خصائص نموالطفل ما قبل المدرسة

مقدمة :

هذه المرحلة هي انتقال التمركز حول الذات الى التفاعل مع الاخرين ، وهي فترة ينمو فيها وعي الطفل بالانفصال والاستقلالية ، وتسمى مرحلة الطفولة المبكرة ، ولها خصائصها المؤسسة على مميزات المرحلة السابقة ، اذ تمتاز باستمرار النمو لكن بسرعة اقل من المرحلة السابقة .

النمو الجسمي والحركي .

نمو جسمي بطيء مقارنة مع المرحلة السابقة الا ان الملامح العامة للجسم تتغير ، فحجم الراس يصل الى حجم راس الراشد ، ويزداد الطول بمعدل 5 سنتيمترات في السنة، والوزن بنسبة 10 كيلوغرامات ، اما حركيته فتمتاز بالنشاط والقسوة والمغامرة احيانا ، فهو الان يستطيع ان يجري ويقفز ويلعب ويتحرك بثقة واستقلالية ، الا ان هذه الحركة الزائدة غالبا ما تجد معارضة من طرف الكبار فيضعون للطفل قيودا وحواجز خوفا عليه تارة ،ولايقاف ما يسببه من ازعاج تارة اخرى .
وهنا يجد الطفل نفسه بين فكي كماشة ، دوافعه القوية نحو الاستقلالية وتحقيق الذات وما يتبع ذلك من نشاط زائد، وبين ثقافة سائدة تقيم القيود وتضع الضوابط . وهذا هو التناقض الذي يقع فيه طفل هذه المرحلة فماذا تكون النتيجة ؟

النمو الحسي .

قدرة الطفل على الحركة باستقلالية تتيح له فرصة اكتشاف اشياء جديدة ، يلمسها، يتذوقها، يستمع الى الاصوات التي تصدرها ، يرى الوانها واشكالها ، وهو بذلك ينمي الادراك الحسي لديه اكثر من المرحلة السابقة .
طفل هذه المرحلة يقوم بالكثير من الاعمال بمفرده ، تعبيرا منه على استقلاليته ، ورغبة في تحقيق دافعية الكفاءة وتحقيق الذات . ( ارتداء الملابس وخلعها – ربط شسع الجذاء – حمل حاجاته ...) وهو لايقوم بالاعمال التي تخصه فقط ، بل انه يتدخل للمساعدة ( يسرع لفتح الباب – يرد على الهاتف – يجر المكنسة - ...)

النمو العقلي والمعرفي .

ان النمو الحسي الحركي والنمو المعرفي بسيران جنبا الى جنب ، فالطفل عندما يقف يرى الاشياء من سطحها بعد ان كان يراها من الاسفل ، وعندما يمشي ويتحرك تتاح له فرصة اكبر للاستطلاع والاستكشاف والتفاعل مع المحيط ، الشيء الذي ينمي العمليات المعرفية لديه ( الادراك – التذكر )

يفهم الطفل دوام الشيء ويكون صورة ذهنية عنه وان غاب : الطفل في هذه المرحلة يفكر بعقله و ليس بجسمه .

- نمو القدرة على استخدام الصور الذهنية والرموز .
- ينتقل من التصور الذهني للجانب المادي للشيء الى ما يرمز اليه ( الضوء الاحمر يرمز الى الوقوف ).
. - نمو القدرة على النشاط الرمزي التخيلي ( تقليد الكبار – يتظاهر بشرب الشاي من كاس فارغ- يطلب منك اكل كعكة صنعها من عجين ...).
- زيادة القدرة اللغوية .
- التقليد والمحاكاة واللعب الايهامي .
- يسبغ الحياة على الاشياء الجامدة .
التمركز حول الذات : لا نعني بها الانانية ولكن نعني نظرة الطفل للشيء كما يدركه هو ، وليس كما يدركه الاخر ( الطفل يحدد يده اليمنى ويده اليسرى ولكن يخطئ في تحديد يدك وانت واقف امامه ، فبشير الى اليد المقابلة لانه يركز على ذاته )
- الاحتفاظ : يواجه طفل هذه المرحلة مشكلة الاحتفاظ وبقاء صفات الاشياء مثل العدد والوزن والحجم .

وقد قام بياجيه بتجارب عديدة ، واستنتج ان طفل مرحلة ما قبل المدرسة يجد حلا للمشكلات انطلاقا وبناء على ما تظهره حواسه : التفكير الحدسي . اذن هو في هذه المرحلة يفكر بعقله ولكن في حدود حدسه وتخمينه ولا يكون تفكيره منطقيا الا في سن 6 او 7 . ويعتبر بياجيه هذه المرحلة ، مرحلة ما قبل العمليات ، وقد اعتبرها كذلك لان طفل هذه المرحلة لا يستطيع القيام بالعمليات المنطقية التي تتصف بها المراحل التالية .

تجربة الاحتفاظ بالعدد ثابتا

1 - نضع صفين من الكرات الصغيرة كل واحدة منها مقابل الاخرى تماما ويلاحظ الطفل ان كل صف يساوي الصف الثاني في العدد
2 - نقصر او نطول احد الصفين ونسال الطفل اذا كان كل صف ما زال يحتوي على نفس العدد ( الجواب لا )

***

تجربة الاحتفاظ بالطول ثابتا :

***
النمو العاطفي :

يبقى موضوع عاطفته هو الام ، الا ان الطفل في هذه المرحلة يميل الى تقليد ادوار افراد العائلة وتقمصها ، وهذا يعلمه كيم يندمج في البيئة الاجتماعية، ويربط علاقات عاطفية مع اشخاص غير الام ( الخالة – العم ...)
يمتاز طفل هذه المرحلة بالعصيان والتمرد ويتجلى ذلك من خلال كلمة لا الرافضة وهذه عكس المرحلة السابقة التي كانت مرحلة طاعة وامتثال .
والواقع ان ما يؤول اليه نمو الطفل في هذه المرحلة متوقف الى حد كبير على اتجاه المربي :

الاتجاه الاول :
. تحلي المربي بالصبر وسعة الصدر
- امتداح الطفل وتشجيعه
ا- مصاص غضب الطفل
. السماح له بمحاولة اشياء قد تبدو صعبة ( مع المراقبة )

v هذا السلوك يعطي الامل في تنمية الشعور بالاستقلالية واكتساب التقة في النفس واشباع دافع الكفاءة ومن تم الاناقال بسلام الى المرحلة التالية

الاتجاه الثاني :

. الالتجاء الى النقد والاصرار على وضع الحواجز والقيود بشدة يؤدي الى :
- نمو شعور جارف من الخجل والشك والذنب ومن تم فقدان الثقة في النفس وتوقع الفشل .
- حجب خبرات ايجابية عند الطفل.

يجب التنبيه الى ان الطفل في هذه المرحلة رغم ما يحسه من شعور مؤلم وواقع نفسي واجتماعي يفرض عليه التناقض والصراع فهو رغم ذلك ليس كائنا سلبيا يستجيب الى ما يريده الاخرون انه يسعى الى ايجاد حلول توافقية بطريقة طبيعية ودون تخطيط للتخلص من التوتر الذي يثيره لديه هذا التناقض بين متطلبات مرحلة نموه والثقافة السائدة .

المراجع :
1 - سيكلوجية الطفل ( علم نفس الطفولة ) الفت حقي .
2 - سيكلوجية اللعب : سلسلة عالم المعرفة – العدد: 120.
3 - نظريات التعلم : سلسلة عالم المعرفة – العدد : 70.