد أن انضمت جمعية العلماء رسمياً إلى الثورة وجبهة التحرير الوطني في أبريل 1956م.
وإضافة إلى ما سبق حضر الفضيل الورتلاني عدة مؤتمرات دولية وكان أكبرها المؤتمر الإسلامي الشعبي الذي عقد في القدس في ديسمبر 1953م وألقى فيه خطاباً مؤثراً. وقد شارك في هذا التجمع كبار العلماء والمصلحين مثل سيد قطب الذي مثّـل جماعة الإخوان المسلمين. اعترافاً بجهاده في سبيل وطنه الجزائر المحتلة ودفاعه عن فلسطين وكفاحه من أجل نهوض شعوب العالم الإسلامي، واختار المؤتمر الإسلامي العالمي ومؤتمر علماء الإسلام الفضيل الورتلاني مندوباً خاصاً يمثلهما عبر رحلاته حول العالم.

وفاته وآثاره
توفي الفضيل الورتلاني في مستشفى أنقرة في 12 مارس 1959م ودفن في العاصمة التركية. وفي نهاية الثمانينيات نقل جثمانه إلى الجزائر ودفن قريباً من مسقط رأسه.
قامت جمعية العلماء الجزائريين بجمع مقالات الفضيل الورتلاني في كتاب ضخم ونشرته في بيروت في عام 1963 تحت عنوان "الجزائر الثائرة". واحتوى الكتاب أيضاً على شهادات العلماء والسياسيين العرب في الإشادة بذكره والتنويه بجهاده. وقال فيه أحدهم: "لم أقابل في حياتي ـ لا قبله ولا بعده ـ من هو أعرف منه بالقرآن الكريم وعلومه، وتفسير آياته واستكناه أسراره وقدرته المنطقية على الغوص في أعماقها، واستنباطه منها ما يحلل به مشكلات الحياة، دونما تكلف أو تقعر، أو إغراق، وفي منطق سهل بيّن يخلب الألباب، إلى استيعاب للأمهات، ومسائل الفقه، واطلاع على تواريخ الأمم، والملل والنحل، والمذاهب السياسية والاقتصادية إلى حفظ للأخبار"(9).
عاش الفضيل الورتلاني في مقاومة الجهل ومحاربة الظلم داعياً إلى التحرر من سيطرة الاستعمار وكانت رحلاته عبر العالم فرصة لنصرة بلاده المحتلة ومناسبة لدعوة القادة والشعوب العربية للنهضة. فقد نجحت نوادي التهذيب التي أسسها في فرنسا في استقطاب المسلمين المغتربين إلى دينهم والاعتزاز بحضارتهم حتى أصبحت تثير مخاوف السلطة الفرنسية والأحزاب الوطنية المغاربية ذات التوجه العلماني، وفي المشرق العربي ترك آثاراً حسنة وسمعة مرموقة حتى أطلق عليه العلماء والزعماء العرب لقب "المجاهد" رحمـه الله رحمـة واسعة.

(1): علي مرحوم، مواقف من جهاد الشيخ الفضيل الورتلاني، الثقافة، الجزائر، عدد 34، أوت ـ سبتمبر 1976، ص.49ـ50.
(2): مالك بن نبي، مذكرات شاهد القرن. دمشق، دار الفكر، 1984، ص. 377.
(3): الشهاب، ج5، مج 15، 1938.
(4): عبد الكريم بو الصفصاف. جمعية العلماء المسلمين الجزائرين ودورها في تطور الحركة الوطنية الجزائرية 1931 ـ 1945. قسنطينة، دار البعث، 1984، ص.345.
(5): أحمد بن محمد الشامي. رياح التغيير في اليمن. المطبعة العربية، جدة، ص 190
(6): أحمد الشامي، نفس المرجع، المجتمع عدد 1339، 23 فبراير 1999، عدد 1340، 2 مارس 1999م.
(7): حسن العشماوي. حصاد الأيام أو مذكرات هارب. دار الفتح للطباعة والنشر، بيروت، ط2، 1985، ص 52 ـ 54.
(Cool: عبدالحفيظ.محمد أمقران الحسني، الفضيل الورتلاني عبر المقاومة الجزائرية إلى ثورة التحرير الوطني، الثقافة، الجزائر، عدد 100، 1988، ص.59
(9): أحمد الشامي، المرجع نفسه، ص 198 .

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

Create an account or log in to leave a reply

You need to be a member in order to leave a reply.

Create an account

Join our community by creating a new account. It's easy!


Create a new account

Log in

Already have an account? No problem, log in here.


Log in

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى