أبناء المدارس

**زكراوي بشير** · 22/02/2010

أبناء المدارس

لست بالخبير التربوي الماهر و لكن الاعتقاد يلازمني ـ ومازال ـ منذ طفولتي أنـه ليس منا من لا يوقر كبيرنا و يحترم صغيرنا فهي البداهة التي ألفناها منذ زمن ولا يختلف فيها اثنان.
هذا يجرنا إلى الحديث مبدئيا عما يحدث داخل مدارسنا التربوية و نظامها و قوانينها التي تجعل الصلة ضمن الإطار الأخلاقي ثابت لا تعتريه الهشاشة و الانفلات و لا يخفى على أحد أن حال المدارس ـ هذه الأيام ـ لا ينبئ بالخير لما يسمع و يرى لسلوكيات و أحداث تجاوزت النظام و الخلق المتعارف عليه في بذاءة الكلام و حشمة اللباس ووقار التصرف و ما كان يقرع له جرس الإنذار أصبح واقعا بالمدارس فالمدارس أصبحت مهارس و الملاكمة باللكمة عوضا عن المحاكمة بالحكمة لأن أبناء المدارس (( فاقوا )) إن صح التعبير و صارت لديهم (( الندية )) المولدة للعنف سواء كانوا ظالمين أو مظلومين ما دام القانون يقف إلى جانبهم .
و هنــا يــكـمـــن التــســـاؤل : مــن المســؤول ؟.
قــد يطول البحث و التساؤل عن إجابات مقنعة في حلقة مغلقة لا تنتهي بين المدرسة المدرس التلميذ الأسرة والمجتمع لتكون أصابع الاتهام متبادلة فيـشار للقوانيـن أنها أصبحت (( تستعدي)) التلميذ على المدرس بقوله ((الضرب ممنوع)) بل لا يسمح بجرح مشاعر التلميذ و يمكن هنا أن تستوقف نفسك لتقارن ذلك بحديث النبي- صلى الله عليه و سلم - عن الصلاة(( ... واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا... )) رواه مسلم و اللفظ يفهم على تفسير قوله تعالى : (( واضربوهن)) النساء34، بل إن عمر بن الخطاب لم تكن تفارقه الدرة التي كان يعلي ويوجع بها مؤدبا كل من خالف الشرع في حين يطلب من الفتى القبطي أن يضرب ابن عمرو بن العاص قصاصا ووالده تأديبا لعدم تربية ابنه القائل للفتى ((خذها وأنا ابن الاكرمين)) والقصة معروفة.
وقد يشار الاتهام للمدرس الذي أهمل واجبه التربوي معتمدا فقط على الحشو العلمي دون قدوة في السلوك و الأخلاق فيُسحب منه بساط التبجيل أو كاد يكون رسولا بقصد أو عن غير قصد و إن كان الأمر شاذا لا يقاس على العموم.
وقد يرى البعض أن المسؤولية تلقى على كاهل الأسرة فهي الرحم الذي يترعرع فيها الطفل على الفضائل الحميدة والخلق النبيل فإن كان المنبت طيبا كان طيب المنشأ و إن كان الأبوين غير ذلك فلا استقامة للظل و العود أعوج.
ويأتي المجتمع مستنكرا ذلك قائلا (( المربي من عند ربي)) و كأن الأمر لا يعنيه في حين أن سكوته الدائم معول من معاول هدم القيم التي من واجبه الحفاظ عليه بل إن عبقريته النائمة و غفلته المستيقظة لا تكشف خطط أعدائه داخل هذه الأمة وخارجها و هي تهدد الفرد و الأسرة و المجتمع بدءا من مؤتمر بكين إلى مؤتمر واشنطن حول الأسرة لتسرب إلينا مصطلحات خفية منها (( الجندر)) و (( النظام الأبوي)) وما يؤكد ذلك المحاولات المتكررة لتغيير قانون الأسرة و مناهج التعليم للدول العربية وفق رغباتها و مبادئها مطالبين ذلك تارة باسم العولمة و تارة أخرى باسم الإصلاح.
فالمسألة ليست سهلة كما يضن البعض و نحن ضمن خططهم شئنا أم أبينا ولدى قد يكون الحل الوحيد بتقاسم المسؤولية وتجنيد الجميع ليقوم كل بدوره و الرجوع إلى الأصول فضيلة و الكلام ليس موجها للنطيحة و المتردية بل للعقلاء و الحكماء و أقصر طريق قوله صلى الله عليه و سلم(( أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم)). الموطأ.
وهـــذا التنبيــه جزء من واقعنـــا المـــر.. لكــن إلى متــــــى....؟ .
منقول للفائدة من منتديات تندوف للتربية

**nono** · **nono** الأحد نوفمبر 07, 2010 3:07 pm

**djamel37** · **djamel37** الأربعاء نوفمبر 10, 2010 1:04 pm

سيدي الكريم زكراوي حفظكم الله ورعاكم أظن يا سيدي أن الأقلام الجادة تعمل على الإبداع ولا تتكلم من فراغ وهي تعد عرقا لجبين الآحرين كان الأولى ياسيدي الإشارة إلى صاحب الموضوع و هو djamel37
أو ذكر للموقع الذي نقلت منه الموضوع حرفيا و هو موقع تندوف للتربيةhttp://tdfecole.ahlamontada.net/forum.htm أو على الأقل يكون منك ردا في الموقع لصاحب المقال و لست هنا لنعطيكم دروسا في حقوق الكاتب وإنما للتنبيه و التذكير لعل سقط منكم الأمر سهوا و أهلا و سهلا بكم في منتدانا التربوي بولاية تندوف.

**زكراوي بشير** · 22/02/2010

**djamel37** · **djamel37** الخميس نوفمبر 11, 2010 10:03 am

شكرا لك يا أستاذ زكراوي على تفهمك الطيب ...

أبناء المدارس

أبناء المدارس

أبناء المدارس

رد: أبناء المدارس

رد: أبناء المدارس

رد: أبناء المدارس

Create an account or log in to leave a reply

Create an account

Log in